الأربعاء ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم بوعزة التايك

أنشودة المذبوحين

ذبحوك وأنت تغني وترقص وتتغزل في أنثاك حاملا قصائد الغزل إلى عذارى الجزر الذهبية، وأنت تنظف جناحيك مما علق بهما أثناء سفرك الطويل، وأنت تنتظر بعشك الذهبي ما أرسلت لك السماء من موسيقى الأزل.

ذبحوك وأنت تلقي محاضرة أمام العصافير الصغيرة لتعليمها دروس التغريد والتحليق صوب أفئدة الملائكة، وأنت محلق صوب وادي الخلود لتتسلم وسام الغناء مي الملاك الأبيض، وأنت تحلم أن أنثاك التي ماتت بسبب الإجهاض ستعود إليها الحياة مع طلوع فجر ألحانك الخالدة. ذبحوك وأنا تحت الشجرة أتجسس عما يجري بينك و بين أميرة قصائدي، وأنا أتساءل عن سر جمال ريشك وحنجرتك أيها الطائر الحر.

ذبحونا وما اصطادوا إلا في الدم العكر وها نحن خالدان على ضفاف الكوثر، وها نحن بين أيدي الأنبياء والملائكة.

ذبحونا وها هم خاسئون يكتوون بالنار في أسفل سافلين. ذبحونا ثم وجههوا سكاكينهم إلى قلوبهم لأنهم لم يحققوا هدفهم، لأننا لا أنت ولا أنا ما طلبنا مغفرة منهم ولا عفوا.

ذبحونا ثم ذبحوا أنفسهم ليوهموا السماء أنهم ماتوا مغدورين. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى