الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
مصافحة..
بقلم بلقاسم بن عبد الله

يـحـيـاوي و جـائـزتـه الأدبـيـة

.. وإلى أي حد يستطيع الأديب أن يساهم بنصيبه في تمويل وتدعيم الجوائز الأدبية والمؤسسات الثقافية؟.. تساؤل مثير للجدل واجهني اليوم وأنا أمد يدي للسلام ومصافحة صديقنا الشاعر الصحفي عياش يحياوي مباركا مبادرته الحميدة لتأسيس جائزة أدبية جديدة. وسرعان ما عاد بي شريط الذاكرة إلى مقالة كتبتها منذ سبع سنوات ونشرتها وقتئذ قبيل ظهورها في كتابي: بصمات وتوقيعات، الصادر ضمن منشورات وزارة الثقافة ، ونعود معا اليوم بالمناسبة لقراءتها بالصوت المسموع..

.. وعندما اشتد به الحنين، وهو الشاعر والصحفي الجزائري الذي اضطرته الظروف القاسية إلى العمل بالخليج العربي، لم يجد لديه من وسيلة للبوح الجميل غير البريد الإلكتروني، فكتب إلي بحبر ممزوج بالنبضات، تعبيرا صادقا عن حنينه الكبير إلى وطنه العزيز، وإلى مدينة وهران الباهية بالذات. إنه شاعرنا الصحفي: عياش يحياوي الذي ذاق حلاوة ومرارة الكتابة ببلادنا، خلال سنوات الثمانينات وبداية التسعينات، قبل أن يشد الرحال، ليستقر مؤقتا بإحدى المؤسسات الإعلامية الخليجية.

أستسمح صديقنا الحميم: عياش قبل أن أستسمح نفسي، في نقل بعض السطور من رسالته البليغة الصادقة، ردا عن تهنئتي الخالصة بمناسبة حلول السنة الجديدة.

.. سأنتصر على غيابنا الطويل بالحدس فقط ، وبالنور الذي في قلبي، أنت تذكرني هذا جميل جدا كنت أظن أن اسمي أصغر في بلدي، لكنك تذكرني، هذا رائع يا بلقاسم.. يا جميل القلب في ذاكرتي. لم أزر الجزائر منذ أكثر من سبع سنوات، أذكر أطفالك الرائعين، وهم يتحضرون للتدرب على الكاراتيه، هل مازالوا مولعين بالكاراتيه؟.. أشكرك كثيرا على الملح الذي في بيتك الدافئ، وأشكر السماء التي جمعتني بك أيها الرجل المكافح من أجل سمعة الأدب الجزائري..

يا لها من غربة قاسية.. ويا له من حنين جارف.. فذاكرة المثقف المرهف الحساس تخزن تفاصيل وهوامش اللحظة الهاربة من عمر الزمن.. لكن، ما عساه يفعل، عندما يشتد به الشوق وتناديه ظروف العيش الكريم، فهو مكره لا بطل.. كما يضيف عزيزنا عياش في ختام رسالته:

.. أنا هنا في الإمارات، غرست رمحي في رمالها، ورحت أتنصت لأجدادي العرب القدامى، صرت متخصصا في الذاكرة الثقافية الإماراتية، ومتخصصا أيضا في الحزن العالي. تحياتي لك ولشوارع وجمال وهران، وكل عام وأنت جميل القلب والذاكرة، محزن جدا أن نكبر في الغياب، لكن وجوه الأصدقاء سيظل عكازا يساعدنا على السير في الغربة..

ما أشد معاناة المثقف الجزائري خارج الوطن المفدى.. سواء كان في الخليج أو فرنسا أو كندا. لكن ما العمل إذا كانت الظروف غير مواتية للعودة سالما منعما إلى بلده الحبيب.


مشاركة منتدى

  • شكرا عزيزي بلقاسم على كلمتك..إن آثار أقدامنا في شوارع وهران تكاد تورق من شوقي إليك وإلى وهران..أسواقها، مقاهيها..ليلها البهي المرصّع بألماس الفتنة..مطرها في شارع بن مهيدي وخميسي..ذاك المطر الذي يسقط الآن في ذاكرتي فيبتل قلبي وتزهر مواعيد في البال...وتتعاقب مثل البرق وجوه هي بعض وجهي ونسيجي الثقافي والنفسي...لو مرة أراك في وهران...‏
    أخوك: عياش يحياوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى