السبت ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
في حوار مع الشاعرة ريم أبو عيد:
بقلم حاتم قاسم

كتاباتي تعبير وجداني عن ذاتي

إذا كان الـشعــر ينـطلق مـن الوجدان باتجاه البحث عن مساحة واسعة يرتسم فيها الورد و النرجــس و الليمــون و تتحرك على أغصانها نسمات الحب و الشوق و الانطلاق نحـو أفق واسع ، و إذا كان الشعر كائناً شفافاً يصور لنا لواعج الشوق و أحزان الغربة و تفاؤل الابتسامات فإنه يكون مع المرأة أكثر شـفافية و أعمق إحساسا و أدق تصويرا ًكيف لا و المرأة هي الصـادقة في تصــوير واقع الوجـود ورســـم أفــاق العاطــفة و لو أن أي واحد منا افتتح صفحة الوجدان عند المرأة لوجدها صافية بيضاء يرتسم في وسطها الصدق والحنان والعطف و المحبة إنها شجرة الحياة التي نستضيء تحت ظلالها و نقطف من ثمارها تاريخــاً عريقا ً تتصــدر صفحاته أهرامات يقف أمامها المرء مبهوتا ً مشدوها ً .
و حواري مع الأديبة الشاعرة : ريم أبو عيد / لا يعدو أن يكون بحثاً عن أفاق واعدة لنفحات شعرية عبرت مياه المحيطات لترتسم كلمات من الكبرياء و العطاء على أمواج نهر النيل و الحـافلة بالهدوء و الشفافية .

 : الشاعرة / ريم أبو عيد/ كيف يمكن لك أن ترسمي لنا خطاك على دروب الشعر ( سيرة ذاتية )؟
 بداياتي مع الشعر كقارئة كانت منذ صغري فأنا مولعة بالقراءة و خاصة في مجال الأدب و الشعر و قرأت لشعراء و أدباء كثيرين و كان للمخزون الأدبي في ذاكرتي أثر كبير مكنني من الكتابة.
و قد بدأت الكتابة في منتدى أدبي على الإنترنت و كان أعضائه أول جمهور يقرأ لي و بعد أن لاقيت استحساناً لما أكتبه راسلت كبريات الصحف المطبوعة في السعودية حيث أني أقيم بالرياض حالياً و نشرت لي صحيفة الرياض و الجزيرة و اليوم و نشرت لي أيضا صحف عربية مطبوعة في أميركا و لندن و كذلك كان لي عموداً ثابتاًً في ملحق أيامنا التابع لجريدة الوطن القطرية و نشرت جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية المطبوعة قصة قصيرة لي و أيضاً جريدة الشرق القطرية في ملحقها شموع أدبية
كما نشرت لي الكثير من المجلات و الصحف الإلكترونية.

و أصبحت عضوة في عدة منتديات أدبية و مشرفة في بعضها.
و شاركت في أمسية شعرية بعنوان ليلة عربية تحت رعاية السفير المصري بالرياض و التي أقيمت بالمركز المصري الثقافي بالرياض و شارك فيها نخبة من الشعراء العرب و المصريين هنا و حضرها صحفيين و كتاب و تم تغطيتها من كبريات الصحف هنا كجريدة الحياة و الجزيرة و اليوم و الرياض.

فكما ترى بداياتي مع الكتابة ليست منذ أمد بعيد و لكن بتوفيق الله لي إستطعت أن اصل لما ذكرته آنفاً و الذي أعتبره خطوات فقط على طريق الأدب الذي أعشقه و لا زلت أحلم بالكثير و الكثير في عالم الأدب و الشعر.

 : الشعر أيتها الشاعرة كما يقول الكثير من النقاد شعور و
إحساس بلغة شفافة فما الذي يحدثنا عنه شعورك ؟
 نعم الشعر بالفعل ما هو إلا شعور و إحساس و ما هو إلا حالة وجدانية تمر بالشاعر فيسكبها على الورق من خلال مفردات اللغة التي يشكلها تبعاً لمشاعره عند كتابته للنص الشعري.

و بالنسبة لي شخصياً لا أتعمد التكلف في الكتابة أو استخدام مفردات مبالغ فيها كما قد يفعل البعض كي ينقل للقاري صورة عنه أنه مثقف ملم بمفردات اللغة و لديه منها حصيلة وافرة فأنا لا أكتب كي أنظم الكلمات و الحروف إنما أكتب لأعبر عن مشاعري أياً كانت و لذلك أغلب كتاباتي إلى الآن تعبير وجداني عن ذاتي و عن مكنونات نفسي و قد يرى البعض هذا عيباً في الشاعر بينما أنا أراه مصداقية أن يكتب الشاعر ما يستشعره بصدق و الحمد لله هذا ما جعل كتاباتي تصل لمن يقرأها و اكثر شيء يسعدني عند تقييم أي نص لي أن أسمع كلمة أنه نص يتسم بالصدق في المشاعر و يصل لقلب القارئ و الحمد لله هذا الكلام سمعته من كتاب و أدباء و صحفيين لهم باع طويل في المجال الأدبي و الصحفي.

 : إذا كان العود الشــعري لـدى البعض منه لم يـشتد كيانه
فماذا تقول شاعرتناعن تجربتها الشعرية وبمن من الشعراء
تأثرت ؟
 العود الشعري لأي شاعر أرى انه لم يشتد بعد مهما وصل الشاعر إلى أعلى درجات الإتقان فأعتبره لا يزال في البداية و لا يزال يبحث عن الأفضل و أي فنان أو مبدع إذا وصل إلى درجة أنه قدم أفضل ما عنده على الإطلاق فسوف تكون هذه بداية النهاية له لأنه لن يكون هناك شيئاً بعد ليقدمه و يبدع فيه لذلك فكل شاعر لا زال أخضر العود و لكن تختلف درجات ذلك اللون الأخضر من شاعر لآخر تبعاًللمرحلة التي وصل إليها بشعره وصقل موهبته الشعرية.
عني أنا لا زلت في البداية و أتمنى أن أظل أسير على الدرب بخطوات ثابتة و لا أصل أبداً لنهايته لأني أحب السير على هذا الدرب حتى أني أتمنى ألا ينتهي بي أبداًً و أظل مسافرة به ما دام قلمي ينبض بالحياة.

أنا أحب جداً الشعر الغزلي القديم و أخص شعر جميل بثينة و مجنون ليلى و قرأت لشعراء كثيرين منذ عصور الشعر الأولى حتى عصر الحداثة و لكني تأثرت بشعراء الحداثة في إسلوب الكتابة و أكثرهم الرائع نزار قباني حتى و إن كان هناك بعض المآخذ على بعض أشعاره فهذا لا ينفي أنه كان ملكاً للحرف و الكلمة و الإحساس في أشعاره. و برغم أني قرأت لكثيرين من شعراء الحداثة كفاروق جويدة و محمود درويش و سميح القاسم و غيرهم إلا أن نزار قباني تربعت أشعاره على عرش قلبي و وجداني.

 : ما موقفك من قصـيـدة النـثر و إلى أي حد يمكن أن تتبني
خطها في المستقبل الواعد ؟
قصيدة النثر أصبحت واقعاً ملموساً في الأدب و هي لون من ألوانه لا يقل أهميه عن أي شكل آخر للقصائد. و عن نفسي أرى أن كلمة شعر ما هي إلا تعبير عن المشاعر و هي مشتقة من الشعور فأي تعبير عن المشاعر بصورة صادقة و بتناغم موسيقي في النص ككل أرى أن يصنف تحت مسمى الشعر. أعلم أن هناك من يعارض قصيدة النثر و الشعر الحر و لا يدرجها تحت مسمة الشعر و لكن لا أدري ما السبب ربما يكون التمسك بالنمطية و التقليد و محاربة التجديد.

و يحضرني دائماً تساؤل عندما أناقش هذا الموضوع مع أي شاعر أو كاتب او ناقد هل قواعد الشعر أنزلت و أعني الشعر العمودي المقفى التقليدي و هل من يخرج عن هذه القواعد يكون استباح حرمات الشعر؟

عن نفسي أرى أن عدم التقيد في الشعر و الكتابة عموماً بقواعد ربما يفيد الكاتب أكثر حيث يترك له حرية التعبير عما يختلج في وجدانه و نفسه.

 : النقاد هم المتعقبون للشعراء يرصدون حركاتهـم و يقومون
تجاربهم ، ما موقفك من النقاد المعاصرين ؟
أنا أرحب دائماً بالنقد الهادف البناء بل يسعدني لأنه السبيل إلى الوصول إلى ألأفضل فأنت لا تستطيع أن تحكم على أعمالك من خلال رؤيتك الشخصية لها و لكن النقاد بما لديهم من خبرة في هذا المجال يستطيعون أن يقيموا العمل الأدبي بما يفيد الكاتب مستقبلاً. و أعني هنا النقاد الحقيقيين و ليسوا مدعي الثقافة ممن يرشقون الكاتب بالحجارة و ينتقصون من النص أو من الكاتب بصورة شخصية كي يكون لهم تواجد و صوت على ساحة النقد. فهذا ليس بنقد على الإطلاق.

و في النهاية القارئ المتذوق للأدب سواء شعر أو قصة أو نثر هو أكبر مقيم و ناقد للعمل الأدبي و بما أن الأذواق تختلف فأرى لا يمكن الحكم على عمل أدبي بشكل مطلق من ناحية قوته أو ضعفه.

 : قصائد الشاعر هي أبناؤه ، فما أحب قصائدك إليك ؟
قصائدي كلها جزء لا يتجزأ مني لذا أحبها جميعا و لكن بالطبع تختلف درجات حبي لها و احب قصائدي إلي هي قصيدة (اضحكتني) ليس لآنها الأقرب لمشاعري فهناك قصائد غيرها أقرب من نفسي و من وجداني و تعبر عن ذاتي أكثر و لكن لأنها أول ما كتبت و أول ما نشرت و لاقت اعجاباً كبيرا من قِبل القراء و نشرتها لي عدة صحف مطبوعة معروفة و أول قصيدة ألقيتها في أمسيتي الشعرية لتلك الأسباب أعتز بها.

 : يقترب الشعر من القصـة بلغته الشــفافة ففي أي الفـنين
تجدين نفسك ؟
لا أحدد نمط أدبي معين أنتمي إليه و لكني أجد نفسي حيث يأخذني القلم فعندما أكتب أترك العنان لقلمي و لمشاعري و افكاري تنطلق حيث تشاء في عالم الأدب و الكتابة و أنا ضد تصنيف الكاتب و تسميته ككاتب قصة أو شاعر أو ما إلى ذلك من المسميات التي تحص إبداع الكاتب في قالب أدبي واحد. لذا أجد نفسي حيث تأخذني أفكاري و مشاعري و في الوقت الذي أكتب فيه.

 : يقال إن الخواطر الشعرية هي روزنامة مهمـشـة في عالــم
النص الأدبي ، من مِن الشعراء الذين أجادوا برأيك كتابـة
الخاطرة الشعرية ، و ما هي أجمل خاطرة قرأتهـا لشاعــر
أو شاعرة . و هل لك أن تطلعينا على أجمل خاطرة لديك ؟

لا أدري ما سبب هذا التهميش و لكنه إجحاف للخاطرة الشعرية التي أعتبرها أصدق أنواع الشعر فكونها خاطرة فهي تعبر عن وجدان كاتبها بكل مصداقية و شفافية و الخاطرة تعطي مساحة حرية أكبر للشاعر كي يعبر فيها بكل انطلاقة عن مشاعره و أحاسيسه غير مقيداً بقواعد قد تعطي النص اطارا خارجيا جميلاً و لكنها تفقده روحه فيصبح كالتمثال الجامد بلا حياة.

لا يحضرني الآن خاطرة معينة لشاعر أو شاعرة و من الظلم أن أحدد خاطرة واحدة بالأجمل فهناك الكثير و الكثير من الخواطر الجميلة بل الرائعة على الساحة الأدبية الآن.
و الخاطرة الجميلة من وجهة نظري الشخصية جداً هي التي تلمس مشاعري عندما أقرأها.
أما عن أجمل خاطرة لدي فلا أستطيع أن أحدد انا أجمل خاطرة أو أن أقيم أعمالي بنفسي و هذا الحكم أتركه لقرائي.

 : هل يستطيع الشعر في عصر الحاسوب أن يكون الفن ( الأول
الثالث، السابع، العاشر ) و كيف يواجـه الشـعـراء
النظام الحاسوبي الجديد ؟

إذا كنت أنا من سأقوم بتصنيف الفن فالشعر سيكون الفن الأول على مر العصور ربما لآني أعشقه فسأكون متحيزة جدا له.
النظام الحاسوبي الجديد أرى أنه ما هو إلا وسيلة سريعة للنشر و ربما الإنتشار أيضاً للشاعر و التعريف به و لكن سواء في عصر الحاسوب أو العصور السالفة لا يبقى على الساحة إلا من يستحق.

 : ما رأيك بالصحيفة الالكترونية وهل ترينها بديلاً للصحيفة
الورقية ؟ و ما أحب الصحف الالكترونية لديك ؟
الصحيفة الإلكترونية بلا شك لها دور كبير في العصر الحالي في نشر المعلومة سواءاً ثقافية، إجتماعية، سياسية، إخبارية أو أدبية و ثقافية و عدد مستخدمي الإنترنت في إزدياد كل يوم و لذا أراها أصبحت من الوسائل الهامة في عالم الصحف.

و لكنها ليست بديلاً عن الصحف الورقية فلا تزال الصحيفة المطبوعة لها رونق خاص و أعتقد ستظل كذلك على الأقل لعشاق القراءة في المتنزهات العامة.
ليس هناك صحيفة بعينها أحب لدي من أخرى و لكن كل صحيفة تنقل الخبر بمصداقية و تتسم موادها بالرقي الفكري أحب أن أقرأها.

 : أجمل بيت يقرع ذاكرة الشاعرة و أجمل قصيدة قرأتها؟

أجمل بيت يقرع ذاكرتي

لو تعلمين بما أجن من الهوى لعذرت أو لظلمت إن لم تعذري
(جميل بثينة)
أجمل قصيدة قرأتها قصيدة (في مدح الرسول) لنزار قباني

 : أيُّ الزهور أقرب إلى نفس الشاعرة ، و أي شـدو ٍ أعز إلى
نفسها؟
زهرة الياسمين هي أقرب زهرة إلى نفسي أعشق لونها الأبيض لون الصفاء و النقاء و يشدني دائماً عطرها المفعم بالرقة و العذوبة.

أميل إلى سماع الطرب العربي الأصيل (أم كلثوم – فيروز )
و أحب سماع الموسيقى الهادئة و من الكلاسيك أحب سيمفونية شهرزاد لكورساكوف و سوناتا ضوء القمر لبيتهوفن.

 : تتميز مصر ( أم الكنانة ) بمفاخرها التاريخية فمـاذا
تعني الأهرامات لشاعرتناو خاصة أن الفراعنة كما ذكــر
المؤرخون هم عرب أقحاح ؟

إجابتي على هذا السؤال ستكون بهذه الأبيات من قصيدة مصر تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم و التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم

وقف الخلق ينظرون جميعاً

كيف أبني قواعدالمجد وحدي

و بناة الأهرام في سالف الدهر

كفوني الكلام عند التحدي

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق

و دراته فرائط عقدي


مشاركة منتدى

  • ملأت الصفحة عبقا وأريجا
    دمت متألقة
    الشاعرة الصغيرة
    عزيزة الخولى

  • شئ فى قلبى يؤلمنى هدرت من عمرى الكثير فى حب شخص لايشعر بى ولا يأبه لأمرى ظللت الكثير من السنوات لا أري احدا سواه ارفض الكثير من اجله ولكن ليس هو الملام لأني ولمده عشرة اعوام احبه سرا من دون ان اوضح له مشاعري تجاهه والان بعد أن تعودت على حبه كيف لى ان أنساه ماذا أفعل ؟لولاه ما مشت الحياه خطواتها لولاه إنه حبيبى الذيى اتمني رضاه يارب ساعدنى

  • شئ فى قلبى يؤلمنى هدرت من عمرى الكثير فى حب شخص لايشعر بى ولا يأبه لأمرى ظللت الكثير من السنوات لا أري احدا سواه ارفض الكثير من اجله ولكن ليس هو الملام لأني ولمده عشرة اعوام احبه سرا من دون ان اوضح له مشاعري تجاهه والان بعد أن تعودت على حبه كيف لى ان أنساه ماذا أفعل ؟لولاه ما مشت الحياه خطواتها لولاه إنه حبيبى الذيى اتمني رضاه يارب ساعدنى

  • إنما الإنسان مرسل نبوية من دينه إلى حياته اليومية لتصنع حياته بنور الأبدية وتتناول ألحانه مع همسات السردية مترجم في كيانه في كيانه روح متحركة

  • عندما كنت طفل في كل مرة أشتري علبة ألوان أرمي القلم الأبيض جانبا ، وحين تسالني أمي لماذا اقول لها الأبيض لايلون والآن بعد أن كبرت ايقنت جيدا ، لماذا الأبيض لا يلون ؟ الأنه صادق ونقي لا يزيف الحقائق ولا يعطيها لون الا لونها الحقيقي ، ولوكنت أعلم بذلك ما فرطت به أبدا

    كتابات

  • عندما كنت طفلة في كل مرة أشتري علبة ألوان أرمي القلم الأبيض جانبا ، وحين تسالني أمي لماذا اقول لها الأبيض لايلون والآن بعد أن كبرت ايقنت جيدا ، لماذا الأبيض لا يلون ؟ الأنه صادق ونقي لا يزيف الحقائق ولا يعطيها لون الا لونها الحقيقي ، ولوكنت أعلم بذلك ما فرطت به أبدا

  • الحياة تجربة والخطأ يعلم الحكمة ولكن الكذب يعلم التحاذق الملفوف بالاكاذيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى