السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم أحمد توفيق أنوس

راهبـــــــــة

هل جاوزتْ عتبات دارتها يوماً

لم تقُل

ولمْ أسأل

وكيف أسأل

وعيناها تُنسيني من أنا دوماً

وما السؤال

لمحتها في ظلِّ كرمتها

ولمْ أدري بأيِّ يبدأ الظمآن

كالكرمة بانت من علائقها

والدُرّ شعَّ وأغلظ الأيَمان

فما تركتُ ناصيةً لدارتها

إلآ تنهّد الْشّوقُ بفَيضِ بيان

وما أن فارقتها عيوني

نادت جوارحي عينيَّ بالعصيان

رهيفَة الحسّ فالأريام قبلتها

والطيرُ ينسبُها لملائكِ الرّحمن

كأْنَّ للَّه في إبداعها غرض

أخفاهُ عنّا وأظهر النسيان

بهيّة الطلّ لم تكفُرها ليلتها

ولم تدّعي فيها زُهداً ولا إيمان

ولم تكُن بسمتها من فرط صنعتها

هو العطاءُ من جوده المنّان

أَهديتُ عمراً في محبّتها

قلباً ثواه الدّهر بالحرمان


مشاركة منتدى

  • ...بين الطهر والقداسة والتعفف من جهة , ولهيب الشوق والضمأ والرغبة المادية تتأججّ القصيدة عنفوانا في الصور الشعرية وارتجاجا مزلزلا للمشاعر وبنية لغوية قوية ومتماسكة ومنسابة حملتنا الى عالم فيه من النفحات الصوفية والرغبات الحسية ...عالم ظلّ محكم بسياج مموه ولكن الشاعر فكّ الحصار عليه ...من قال انّ الراهبة ليست مبعثا للحسّ الوجداني والرغبة الجسدية ..وكأنّه رفع الستار والحجاب عن سحرها الخفيّ....وما العبارات والألفاظ المستمدّة من القاموس الديني والروحاني الى العالم الماديّ الحسيّ الاّ صورة رائعة تعكس أن الانسان في النهاية له جانبين : حسّي مادي وروحاني فلم نقمع أحدهما لصالح الآخر...أو ليس التكامل بينهما هو صورة الانسان الحقيقية ..شكرا لهذه التحفة الشعرية الرائعة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

شاعر وكاتب لبناني
مؤلفاتي الحالية: ديوان خبريهم فاطمة 2014، رواية: سعاد والخريف2015، قصة: سلوى 2015، ديوان: قصائد للذكرى "اللورد بايرون" 2015، ديوان: صكوك غفران 2016.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى