السبت ٢ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم مصطفى أدمين

مذنبٌ أنا...

مذنبٌ أنا لأنني قرأتُ... لأنني سمعتُ ورأيتُ... لأنني أقسمتُ على الشهادة ثم سكتتُ.
مذنبٌ أنا في جميع الحالات؛ فأنا من أكل التفاحة المحرّمة، وأنا من قتل «هابيلَ»، وأنا من اتهم «مريم»، وأنا من نحت الصليبَ للصليب ِ «عيسى»، وأنا من أوحى لـِ «بلفور» بوعده المشؤوم.
مذنبٌ أنا سببُ كلِّ الأدواء والكوارث؛ سببُ الفوارق الطبقية والحروب؛ سببٌ أنا جميعُ الجراح والكروب...
مذنبٌ... مذنبٌ أنا في حقِّ الكلمات التي أسقطتها من الشهادة... في حقِّ الرفاق الذين خذلتهم في كلِّ معركة... في حقِّ طالبٍ تجّاهلتـُه في مدرسة، وعاملٍ سرقته في «معملة»، وفلاّح ٍ استغللته في مزرعة.
وأنا مذنبٌ لكوني استبدلتُ السماءَ بالأرض، والأخلاق النبيلة بالمال، والماءَ بالكحول، والخبز بـِ «الهامبورغر»، والجلباب بـِ «الكوستيم»، وعود الأراك بمعجون الأسنان، والثقافة بالطبيعة.
مذنبٌ أنا لأنني وأدتُ العدل، وسفـّهتُ القصيدة، واختلقتُ الأعذار لكبار القوم، وركعتُ لهم بدل الركوع إلى الله.
أنا مذنبٌ بقلبي الذي ما عاد يقطنه سوى الدرهم، وعقلي الذي غادره الندم، و يدي التي أدمنتْ مصافحة َ العدوّ، ورجلي التي تعوّدتِ زيارة القصور، وفمي الذي التزم الصمت...
مذنبٌ أنا باللذة... بالنسيان في وقت الشدّة... بتبرير الحصار... بتمرير الخطب الجوفاء من على كلّ منبر...
مذنبٌ أنا إلا أن يغفر الله لي قبل أن أموت.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى