الجمعة ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم حاتم جوعية

شَوْقٌ وَحَنِين ٌ

أحِبُّكِ دومًا ... سَيبقى حناني إليكِ وَشَوقي الكبيرْ
وَتبقى أناشيدُ روحيَ جَذلى تعانقُ الكونَ الكبيرْ
تظلِّينَ أنتِ كما أنتِ سِرَّ انطلاقي وَحُلمي الأثيرْ
أحِنُّ إليكِ حَنينَ المُسافر ِ يَهوَى الدِّيارَ …
يتوقُ لِمَرأَى الوَطنْ
فلا كانَ عيشًا بدون ِ جَناكِ //
ولا طابَ لي مِنْ مقام ٍ سوَاكِ //
وما كانَ غيرُكِ لي مِنْ سَكنْ
أذوبُ حنينا ً ... حَنينا ً أذوبْ
لأجلكِ أقطعُ تلكَ الفيافي وكلَّ الدُّروبْ
حناني وعشقي وَحُبِّي لهيبٌ
وَشَوقي إليكِ كشوق ِالأيائِل ِ للنبع ِ عندَ الهجير ِ
لِعشبِ السُّهُوبْ
كشوق ِ الغصون ِ إلى نسَماتِ الصَّبَا
وَشوق ِ الزُّهور ِ إلى قطراتِ الندَى
كشَوق ِ الترابِ لِماءِ المطرْ
إذا ما أقبلَ الليلُ زدتُ التياعًا وَحُبًّا
فيهربُ مني الكرى // يُوَدِّعُ جفنيَّ طعمُ الوَسَنْ
وَأسمُو بروحي وفكري ... أحلِّقُ فوقَ السُّهَى والنجومْ
وحيدًا يُنادمني الصَّمتُ والكأسُ حتى السَّحَرْ
فكم أنتِ تحيينَ في القلبِ من أمل ٍ وفي الفكرِ من أمنياتٍ وَمن ذكرياتْ
أحبُّكِ من دون ِ قيدٍ // ففينا المسافاتُ كم ُتختصَرْ
وَنحوكِ بي رغبة ٌ لا تحدُّ َكرَغبَتِكِ العارمَهْ
بأنكِ فوقَ زندي تنامينَ صُبحًا وليلا
على الصَّدر ِ أنتِ ... بحضني تكونينَ... لا … لن أمَلا َّ
أحِسُّ كأنا ومَهما كبرنا سنبقى صغيرين ِ ... طفلا ً وطفلهْ
وفي كلِّ يوم ٍ جديدٍ أراكِ بعينيَّ أحلى
وَإنَّ الوُلوجَ لأغوار ِ قلبكِ ما كانَ سهلا
إريدُكِ أنتِ نشيدَ حياتي وخمرَ مُجُوني
وَنشوة َ روحي وفني // أمارسُ فيكِ طقوسَ هيامي وَكلَّ جنوني
معي كم أريدُكِ ... كم أبتغي أن تكوني
أراكِ بعيني ملاكا ً يفوقُ جميعَ البشَرْ
فلولاكِ ما كانَ شعرٌ يُرنَّمُ ... ما كانَ يشدُو وترْ
أحِبُّكِ حُبًّ يفوقُ الخيالَ ... يفوقُ غرامَ جميع ِ البشَرْ
فأنتتِ نشيدُ حياتي وَعُمري ، وَأنتِ كؤوسي وأنتِ السَّمَرْ
إحِبُّكِ ... يحلوُّ وجهُ السَّماءِ وَيزهو وجهُ الرَّبيع ِ النَّضِرْ
وَتشرقُ شمسٌ بأغوار ِ روحي ...
تغرِّدُ كلُّ طيور ِ السَّعادةِ … كلُّ الطبيعةِ كلُّ الدُّنى تزدَهِرْ
أحِبُّكِ مِلىءَ الزَّمان ِ وأبقى وفيًّا على الحُبِّ طولَ الدَّهَرْ
فكم أنتِ ذ ُبتِ اشتياقا ً إليَّ وفيكِ اللواعجُ كم َتستعِرْ
وفيكِ الأحاسيسُ والنزواتُ فلا بُدَّ أن تنفجرْ
وكم تتمنينَ رشفَ شفاهي وَضمِّي إليكِ
وَكم فيكِ مِن رغباتٍ وَمِن نزواتٍ فأنَّى لها يا فتاتيَ تهدَأْ
ولا شيءَ يُطفؤُها غيرُ وَصلِي وقربي
فلا شيىءَ يُروي شفاهَكِ غيرُ شِفاهي
ولا شيىءَ يُطفىءُ فيكِ اللَّهيبَ المُؤَجَّجَ والنارَ غيري
فكم تمنَّيتُ نبقى سَويًّا ، حياتي ، نحَقِّقُ ما لم يكُنْ
وَكلَّ الذي قد يكونْ
أنا مثلما قد تمنَّيتِ دومًا أكونْ
فلن تجدي صدرًا كصدري وَظلا ًّ كظلِّي وقلبًا كقلبي الحَنونْ
فعالمي العذبُ سِحرٌ وَشِعرٌ ، جمالٌ هُنا سَرمَدِيُّ الفتونْ
لنرشفَ شهدَ الحياةِ وَنجني السَّعادة َ ثمَّ الظَّفرْ
فلا كانَ عيشًا وَحُبًّا بدون ِ وصال ٍ وَمِنْ دون ِ ضمٍّ وَرَشفِ الثَّغَرْ
غدًا يا حياتي جميعُ المُحِبِّينَ يَروَونَ عنَّا دروسَ الغرام ِ
وَمِنَّا سيجنونَ كلَّ الفنون ِ وأحلى الصُّوَرْ
فما كانَ عُمرُكِ ما كانَ شِعرُكِ ما كانَ َفنُّكِ إلا َّ إليّْ
وَما كانَ عُمري ... شبابي إلا َّ إليكِ
فلا تقلقي يا حياتي أظلُّ فتاكِ ... حبيبَكِ طولَ الزَّمان ِ
عَشِيقكِ ... فارسَ أحلامِكِ المُرتجَى والبَهِيّْ
وَكم أتمنَّى ، حياتي ، أنامُ وأغفو على صدركِ المَرمَريٍّ
فقلبي وروحي فدَاكِ وَعُمري الطَّريّْ
فلا شيىءَ عني وَعَنكِ قصِيّْ
ولا شيىءِ إذ ْ ما أردتُ بعيدَ المنالَ عصيّْ
إليكِ أعودُ ... أعُودُ إليكِ فلا تجزعِي لا ... وَهيَّا إليّْ
فكلي انتظارٌ ِلنيل ِ الوصال ِ ... لعيش ٍ هَنِيٍّ
أداعبُ رمَّانَ نهديكِ ... ألمسُ صدرَكِ ... أرشُفُ خمرَ شِفاهِكْ
أدَاعبُ فيكِ أنا شعرَكِ الكستنائِيّْ
ففينا الفنونُ ستسمُو ، وفينا الزَّمانُ سيغدُو َشقِيّْ
فهيَّا نمارسُ كلَّ الموانعَ والمُغريات … بربِّكِ لا تتوانَيْ …
لنقطفَ كلَّ الذي نراهُ شَهِيّْ
لأرجعَ سحرَ الحياةِ إليكِ وينتظمُ العُمرُ ثمَّ الفصولْ
يعودُ بهاءُ الطبيعةِ .. ُتخصبُ فينا الرَّوابي والحقولْ
لكيّْ نُبصرَ الكونَ مِرآة َ سِحر ٍ وَلوحة َ فنٍّ وفينا الوُجودُ سَيغدُو جميلْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى