الأحد ٣١ آذار (مارس) ٢٠١٣
وقفة مع الكاتب و
بقلم مريم علي جبة

الأديب الفلسطيني..حسن حميد

الكاتب والأديب حسن حميد، ذلك الذي لا يستريح قلمه عن الكتابة، ولا يتوانى عن تقديم النقد الصريح"دائماً" لكل من تسوّل له نفسه الطعن في خصوصية العرب والأمة العربية، والذي لا تغيب عنه قضيته الكبرى.. القضية الفلسطينية.

فهي حاضرة دائماً في كتاباته، فتأتي مفرداته الثرية لتصف حال الفلسطينيين بتلك الدقة المتناهية، التي تجعل القارئ يرى الحالة ملازمة له في كل مكان وزمان. وليس هذا وحسب بل إن من يقرأ ما يكتبه حسن حميد عن الوصف الدقيق للأوضاع التي يحياها
الفلسطينيون.. يشعر هذا القارئ وكأنه موجود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويمكننا بهذا الصدد أن نختار من مقال للكاتب بعنوان: "بيت ريما.. ترتّب المشهد" مايلي:

يقول حسن حميد:

ما أعجب ما يحدث!!
ما أغرب المرّ وما أمرّه..
ولدان، ونساء، وشيوخ يقتلون ليلاً..
نساء يلدن على الحواجز تارة
ويمتن عليها تارة أخرى..
دامع زيتون فلسطين.. ناحلة دروبها..
صباحات فلسطين بلا قهوة، بلا نعناع
لا حبق، ولا دحنون، ولا يسعد صباحك يا ظريف الطول.

حسن حميد في وصفه للحالة تجده بارعاً منمّق المفردات، التي تأتي في مكانها المفترض وجودها فيه.

ومن "هي ذي البيوت" نختار:

"أجل..

هي ذي البيوت تبيت وحيدة على قارعة الطرق
هي ذي الجرائد مصبوغة بالدم والنشيج..
والوقفة الرائدة..
هواء بارد.. ومطر وثلوج وشبابيك مغلقة..
وبكاء يفيض عن حاجة الروح، كالحبر في المحبرة..
وألم شبيه بألم العناقيد التي لن تصير زبيباً..
وحزن الخوابي التي لن تعرف طعم النبيذ".

حتى لـ"المرحبى" لدى أديبنا الفلسطيني حميد وصفها الجميل حيث يقول:
مرحباً..

بحجم شرفة جميلة وعالية..
فيها حبق ونعناع..
وقهوة.. وامرأة تمدّ نظرها إلى البعيد، البعيد
منتظرة لحلمها.. كي يدنو.. ويقترب..

ولن نسأل من هي المرأة التي يعنيها حسن حميد هنا، فقد تكون المرأة الفلسطينية ذاتها، وربما يقصد المرأة التي "ربما" كتب لها هذه الكلمات، أو تلك المرأة العربية التي تنظر بعيون متعبة إلى البعيد، البعيد تنتظر حلماً طالما أرّق ليلها كي يقترب هذا الحلم وينشر الاطمئنان والسكينة لتلك المرأة التي يقول عنها حسن حميد إنها"الصورة الطبيعية لهذا الكون".
ولم يتوان حسن حميد عن وصف زمننا الذي قال عنه إنه"زمن الأقنعة" إذ ثمة أقنعة للصباح، وأخرى للظهيرة، وثالثة للمساء.. أقنعة للرجال وأخرى للنساء. ولكنه مع ذلك ورغم قسوة الحياة يرى أنه لا بد من شبابيك للضوء والهواء والفرح واللطف والحنان الخفي.. لا بد من ذلك.
وإذا وقفنا عند كلمة "الفرح" سنجد لها لدى حميد معنى كبيراً خصوصاً إذا علمنا أن أديبنا الفلسطيني قال يوماً عن نفسه إنه كالطائر الذبيح يبدو فرحاً كي لا يلتهمه الحزن.

وبالنسبة لنا كان لا بد من أن نقف عند غيض من فيض من بعض كلمات للكاتب والأديب العربي الفلسطيني الكبير حسن حميد الذي قال إنه لم يكتب بعد ما يود كتابته، وإن روحه لا تزال خارج تلك النصوص، أما حلمه فهو أن يكتب نصاً بكراً يكون علامة فارقة عما قرأه القارئ أو سمعه سابقاً، وبأنه ليس فخوراً بكل ما كتب، إنما يفخر بما سيكتب في المستقبل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى