الجمعة ١٠ أيار (مايو) ٢٠١٣
الادارة حضارة:
بقلم مهند النابلسي

التفاعل التلقائي لعامل تسليم البيتزا!

ان الادارة ليست مجرد علم واختصاص، بل «حضارة» لها قيمها ومعتقداتها وأدواتها ولغتها الخاصة،وهنا يكمن سر نجاحها كما يكمن سر اخفاقها، وذلك عند استسهالها بوضع أشخاص غير مؤهلين ولا مناسبين لتولي دفة القيادة!

انها تتماثل مع الفعل الحضاري الذي يقدر فعاليات عمل الفريق الجماعي لتصبح مكونا اساسيا لنسيج المؤسسات الناجحة، ومع احداث توازن عادل مابين الانجازات الفردية والانجازات الجماعية، دونما تبجح واستعراض، فالقيمة الكبرى تعطى لهؤلاء اللذين يعملون ببساطة وانتماء واخلاص، ودون صخب وضجيج ورغبة بالظهور...وسأسوق هنا قصة معبرة كان بطلها عامل توصيل البيتزا الذي تبرع بتزويدي بكوبون مجاني لتوفير دفع مبلغ مضاعف مقابل شطيرتي بيتزا كبيرتين، وبمبادرة ذاتية ودون ان يتوقع اي مقابل او تقدير...لقد تصرف هذا الموظف الدمث المخلص بتلقائية وانتماء وعزز بلا قصد سمعة مؤسسته وساعد على ديمومة نجاحها.

ولقد حقق ايضا وبمبادرة ذاتية الرسالة الاجتماعية لمؤسسته الخدمية، فأوصل البيتزا الشهية الطازجة، وتأكد بلا استعراض او تبجح من رضا الزبون...كما انه استمع بصبر لشكوى الزبون ومعاناته، واستطاع وبلا تحذلق بتلقائية يحسد عليها أن يتعرف على حاجات الزبائن، وكأنه طبيب محترف يقيس حرارة العميل اولا ليتمكن من معالجته وتشخيص مرضه!

كما انه ودون وعي مارس المكونات الخمس التالية للذكاء العاطفي وطبقها بذكاء في موقع العمل:
الوعي بالذات، ضبط الذات، التحفيز المعنوي، التعاطف ومهارة بناء علاقة اجتماعية لحظية مع الزبون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى