الأحد ٣ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم عبد الجبار الحمدي

أنا وليلى......

جلست في حيرة تستمع الى اغنية العندليب... نار.. حبك نار.. بعدك نار...، جاش في نفسها هيجان براكين الدموع التي نزلت محاولة ان تطفئ لهيب شوقها، افرغت زفرات وهي تضع رأسها على وسادته الخالية، تركها دون كلمة او وداع، ذهب بلا عبارة الى اللقاء حبيبتي، تقرفصت في مكان حضن فراشه، تمس مساحات جسمه الذي طالما تمرغ الى جانبها احست بحرارته تطرق براعم انفاسها الملتهبة، كيف يكون يا ترى العذاب!؟ هل تراك ترمي بقسوة غيابك هاته فقط لكي تعرف مدى حبي لك؟ أم لتعاقبني؟ ام ان هناك من غَيرك وجعلك تبحث عن حضن غير حضني!؟ لماذا كل هذا؟؟ فأنا لم اقصد إثارة حفيظتك حين سألت عن احمر الشفاه الذي غطى منديل جيبك، إنك تعلم اني أغار عليك حتى من نفسي، بل ان غيابك يوحشني، يقتلني، فأعمد الى العبث بأشيائك التي احبها كلها، حتى حين عودتك، كثيرا ما سألت نفسي... هل افراطي في كشف حبي له يجعله متسلطا؟ ام رافضا عبثي الطفولي في التمسك به ومراقبة كل تحركاته، ألم يعلم ان الذي يدفعني الى ذلك هو عشقي له ذاك الذي ترجمته هيام في عالم نرجسي انسجه كل يوم أو ليلة بمفردات وردية، تحمل عبق الوله الذي أكنه، بل الذي احيا به له، يا ربي ماذا افعل؟؟؟ لقد فات موعد عودته، لقد وعدني انه لن يتأخر اكثر من ليلة، وها هي الليلة الثالثة التي لم يهمس لي بحبه وشوقه لي، سأجن!!! كيف أصنع؟!! فرغم كل محاولاتي بالاتصال به والاستفسار أجد أن هاتفه مغلق. دخلت نار الشوق الى روحها فصهرت جدران وهواجس الغيرة، ذاك ما جعلها تصرخ لا أعود لمثلها صدقني، كن على ثقة اني لم اتعمد البحث في جيبك، كانت مصادفة لا أكثر، لعلك تذكر أني لم أعلق على ما رأيت فقط عزفت عن ضمك الى حضني وتقبيلك لحظة السفر، جَفَيتُك، صدقني سأعوض ذلك كله حين عودتك إلي، سأشبك يدي عليك حتى أزهق احساس انفاس الشك الذي أثرته حين وداعك، لم أتذكر نفسي في مثل هذه الحالة لقد عودتني ان تتجاوز عن كل اخطائي، لأنك تدرك جيدا اني أذوب وَجْدا فيك، أتذكُر حينما قلت لي انك تحب غيرتي الطفولية عليك، وقلت.. أنه لا يجدر بك ان تعيرها اهمية كبيرة لأنها غيرة اطفال على ما يحبون، هكذا سموت انت فوق كل التشنجات التي أرمي بها في طريقك، سارعت الى الاستماع الى القصيدة التي يحب ان يسمعها دوما أنا وليلى... فقط لأنها تحمل أسمي.. أشعر بكل أناته وتأوهاته حين يردف الساهر في عرض مأساته وليلى، ترى هل اجهضت معاناته برسم قيودي التي جعلته يعاني؟ لكني لم اتركه انه حبي الأول والاخير، أم تراه يخبئ عني معاناته كونه يحبني، ذلك هو ما جعله يمل قيودي؟ أقسم لك اني أتصرف بعفوية، إن حماقاتي هي التي قادتني الى العمد في عدم ترك الحرية له بالتعبير او سماع ما لا يحب، يا للمنديل السمج لولاك لما تغير حاله وجفاني، سكنت للحظة مع نفسها ثم وقفت امام المرآة تعيد احداث ذلك اليوم الذي واجهته بالمنديل الملطخ بأحمر شفاه حين عاد مساء، غارت بقعر رؤياها في باطن مرآة عقلها، سرعان ما ضربت زجاج المرآة بيدها صارخة... يا لحماقتي كم انا غيورة... انه أحمر شفاهي أنا!!! لقد تذكرت... كان ذلك بعد ان لحقت به لكي أودعه لحظة خروجه، فطبعت قبلة على خده وقد تلطخ فمددت يدي سحبت المنديل من جيبه فمسحته من عليه، ثم أعدته مكانه، وفي المساء بعد ان ركنت الى وضع بدلته في الخزانة، مددت يدي على غير عادتي ورأيته، كنت لحظتها نسيت ما حصل ولا أدري لماذا؟؟ فقلبت حينها ليلته الى كابوس، لم اتح له فرصة التعليق او شرح الأمر لي، بل جعلت ليلته صاخبة بالملل بكيل مفردات الخيانة لي، حتى ضجر، فحمل حقيبته الصغيرة ثم خرج منزعجا، يا الله!!! ماذا فعلت بحالي!!؟ لقد قلبت حياتي رأسا على عقب في لحظة جنون من الغيرة، بعدها قَرَرت ان تهم بالخروج للبحث والسؤال عنه في الامكنة التي خيل أنها تعرف تواجده فيها، اسرعت بتغيير ثيابها، حملت جنون شوقها وحزن غبائها نحو الباب، الذي أُدير مقبضه لتجده واقفا امامها بابتسامته التي تعودت ان تراها قائلا: هل لملمتي يا ليلى شظايا غيرتك ورميتي بها بعيدا عن حياتنا، أم تراك لا زلت تركبين غيرتك سفينة في عالم المرأة الازلي؟ فما أن سمعته يتحدث حتى رمت بنفسها على صدره وهي تبكي قائلة: لن اعود لمثلها ابدا حبيبي.. ارجوك انها غيرة المحب... لن اعود لمثلها اعدك يا عمري، لثمت شفتاه بقبلة أزاحت كل مساحات الغيرة من داخلها، ثم علقت: ساترك الغيرة بعيدة عن حياتنا، لكني سأتركها تحرسه من الخارج كون المرأة بلا غيرة فذاك مستحيل، كما لا يمكن ان يكون هناك عنفوان للحب والحياة دونها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى