الاثنين ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢

من أهم الأحداث الفلسطينية سنة 2012

نضال حمد

عندما نتحدث عن أحداث سنة 2012 فلسطينيا لا بد أن نذكر بأن قيام جبهة النصرة والجيش الحر باحتلال مخيم اليرموك قرب دمشق وتهجير مئات الآلاف من سكانه، بعد اعتداءات استمرت لأشهر طويلة سوف يكون الحدث الأبرز. فاليرموك ليس مخيما عاديا ولا هو عابر في مسيرة شعبنا انه اكبر المخيمات الفلسطينية في سورية وفي الشتات. منه انطلقت طلائع الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهناك افتتحت مكاتب الفصائل والتنظيمات الفلسطينية المختلفة من فتح الأقدم حتى أحدثها عهدا حركة حماس.

وهناك جيش التحرير الفلسطيني وألويته وكتائبه المدربة والمجربة، التي خاضت حروب هذه الأمة من حرب تشرين أكتوبر 1973 الى حروب لبنان وأهمها حصار بيروت سنة 1982 بقيادة العقيد البطل عطية عوض ورفاقه الآخرين، للأسف بعد فترة من الزمن اعتقل العقيد عطية عوض في سورية ومنذ ذلك اليوم فقدت أخباره. نأمل أن يكون مازال حياً وأن يعود لعائلته وشعبه ومخيمه.

في مخيم اليرموك توجد قبور آلاف الشهداء في مقبرتين كبيرتين تضمان قبور شهداء الثورة الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني، وهناك أيضا قبور قادة كبار من شعبنا الفلسطيني. وقبور أبطال العمليات الفدائية المميزة الذين حررت رفاتهم في تبادل حزب الله الأخير.

في المخيم توجد مؤسسات ومراكز عديدة ومتنوعة لكل الفصائل و التنظيمات والجمعيات والاتحادات الفلسطينية المختلفة.

مخيم اليرموك هو الذي احتضن القيادات والكوادر الفلسطينية التي شردت من الأردن بعد مجازر أيلول 1970 وبعد الرحيل عن لبنان سنة 1982. وكثير من الفلسطينيين اللاجئين من العراق بعد احتلاله وتهجيرهم على أيدي العصابات الطائفية والمذهبية. هؤلاء وجدوا في اليرموك ملاذا آمنا ، أما الآن فتشردوا من جديد على أيدي عصابات طائفية ومذهبية أخرى. كما أنه وبعد طرد الأردن لقيادات حماس ورفض كافة الدول العربية استقبالهم كانت سوريا هي الاستثناء ، فاستقبلتهم وسمحت لهم بالسكن والعمل والنشاط من المخيم ثم من دمشق ومن كل الأرض السورية. وهذا بالذات يخص السيد خالد مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق وغيرهم من قادة حماس.

في مخيم اليرموك تتواجد ايضا كافة الفصائل الفلسطينية وتنشط من هناك. على كل حال فإن الأهم من هذا كله أن أهل اليرموك هم الذين حولوا تلك الأرض الخواء الى مدينة عامرة مزدهرة تعتبر من أهمم المدن الاقتصادية قرب العاصمة دمشق.

المخيم الآن رهينة بيد الجيش الحر الذي يريد ويخطط على ما يبدو لتحويل اليرموك الى رأس حربة للقتال المستقبلي من أجل احتلال دمشق العاصمة. وبنفس الوقت هو يريد البقاء فيه من اجل إرغام النظام السوري الذي لن يسمح بذلك على مهاجمته وبهذا يتم تدمير المخيم ويكون بوابة للغرب وعربانه من العملاء لشن هجمات على النظام وممارسة ضغط دولي عليه بحجة المخيم والفلسطينيين . وبعد ذلك سوف نسمع القادة الفلسطينيين المنبوذين المهزومين والفاشلين يتسابقون للبكاء على المخيم وسكانه مع أنهم تخلوا عنهم منذ سنوات طويلة. فيا سكان مخيم اليرموك انتم وحدكم من يستطيع إخراج الجيش الحر وجبهة النصرة وطرد بعض العملاء المتعاملين معهم من أبناء المخيم. إن فعلتم ذلك تكونوا حققتم نصرا وأنقذتم المخيم من مؤامرة كبيرة تعد له ولكم وخطط أصحابها لتهجيركم وتشتيتكم على كل بقاع الدنيا كما حصل مع فلسطينيين العراق من قبلكم. .

إذا كان الجيش الحر يحرص على اللاجئين الفلسطينيين والأخوة السورية الفلسطينية عليه الانسحاب فورا من المخيم والسماح بعودة سكانه الى منازلهم هناك والتوقف عن الاستعراضات العسكرية في شوارع وأزقة اليرموك. كذلك التوقف عن استخدامه رهينة في حربه ضد النظام. وعلى الفلسطينيين المتعاملين مع الجيش الحر أن يكونوا فلسطينيين وليس مجرد عملاء ضد شعبهم. فإذا كانت حجتهم القيادة العامة وقوات جبريل، فإن هؤلاء لم يعد لهم أي وجود مسلح داخل المخيم ، مع أنهم كانوا دائما في حالة دفاع وليس هجوم، ولم يغادروا المخيم ليقتلوا أي كان من جيرانه في الحجر الأسود ويلدا وببيلا وغيرها.

مأساة أهل مخيم اليرموك تذكرنا بمآسي المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان والعراق الكويت حيث شرد وطرد وهجر هؤلاء الى كل أقطار الدنيا بفضل الخيانة العربية والفتن الطائفية والمذهبية. ومن يفعل ذلك لا يخدم سوى الكيان الصهيوني الذي يريد بقاء الفلسطيني مهجرا ومشتتا ولاجئا بعيدا عن وطنه فلسطين. خاصة ان التاريخ علمنا بان بعض العرب تفوقوا على الصهاينة في الوحشية والكراهية والعنصرية والعداء للفلسطينيين.

هناك أيضا بصمة حزينة تركتها سنة 2012 وهي رحيل قادة مخضرمين فقدهم شعب فلسطين كما وفقدتهم المقاومة الفلسطينية وكل المتمسكين بثوابت شعب فلسطين الكاملة.

ففي سنة 2012 فقد الشعب الفلسطيني بعض قادته التاريخيين مثل القائد الكبير بهجت ابو غريبة، احد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية المعاصرة، أهم الرافضين لنهج الاستسلام واهم القابضين على الثوابت الفلسطينية.كذلك المفكر والقائد السياسي والمثقف الفلسطيني الكبير ناجي علوش الذي بقي وفيا لمبادئه حتى الرمق الأخير. بالإضافة للقائد الشهيد ابو محمد الجعبري قائد كتائب القسام الذي اغتاله الصهاينة قبل بدء العدوان الأخير(عامود السحاب) أو حرب الأيام الثمانية على الفلسطينيين في قطاع غزة.

هناك ايضا موضوعات مهمة وأحداث مفصلية شهدتها القضية الفلسطينية ومنها على سبيل المثال لا الحصر.

إضرابات الأسرى

حرب غزة وزيارات العرب والعاربة وقادة حماس للقطاع

الاستيطان الجارف والمستمر في الضفة الغربية

حصول فلسطين على مقعد عضو غير كامل العضوية في الأمم المتحدة.

استمرار الانقسام وغياب الوحدة الوطنية الفلسطينية.

نضال حمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى