الأحد ٢٤ آذار (مارس) ٢٠١٣
لمحة وفاء في
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

زمن قل فيه الوفاء

إلى روح أستاذي محمد زكي عبد القادر ...

في السابع من شهر مارس عام 1982 رحل عن الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر وقد تعرفت عليه عن قرب وتعاملت معه ونهلت من علمه وثقافته وكتاباته الصحفية وكتبه الكثير،تعلمت منه الحكمة وجميل القول وحب الوطن،كنت أنتظر عموده الشهير"نحو النور" بشوق وحب بل كنت أحتفظ به في أجندات أعددتها لتسجيل النافع والمفيد.. وجدت حنان الأب في قلب أستاذي محمد زكي عبد القاد،والتوجيهات الحكيمة في نصائحه،وأذكر عندما كنت أدرس في كلية التجارة ذهب إلى مكتبه وتحدثت معه وعرفته بعدم رغبتي في مواصلة الدراسة بالكلية نظرا لعدم حبي للأرقام والحسابات وطلبت إبداء رأيه في التحويل إلى كلية تتوافق مع كتاباتي وهواياتي الأدبية والثقافية ،فقال :البكالوريس أو الليسانس هو الطريق إلى الحياة العملية في بلاط صاحبة الجلالة والإبداع والفيصل في الموهبة ومن هنا وضعت كلامه في عقلي وقلبي وواصلت الدارسة وكتاباتي وبفضل الله تعالى حتى كتابة مقالي هذا قدمت إلى المكتبة العربية 35 كتابا في الشعر والنقد والموسوعات وأدب الحرب وقصص الشهداء والأبطال والقصة القصيرة وأستضفت..ومازلت ..في الإذاعات والقنوات التليفزيونية ليس حبا في الظهور والشهرة بل من منطلق رسالتي المخلصة وخدمة وطني وأمتى المصرية والعربية وإثراء العقل المصري بالنافع والمفيد.

كان أستاذي الكاتب الصحفي الكبير محمد زكي عبد القادر كان يتميز بالخط الجميل والأسلوب الفلسفي الحكيم وكان يكتب في قصاصات صغيرة من الأوراق وكنت أجد المتعة الثقافية والفكرية عندما أتابعه وهو يكتب بصدق على الأوراق ومن هنا تعلمت أن مايكتبه الكاتب بنبض قلبه يصل بصدق إلى كل القراء،والكاتب الصحفي القدير أستاذي محمد زكي عبد القادر من مواليد عام 1906 بقرية فرسيس بمحافظة الشرقية ونشأ في أسرة تعتز بالأزهر وكان يحرص على زيارة أقاربه في الأزهر الشريف وبعد حصوله على ليسانس الحقوق حرص على العمل في محراب صاحبة الجلالة وبالفعل تحققت آماله وتميز في الصحافة وأسس مجلة فصول في عام 1944 وأستمرت حتى 1958م،تولى أستاذي الكاتب الصحفي والمبدع القدير محمد زكي عبد القادر رئاسة تحرير جريدة الأهرام ثم الأخبار كما قام بالتدريس في الجامعة وكانت ندوته الأسبوعية التي يعقدها في مكتبه بشارع شريف بالقاهرة العاصمة المصرية جامعة لنخبة من رموز الإبداع والصحافة والمواهب الواعدة،وقدم أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر للمكتبة العربية مجموعة من كتبه المتميزة في الصحافة والقانون والرواية والقصة القصيرة ومن كتبه نذكر:أبو مندور والبطالة ووسائل علاجها والحرية والكرامة الإنسانية وصور من الريف ومحنة الدستور ونماذج من النساء وأجساد من تراب والله في الإنسان وتأملات في الناس والحياة وحياة مزدوجة والخيط المقطوع والدنيا تغيّرت والصدفة العذراء وصور من أوربا وأمريكا وعلى حافة الخطيئة ولستُ مسيحاً أغفر الخطايا وذنوب بلا مذنبين ونحور النور وقال التلميذ إلى الأستاذ،برغم رحيل أستاذي الكاتب الصحغي إلى الدار الآخرة يوم السابع من شهر مارس عام 1982 م إلا أن كلماته مازلت في عقلي وقلبي فمن أقواله أذكر ماكتبه في عموده الشهير (نحو النور)بجريدة الأخبار يوم 18 أكتوبر عام 1973 :(إن الوطنية المصرية تبدي اليوم في أصفى منابعها أصيلة قوية ،مصممة مضحية،والقومية العربية تظهر هى الأخرى في أروع مظاهرها وأعمق أعماقها صخرة لايمكن أقتحامها ،وواجبنا واضح في هذه الظروف،هو أن مرتفع إلى مستوى الموقف،نصون الجبهة الداخلية من كل دخيل عليها،نصونها من دعاة لهزيمة والتردد ونثبت في النفوس القوة والعزم والتصميم،وكل منا في الموقع الذي هو فيه يستطيع أن يخدم المعركة ويلعب دور مشاركة للجنود البواسل الذين يعيشون أروع ساعاتهم وأمجد مايميله عليهم الوطن من أمل وماأودعه في أعناقهم من أمانة وذلك بإحسان الاستعداد زاتباع تعليمات الدفاع المدني ومحاربة الشائعات ومطاردة الأنباء الكاذبة والمغرضة وتثبيت الجبهة سواء من الناحية النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية فإن المعركة ليست على الجبهة بالسلاح فحسب ولكنها أولا وأساسا في الجبهة الداخلية فهى السند للنصر وتهيئة الطريق إليه) ومن أقواله أذكر أيضا:(الحضارة ليست التعصب للقديم أو المسارعة إلى إعتناق الجديد ولكنها الفهم المتحرر الواعي الذي يعرض الجديد والقديم على العقل الفاحص الذكي الذي يستطيع أن يميز ماهو مسيرة إلى الأمام وماهو رجعة إلى الوراء فيكون مع المسيرة إلى الأمام سواء كانت مع القديم أو الجديد فليس كل القديم سيئا وليس كل الجديد حسنا واجب الإتباع) وقوله:(تمنيت لو اقتصدنا في الكلام وأسرفنا في العمل فإن داءنا القديم المميت هو الكلام دون عمل وغيرنا يتكلم بمقدار مايعمل والموازنة بينهما تعني الجدية في مواجة الحياة)وقوله:(القراءة ليست وحدها الوسيلة للثقافة.. هناك التجربة والمشاهدة والتمرس بالحياة والاهتمام بالقضايا العامة والقدرة على الامتصاص).

رحمة الله على روحك أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر وماكتبته هاهنا ماهو إلا لمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء.


مشاركة منتدى

  • وردت بعض الأخطاء في الكتابة بسبب الكيبورد ومن ثم تم التصحيح وهاهو مقالي :
    إلى روح أستاذي محمد زكي عبد القادر ...
    لمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء
    إبراهيم خليل إبراهيم


    في السابع من شهر مارس عام 1982 رحل عن الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر وقد تعرفت عليه عن قرب وتعاملت معه ونهلت من علمه وثقافته وكتاباته الصحفية وكتبه الكثير،تعلمت منه الحكمة وجميل القول وحب الوطن،كنت أنتظر عموده الشهير" نحو النور" بشوق وحب بل كنت أحتفظ به في أجندات أعددتها لتسجيل النافع والمفيد .. وجدت حنان الأب في قلب أستاذي محمد زكي عبد القاد،والتوجيهات الحكيمة في نصائحه،وأذكر عندما كنت أدرس في كلية التجارة ذهبت إلى مكتبه وتحدثت معه وعرفته بعدم رغبتي في مواصلة الدراسة بالكلية نظرا لعدم حبي للأرقام والحسابات وطلبت إبداء رأيه في التحويل إلى كلية تتوافق مع كتاباتي وهواياتي الأدبية والثقافية ،فقال:البكالوريوس أو الليسانس هو الطريق إلى الحياة العملية في بلاط صاحبة الجلالة والإبداع والفيصل في الموهبة ومن هنا وضعت كلامه في عقلي وقلبي وواصلت الدارسة وكتاباتي وبفضل الله تعالى حتى كتابة مقالي هذا قدمت إلى المكتبة العربية 35 كتابا في الشعر والنقد والموسوعات وأدب الحرب وقصص الشهداء والأبطال والقصة القصيرة وأستضفت ..ومازلت ..في الإذاعات والقنوات التليفزيونية ليس حبا في الظهور والشهرة بل من منطلق رسالتي المخلصة وخدمة وطني وأمتى المصرية والعربية وإثراء العقل المصري بالنافع والمفيد.
    كان أستاذي الكاتب الصحفي الكبير محمد زكي عبد القادر يتميز بالخط الجميل والأسلوب الفلسفي الحكيم وكان يكتب في قصاصات صغيرة من الأوراق وكنت أجد المتعة الثقافية والفكرية عندما أتابعه وهو يكتب بصدق على الأوراق ومن هنا تعلمت أن مايكتبه الكاتب بنبض قلبه يصل بصدق إلى كل القراء،والكاتب الصحفي القدير أستاذي محمد زكي عبد القادر من مواليد عام 1906 بقرية فرسيس بمحافظة الشرقية ونشأ في أسرة تعتز بالأزهر وكان يحرص على زيارة أقاربه في الأزهر الشريف وبعد حصوله على ليسانس الحقوق حرص على العمل في محراب صاحبة الجلالة وبالفعل تحققت آماله وتميز في الصحافة وأسس مجلة فصول في عام 1944 وأستمرت حتى 1958م،تولى أستاذي الكاتب الصحفي والمبدع القدير محمد زكي عبد القادر رئاسة تحرير جريدة الأهرام ثم الأخبار كما قام بالتدريس في الجامعة وكانت ندوته الأسبوعية التي يعقدها في مكتبه بشارع شريف بالقاهرة العاصمة المصرية جامعة لنخبة من رموز الإبداع والصحافة والمواهب الواعدة،وقدم أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر للمكتبة العربية مجموعة من كتبه المتميزة في الصحافة والقانون والرواية والقصة القصيرة ومن كتبه نذكر:أبو مندور والبطالة ووسائل علاجها والحرية والكرامة الإنسانية وصور من الريف ومحنة الدستور ونماذج من النساء وأجساد من تراب والله في الإنسان وتأملات في الناس والحياة وحياة مزدوجة والخيط المقطوع والدنيا تغيّرت والصدفة العذراء وصور من أوربا وأمريكا وعلى حافة الخطيئة ولستُ مسيحاً أغفر الخطايا وذنوب بلا مذنبين ونحو النور وقال التلميذ إلى الأستاذ،برغم رحيل أستاذي الكاتب الصحغي إلى الدار الآخرة يوم السابع من شهر مارس عام 1982 م إلا أن كلماته مازالت في عقلي وقلبي فمن أقواله أذكر ماكتبه في عموده الشهير (نحو النور) بجريدة الأخبار يوم 18 أكتوبر عام 1973 :(إن الوطنية المصرية تبدي اليوم في أصفى منابعها أصيلة قوية ،مصممة مضحية،والقومية العربية تظهر هى الأخرى في أروع مظاهرها وأعمق أعماقها صخرة لايمكن أقتحامها ،وواجبنا واضح في هذه الظروف،هو أن نرتفع إلى مستوى الموقف،نصون الجبهة الداخلية من كل دخيل عليها،نصونها من دعاة الهزيمة والتردد ونثبت في النفوس القوة والعزم والتصميم،وكل منا في الموقع الذي هو فيه يستطيع أن يخدم المعركة ويلعب دور مشاركة للجنود البواسل الذين يعيشون أروع ساعاتهم وأمجد مايميله عليهم الوطن من أمل وماأودعه في أعناقهم من أمانة وذلك بإحسان الاستعداد واتباع تعليمات الدفاع المدني ومحاربة الشائعات ومطاردة الأنباء الكاذبة والمغرضة وتثبيت الجبهة سواء من الناحية النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية فإن المعركة ليست على الجبهة بالسلاح فحسب ولكنها أولا وأساسا في الجبهة الداخلية فهى السند للنصر وتهيئة الطريق إليه) ومن أقواله أذكر أيضا:(الحضارة ليست التعصب للقديم أو المسارعة إلى إعتناق الجديد ولكنها الفهم المتحرر الواعي الذي يعرض الجديد والقديم على العقل الفاحص الذكي الذي يستطيع أن يميز ماهو مسيرة إلى الأمام وماهو رجعة إلى الوراء فيكون مع المسيرة إلى الأمام سواء كانت مع القديم أو الجديد فليس كل القديم سيئا وليس كل الجديد حسنا واجب الإتباع) وقوله:(تمنيت لو اقتصدنا في الكلام وأسرفنا في العمل فإن داءنا القديم المميت هو الكلام دون عمل وغيرنا يتكلم بمقدار مايعمل والموازنة بينهما تعني الجدية في مواجة الحياة)وقوله:(القراءة ليست وحدها الوسيلة للثقافة .. هناك التجربة والمشاهدة والتمرس بالحياة والاهتمام بالقضايا العامة والقدرة على الامتصاص).
    رحمة الله على روحك أستاذي الكاتب الصحفي القدير محمد زكي عبد القادر وماكتبته هاهنا ماهو إلا لمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى