الأربعاء ٢٢ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم عبد المنعم محمّد خير إسبير

يا مصطفــــــــــى اللّــــــــــــــه

الحمد للهِ الّذي أنهى رحلتي في صحراءِ الجهالة، وهداني إلــى
روابي المحبّة الإلهيّة، حيث أزهَرَتْ آلامي.

قَرأتُ سِيْرَةَ حِـبِّ الله [1] في الكُتُـــــــــــــبِ

ففاضَ في القَلْبِ ذِكْرُ اللهِ، مِنْ عَجـــــــَبِ

فَمِنْ عُجابِ فِعالِ الخَلْقِ، سِيرَتُـــــــــــــــــهُ

هِيَ الأساسُ، سِواها غَيْرُ مُحْتَســـــــــَـبِ

فَمُصْطَفَـى اللهِ، فَـرْدٌ [2] لانَظيرَ لـــه

مُحَمَّدٌ أحْمَدٌ في النّاس، في الحَسَـــــــب [3]

فَكَيْفَ يَغْفُلُ شِعْري مَدْحَ بِعْثَتِــــــــــــــــهِ

ويُطْلِقُ المَدْحَ في قُربَــــى وفي صُحــــــــُبِ

أسْتَغْفِـرُ اللهَ مِنْ ذّنْـبٍ أُقارِفُـــــــــــــــهُ [4]

إذا تَجاهَلَ شِعْري، سَيِّـــــــــــــــدَ الأدبِ

فَما الأديْـبُ أديبــاً إنْ تَجاهَلَــــــــــــــــــــــهُ

ولا القَريضُ قَريضاً [5] عاليَ الرُّتَـــــــبِ

ومِنْ فَريضَـةِ شِعْـري، أنْ أُمَجِّـــــــــــــــدَهُ

في مَهْبِطِ الوَحْيِ، في البَطْحاءِ مُغْتَرَبــــــــي

مِنْ أيْنَ أبْدأُ؟ هَلْ مِنْ بَدْءِ مَوْلِــــــــــــــــــدِهِ

إذْ كانَ نُوْراً، يُغَشّي [6] ظُلْمَة َ الـــــــــدُّرُبِ؟

أمْ مِنْ بِدايَةِ أمــْرِ اللهِ، دَعْوَتــــــــــــــــــــِهِ

أحالَتِ القَلْبَ، مِنْ جَدْبٍ [7] إلى خَصِــــــــبِ

أمْ مِـنْ فَواتِـحِ نَصْرٍ، عِنْدَ هِجْرَتِـــــــــــــهِ

مَعَ الصَّحابَةِ، إعْـداداً لِمُنْقَلَـــــــــــــــبِ [8]

مَهْمـا تَخَيّـَرَ قَلْبي ذِكْـرَ مَرحَلَــــــــــــــــــــةٍ

فإنَّ عَجْزِيَ مَقْطوعٌ مِنْ السَّبَـــــــــــبِ [9]

فقـَدْ تَسابـَقَ كُثْرٌ مِنْ خَلائفِـــــــــــــــــــــهِ

وتابِعِيْهـِمْ، بآلافٍ مِـنَ الكُتُـــــــــــــــــــــبِ

ولَسْتُ أمْلِكُ عِلْماً مِثْلَما مَلَكــــــــــــــــــــوا

وماأفاضوا، ففيها خَيـْرُ مُكْتَتــــــــــــــبِ

وإنَّ قُـدْرَةَ إيمـاني تُحَرِّرُنــــــــــــــــــــي

مِنْ رِبْقَةِ العَجْزِ كَيْ أشْدوْ بِذِكْرِ نَبـــــــــي

لكـِنَّ ذِكْـرَهُ يُشْجِيني، فأُطْلِقُـــــــــــــــــــــهُ

مـِنَ المَدامِعِ بُركانـاً مِنَ اللَّهــــــــــــــــَـبِ

فالبَعْضُ ذَمَّ رَسولَ اللهِ مِنْ خَبــــــــــــــَــلٍ

وأسْرَفَ البَعْضُ مَدْحاً في(أبي لهَبِ) [10]

فَمِنْهُمُ الهُودُ والأشياعُ [11] مِنْ غُــــــرُبٍ

مِمّـَنْ تَنَسَّبَ زُوْراً دونَمـا نَسَـــــــــــــــــبِ

يامُصطفى اللهِ، يامَنْ ظَلْتَ قُدوَتَــــــــــنا

إنّا اقتِـداءٌ على حـبٍّ وفي رَغَـــــــــــبِ

قد حاربوكَ، وحيّـاً كنتَ مؤتَلِقــــــــــــــاً

بالنّور تُجلِيَ لَيلَ الشِّرْكِ في العَــــــرَبِ

واستَهدَفوكَ، ومَيتاً انتَ في ألَــــــــــــقٍ

تَحيا بنورٍ يُخيفُ العُمْيَ مِنْ غُـــــــرُبِ

ياسَيِّدَ الحِلْمِ إنْ قَصَّرْتُ في زَمـــــــــَـنٍ

بالمَدْحِ شِعْراً، فَرِفْقاً بي مِنَ العَتـــــَـبِ

فإنّني الآنَ ثأرٌ مِنْ أبي جَهَـــــلٍ [12]

وسَيْفِيَ الشِّعْـرُ إرثٌ خَصَّنِيْهِ أبِـــــــي

سأرفَعُ السَّيْفَ في حَرْفي وفي كَلِمــي

عَساكَ تَرْضَى، فأنْجُوْ مِنْ لَظَى الغَضَبِ

وليسَ فينا مُحـــــبٌّ مَنْ يَهــــــــابُ ردىً

ثأراً لِذاتِـكَ، أو يَنهـارُ مِنْ رَهَــــــــبِ

فنحنُ أمّةُ سِلْمٍ غير ِذي سَلَــــــمٍ [13]

ونحـنُ أمّةُ حَرْبٍ ضـدَّ مُحتَـــــــــرِبِ

ونحنُ جُندُكَ حيّاً فوق يابســــــةٍ [14]

ونحنُ جندُكَ حيـّاً باطنَ التُّــــــــــرَبِ

فلاتُبــــــالِ إذا ما أُمـّةٌ حَقَــــــــــــدَتْ

فحاملُ الحِقْدِ في النيرانِ كالحَصَبِ [15]


[1الحِبّ: الحبيب، المحبوب.

[2فرْد: رجلٌ فرْد، رجلٌ لانَظيرَ له.

[3الحَسَب: شَرَفُ الأصْل.

[4قارَفَه: دا ناه.

[5القريض: الشِّعْر.

[6غشَّى الشّئَ: غطّاه.

[7الجَدْب: المَحْل.

[8المُنْقَلَب: المرجع، ومحلّ الإنقلاب.

[9السّبَب: الوسيلة التي يُتوصَّلُ بها إلى الغَيْر.

[10أبو لَهَب: عمّ الرّسول.

[11الأشياع: الأتباع والأنصار.

[12أبوجَهْل، بسُكونِ الهاء: هو عَمْرو بن هشام، زعيمُ بني مخزوم في قريش، من أعداء الرسول.

[13السّلَم: الإستسلام، التسليم.

[14اليابسة: الأرض، لأنها صلبةٌ يباس.

[15الحَصَبْ: كلّ مايُلقَى في النار من وقود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى