الأحد ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم مسعد محمد زياد

كلمات من بقايا العمر

وكبرت يا زمن الزمن …!

ما عدت كالأمس تزهو …

وغدوت ذكرى للسنين..

ذكرى جراحات الوطن …

ما عدت تزهو مغردا...

كالطير طوّقه الحنين..

كفراشة تاهت بأحضان الورود..

ما عدت تجري معربدا …

كالنهر يا زمن الوجود..

ما عدت تجري يا زمان العمر..

في جوف المدى …

ما عدت تضحك في ربيع الوجد …

يا زمنا يكبل قامتي..

ما عدت زنبقة يداعبها الشباب..

يقبل ثغرَها شهدُ الندى..

كالبسمة النشوانة الحرَّى..

ويقتلها الصدى..

كالريح كالإعصار.. ما عدت يا زمنا..

غفوتَ مع الردى..

وكبرت يا زمن الزمن … !

وتجعدت وجنات وجهك كالزمن..

وعلى جبينك هيكل الأيام تحفره المحن..

وتغيرت كل الملامح …

ما عدت تضحك كالطفولة بين أحضان الجليد..

ما كنت تولد من جديد..

ضاعت تراتيل الحزانى.. والثكالى..

في تجاويف الظلام..

حتى نهارك لم يعد ذاك النهار..

ما عاد بشرى للصغار.. كأنهم في يوم عيد.

ما عدت تشرق بالأمل..

ما عدت تضحك في وجوه الناس …

يعلوها الركام..

يا أيها الزمن العنيدُ...

قتلت في القلب السلام..

يا أنت يا زمن الزمان المرتقب …

كانت لنا ذكرى سنينٍ لم تزل..

أسطورة.. تروي حكايات الحنين إلى الوطن..

تروي المحن..

تروي ملامح عشقنا …

تروي حكاية غربتي..

تروي على مرِّ السنين..

أنشودة الأطفال مزقها الضياع..

وبقايا خيمة جدتي..

ولفافة الشيخ الحزين..

ووهنت يا زمن الكآبة.. والحزَن …

وغدوت تجتر الملالة والوسن …

وتنوء من تقل الحياة وزيفها..

تبكي.. تنوح مع الطيور النائحهْ..

يا أيها الزمن المشرد متلنا..

بددت كل الأمنيات..

ضاعت ليالينا سدى..

باتت كأفراخ الطيور التائهة …

تروي أساطير الزنابق.. في الجبال الشاهقة..

تروي حكاية سندباد الأرضِ..،

يمخر عبر شريان المدى...

ويجوب ردهات السنين …

يا أيها الزمن الحزين …

إنّي أشاطرك العذاب..

إني اشاطرك الحنينْ.. عبر طيات الزمن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى