الاثنين ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

وطني والذئاب

لأني فقيرٌ لأبٍ فقيرٍ وشعبٍ فقير
لأنِّي غنيٌّ لأبٍ غنيٍّ ووطنٍ مُهان
ستبقى بلادي درّ الفرائس
نبع العطايا بطولِ الزمان
ستبقى نسائي سبايا عرايا
ونهرُ الدماءِ يجوبُ المكان
وبعض الزهور ستنعى الربيع
ويبقى الخريفُ بأرضي مُدان
عيونُ الذئابِ رماحٌ تجوب
لتشطرَ فينا وئام العيدان
وشرُّ المنايا جحودٌ لابنٍ
وابنٌ يهابُ نبال الميدان
فليْلُ العروبةِ ليلٌ طويلٌ
وعزُّ العروبة سيفٌ جبان
...
لأني ضعيفٌ لأبٍ ضعيفٍ وشعبٍ ضئيل
سيبقى الخريفُ بداري طويلا
يُماطل فينا ويأبى الرحيل
إذا ما العيون تذوق الطريق
فتخفي الضياءَ فروعُ النخيل
كأنَّ البقاع وما تحتويه
سُكارى بكأسٍ رماهُ الدخيل
وموج البحار سيعلو كثيراً
ليخمد فينا لهيبٌ أصيل
نسينا فوارس كانت صقوراً
فصار الغناءُ بكاءً عويل
شربنا المياه غوازي فجفَّتْ
مياه الجنانِ فراتٌ ونيل
سمعنا الغناء ضجيجٌ ضجيج
وما عدنا نرضى بصوت الصهيل
...
أنا في العروبة سيفٌ سيقتُل
فلا تتركوني لذئبٍ دخيل
أنا في العروبة ابنٌ سيجحد
فلا تقتلوني فقلبي العليل
أنا كلُّ قلبٍ بأرض العروبة
فكلَّ القلوب دماءٌ تسيل
تركنا اللجام علي مصرعيْه
فماتت بلادٌ وضنَّ الهديل
وقامت كلابٌ تسوق الرعايا
لأنَّ القطيع براعٍ هزيل
فيا ويْح قلبي رأيتُ العُجاب
لراعٍ سيُشعلُ طرف الفتيل
ويا ويُح نفسي بلادي تموتُ
لأني غريبٌ بأرض الخليل
 
فيا ربّ ظني بعفوك عظيمٌ
فلا ذنب عندي أطعتُ الكفيل
ويا ربُّ إنِّي رجوتُ الصلاة
بأرض القداسة قبل الرحيل
ويا ربُّ إنِّي رجوتُ السلام
وحضناً لأقصى وباب الجليل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى