الثلاثاء ٥ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم محمود سلامة الهايشة

كشكول العلوم!

• الدكتور يريد أبحاثه على أسطوانة مدمجة.

• هل من الممكن أن أقدمها فارغة؟!

فرجع بظهره إلى الوراء، ورفع حاجبيه مندهشًا لقوله:

• فارغة؟!

• نعم، ما المشكلة؟! يعني هو سيتصفحها، فأنا فعلتها من قبل.

• كيف؟!

• في أثناء دراستي بالمرحلة الإعدادية كنت أكره معلمَ الدراسات الاجتماعية جدًّا، ومن شِدَّة عدم قَبولي له، كان عندما يكلفنا بواجبات منزليَّة، كنت لا أؤديها بتاتًا.

• وهل نجحت في هذه المادة؟

• نعم، كنت أستذكرها بالحد الذي يكفي للنجاح.

• ولم يفعل لك المعلم شيئًا مُطلقًا؟!
• حدث، دخل يومًا الفصلَ، وكأنه جاء خِصِّيصَى؛ ليسألني عن واجباتي، أين كراسة الواجب؟
• وماذا فعلت يا بطل؟

ابتسمت في وجهه، رددت عليه بكل هدوء:

• بصراحة يا أستاذ أنا لا أحب هذه المادة.

فنظرت له مبتسمًا، ففهم ماذا أريد أن أقوله:

• لا... فأنا لا أستطيع أن أقول له: إني أكرهك، فهو كان شديدًا وعنيدًا جدًّا، فوضعت السببَ كُلَّه في المادة.

• وماذا قال لك؟

• يا بني، وكيف ستنجح في المادة؟ فقلت:

• أُحَصِّلُ منها ما يكفي للحصول على الدرجة الدنيا للنجاح.

• وتركك بعدها؟

أمسكني من ياقة قميصي بيديه الغليظتين، وصاح:

• إن لم تأتِ بكراسة الواجب الحصة القادمة، فلا تدخل الفصلَ إلا ومعك وَلِيُّ أمرك.

• بالتأكيد عملت الواجب؟

• لا... سلمته واجبَ العلوم.

فجاء الحصة التالية رافعًا الكشكول:

هكذا تُعطيني واجبَ العلوم، ماذا أفعل معك الآن؟!

فرَدَدْت عليه بثقة كبيرة والسعادة تَملأ قلبي؛ لأنِّي استطعت أن أضايقه وأُخرجَه عن شعوره:

• آسف جدًّا يا أستاذ، فالكشاكيل كلها متشابهة.

• وبعد ذلك...؟!

• ومن يومها أخرجني تمامًا من رأسه، ولم يَعُدْ يسألني عن الواجب!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى