الخميس ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم سعد الدين

مسابقة ديوان العرب ـ الدورة السّادسة

كلمة لجنة التحكيم

يَطيبُ لي أن أستهلّ هذه الكلمة الموجزة بالترحيب بكُلّ هذا الجمع الكريم من المُثقفين والأدباء والإعْلاميين، وأتقدّم بخالص التهنئة للفائزين والفائزات بجوائز مسابقة (ديوان العرب) في دَوْرَتِها السّادسة، كما أتوجّه بالشُّكر لكُلِّ مَنْ شاركوا بأعمالهم بالمسابقة ولمْ يُحالفهم التوفيق في الفوز بإحدى جوائز المُسابقة. وأودُّ ـ في هذا السّياق ـ أن أقرّرَ حقيقةً يزداد إيماني بها رسوخاً يوْماً بعد يَوْم، هي أنّه في المُسابقاتِ الأدبية ليس هناك كلمة أخيرة أبداً في تقييم أيّ نَصٍّ أدبيّ أو فَنّي، بل هناك اجتهاداتٌ للجنة التحكيم وتوافقٌ في الآراء بين أعضائها ومُحاولةٌ مُخلصة وأمينة ومُنَزّهة عن الأهواء للوصول إلى أدقِّ تقييم مُمكن للنصوص بتَجَرُّدٍ وموضوعيّة. وهذا يَعْني ـ في المُحصّلةِ النّهائيّة ـ أنّ الأعمال التي لم يُصادفها التوفيق بالفوز ليست بالضرورة أقَلّ جَوْدةً من غيرها، ولو تَغَيَّرَ تشكيلُ لجنة التحكيم في مسابقةٍ ما، وعُرضت نفس النصوص على مجموعةٍ أخرى من النّقّاد بخلْفيّاتٍ ثقافيةٍ مُغايرة، فقد تأتي نتائج التقييم مُختلفة.

خُصِّصَتْ مُسابقة هذا العام للمجموعة القصصيّة، وقد تقدّم للمسابقة واحدٌ وستّون قاصّاً، ثُلْثا هؤلاء من مصر، بينما توزّع الثّلثُ المُتبقي ما بين المغرب وفلسطين وسوريا والسودان والجزائر والعراق واليَمنْ. تشكّلتْ لجنة التحكيم هذا العام من الأساتذة: الدكتور أحمد زياد مُحبّك أستاذ الأدب العربي بجامعة حلب بسوريا، الدكتور مصطفى يَعْلَى أستاذ الأدب العربي بجامعة القنيطرة بالمغرب، الدكتور بو شعيب السّاوري ناقد أدبي من المغرب، الدكتور شُعيب حليفي ناقد أدبي من المغرب، الدكتورة نجمة حبيب فلسطينية وتعمل أستاذة للأدب العربي بجامعة سيدني باستراليا.

مرّتْ عملية تقييم النصوص بثلاث مراحل: في المرحلة الأولى تمّ فرز جميع النصوص المُقدّمة واستبعاد الأعمال غير المُطابقة لشروط المُسابقة. وفي المرحلة الثانية وُزّعتْ المجموعات القصصيّة مُجَهّلةً من الأسماء على أعضاء لجنة التحكيم حيث تولّى كُلُّ عضوٍ إعداد تقرير عن الأعمال المُوزّعة عليه بحيث يتضمن التقرير تقييم كُلّ عملٍ على حدة وتقدير مُستواه بالدّرجاتْ. وتضمنت المرحلة الثالثة اختيار أفضل الأعمال وأكثرها جودة وأعلاها درجة من كُلّ مجموعة وتجميع هذه الأعمال لتُمثّل النصوص المُرشّحة للفوز بالجوائز، وقد عرضت جميع هذه الأعمال على كُلّ عضوٍ من أعضاء لجنة التحكيم لقراءتها وتقييمها واختيار اأفضل ثلاثة نصوصٍ من بينها وترتيبها تنازليّاً حسب الجودة والمُستوى الفَنّي.
وهكذا خضعت النصوص المُقدّمة لثلاث قراءاتٍ مُتتالية على الأقلّ، وحدث تباينٌ أحياناً في آراء الأعضاء إلى أن توصَّلتْ لجنة التحكيم في النهاية إلى النتائج التي أعلن عنها، وهي نتائج قد لا تكون مُرضيةً كُلّ الإرضاء لكُلّ عضوٍ على حدة، لكنها بالقَطْع هي أفضل مُحصّلةٍ لما توصّلتْ إليْه وتوافقت عليه آراء اللجنة بجميع أعضائها.

بقي أن أسجّل مجموعةً من المُلاحظات على مُسابقة هذا العام بعضُها إيجابيّ والآخر سَلْبيّ. أدهشني حقّاً ذلك المُسْتوى الراقي لبعض الأعمال القصصيّة التي تُمثّلُ حساسيةً جديدة ومُغامرةً إبداعيّةً بالغة التَّميُّز والخصوصيّة، لا تُشبه غَيْرَها ولا تتشَبّه بما سبقها من إبداعات الأجيال السابقة، بل تبدأ من حيث انتهوا، وتحاول ارتياد عوالمَ بكرٍ لم يَطأها قَلَمٌ من قبل، واستشرافَ رُؤىً وتجلّياتٍ لم يَطَلْها خيالٌ ولا اجترحَتْها بصيرة، والبحث عن لُغةٍ وبِنْياتٍ وأساليبِ قَصٍّ غير مطروقة. وهذه الأعمال تُنبئ عن ميلاد جيلٍ جديد يمتلكُ كُلّ إمكاناتِ التفوّقِ والنبوغِ وجلاء الموهبةِ وشجاعة المُغامرة.
على الجانب الآخر ـ وهو مُدهشٌ أيضاً لكنها دهشةٌ ممزوجةٌ بالأسف ـ لاحظتُ كثرة الأخطاء اللغويّة والنّحوية في معظم نصوصِ المُسابقة، وفي أعمالٍ مُتميزة على صعيد الرؤية والتجربة ومُستوى البناءِ والقَصّ. وهو عَيْبٌ لا يستقيمُ مع ضرورة أن يمتلك المُبدع أدوات الكتابة امتلاكاً كاملاً، واللّغةُ مُقوّمٌ أساسيّ من مُقوّماتِ الإبداع الأدبيّ. وهذا يُذكّرني بمقولةٍ لكاتبنا الكبير الراحل يوسف إدريسْ: إذا كُنّا قادرين على العظمة.. فلماذا التقاعس..؟!
لاحظتُ أيضاً صغر حجم بعض المجموعات القصصية التي لم يتجاوز بعضها الثلاثين صَفحةً أو مايزيد قليلاً على ذلك، وكذلك الخلْط بين القصة القصيرة والقصة مُتناهية الصِّغر أو القصيرة جدّاً.
وأخيراً كُنتُ أتمنّى أن تشمل قائمة الفائزين تنويعاً أكثر من حيث الموقع الجغرافي للأعمال الفائزة بحيث تشملُ عدداً أكبر من الأقطار العربية، وعدداً أكبر من المُبدعاتِ العربيّاتِ اللاتي استأثرن بكُلّ جوائز المُسابقة التي خُصِّصتْ للرواية في العام الماضي.

ختاماً.. أتوجّه بالشُّكر العميق للسّادة الحضور جميعاً وللأديب الكبير الأستاذ عادل سالم رئيس تحرير مجلة (ديوان العرب) التي ترعى هذه المسابقة، لحرصه على حضور هذه الاحتفالية، وللسّادة الزملاء أعضاء لجنة التحكيم الذين أقدّرُ عالياً ما بذلوه من جَهْدٍ كريم ومُخلص في تقييم هذه الأعمال. كما أتوجّه بالتهنئة مرةً أخرى للفائزين بجوائز المُسابقة هذا العام، مُتمنياً لهم دوام التوفيقِ وتواصل الإبداعْ، ومُتمنّياً لمن لم يُصادفه التوفيق هذا العام حظّاً أفضل في السنواتِ القادمة.

كلمة لجنة التحكيم

مشاركة منتدى

  • التعددية وتقبل الاخر واحترامه

    مرت امامي كالسحابة العلياء
    على تلك الكرسي الحديدية السوداء
    طلبت مرافقتها ان احضر لها كاس ماء
    كانت فجوة قلبها مقروحة بالدماء
    ملامحها فيها وجوم وحياء
    اردت ان اصدع وجومها بالثناء
    تحركت نواحي رجلاي الى المعاقة في اراء
    امتصت الشجاعة حتى صارت مثل وضاح البدر مضاء
    في طلائع تلك الفينة في الاحياء
    هي وكرسيها على المنبر يلقيان اثراء
    سوف اتحدى المستحيل من بعد هذا اللقاء
    وسينتهون ايضا جميع الاعداء
    ويحل مكانهم برج قاصي من الاصدقاء
    ليكون الامر غني عن البيان من السماء
    انا انسانة! من خلق ربي العظيم مثل السهول الخضراء
    صحيح انني لا استطيع ان اقوم بكل الاشياء
    من دون مساعدة حتى لا استطيع شرب الماء
    لم اقل هذا للشفقة علي او حتى للبكاء
    حافظوا على كرامتي كما تحافظون على الازياء
    اني افكر وارعى النجوم في المساء
    اذكركم لا ترموني فأنا لست حذاء
    لنكن يدا واحدة انت انا وأنا انت من دون هجاء
    هكذا انا! ماذا افعل وحدي في السراء والضراء
    وختمت الموضوع بقولها: هذا القدر وهذا القضاء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى