الثلاثاء ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم جوهر

حكايات وشهداء

منذ الصباح كان الجو عاصفا ماطرا شديد البرودة. حركة الرياح القوية أطارت ما تبقى عالقا على ساقه وجذعه من أوراق الشجر.

الزيتون يبقى ورقه . ورق الزيتون لا يسقط...

أصغيت وراقبت وأنا أحتمي بشبه المظلة أمام باب منزلي، الرياح والمطر وحركة الصفائح تحكي وتعزف لحنا قويا.

بعد الظهر زرت مقبرة الحي. هنا يشرب الشهداء والموتى قطر السماء.

هنا تتحقق أمنيات الناس ودعواتهم بالسقيا،

هنا يرقد آباؤنا وأجدادنا وشهداؤنا.

في العام 1948 لم يتمكن أهل الحي من مواراة اثنين من الشهداء في المقبرة فواروهما على عجل في مكان بعيد. كبرت وأنا أسمعهم يقولون: قبور الشهداء، ويحيكون القصص ويرسمون الحكايات في فضاء من خيال ومعان.

"الشارع الأمريكي " الذي بدأت دائرة الأشغال العامة بشقّه قبل العام 1967 م. أجبر ذوي الشهيدين على نقلهما وإعادتهما إلى المقبرة.

انتهى فصل الشهداء إلى حين.

عاصفة الرياح مستمرة على وعد بالمزيد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى