توقيع
على المكتب الخاص بنقل الركاب، في المطار وعلى عجل، تستعيد بسمى شريط الواجبات المترتبة عليها قبل مغادرتها المنزل، حتى ولو ليومين فقط بداعي العمل، لقد أعدت طعاما كافيا للفتاة ووالدها، نظفت البيت، أنهت كل ما هو عاجل في المكتب وأرجأت كل ما يحتمل التأجيل لان زميلها الذي ينوب عنها كفيل بأن يسبب كارثة إدارية إن لم تتدارك المواضيع الهامة وتقوم بإدارتها وملاحقتها بنفسها.
قالت لي ابنتي داليا بأنها ليست بخير، فركضت بها الى دكتور العائلة وعدنا بكم من المضادات الحيوية وخافض للحرارة، ولكن تشجعي بسمى فهي بخير الآن، لم الإحساس بالذنب من غير داع!.
والسيارة، السيارة يا الهي كيف نسيت؟ كان علي إدخالها الكاراج للسيرفس؟ فيومي سفر يعتبران أفضل فرصة لصيانة سيارة لا أستغني عنها نهارا بكامله. لا يهم بسمى، ما هذا الوسواس القهري الذي بتي تعانين منه! وسواس قهري؟ وتجيب نفسها مكسورة الخاطر، ظننته مجرد فوبيا من ضغط العمل!، ذاك الذي يجعلني أستيقظ شبه مختنقة خلال الليل مرتجفة هلعة!.
كم أنا مدينة لعائلتي، فأنا بت شبه مجنونة في الآونة الأخيرة! مجنونة؟ أرأيت، كم تبالغين بالتقليل من شأن نفسك يا أنا، حبيني أرجوك، فأنا من ستدوم لك، حبيني أنا روحك المعذبة وجسدك المرهق وعقلك القلق.
وتستيقظ بسمى على صوت الموظف شاكيا أن رقم التذكرة موجود، لكن اسمها ليس من ضمن المسافرين، فتضحك بسمى لمعرفتها بالموضوع مسبقا فهي وبالأمس راودتها فكرة مماثلة، فكرة تشاؤمية بعدم سفرها لطارئ ما، ولكنها اتصلت بمكتب السفر وتأكدت من وجود الحجز المؤكد أكثر من مرة!، إذا ما الخطب، أين اسمي؟ فيصيح ماجد، الموظف الثاني، أهلا بك كاتبتنا بسمى، كيف الحال؟ لم نرك منذ مدة، ويخاطب زميله طالبا جواز السفر حيث قام وبنفسه بإتمام المعاملة ودعاها الى تناول القهوة في قاعة التشريفات، متمنيا لها رحلة آمنة وحفل توقيع مميز يليق بروايتها الجديدة.