الجمعة ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم مروى هديب

التعويذة

كعادتي في كل صباح انزل من بيتنا وأقف في الشارع بانتظار وصول سيارة اجرة تقلني فأراها يوميا تقف بجانبي !! كانت فتاة باهرة الجمال انا عن نفسي كنت معجبة بجمالها ورقتها وطريقة لباسها لكنها تقف هناك وهي خائفة !! نعم اشعر بانها تقف هناك خائفة من شيء ما طريقة نظراتها للمارة وتلفتها حولها تدل على انها خائفة من شيء ما كم تمنيت ان اسالها لم انت خائفة ؟؟ ولكن الموضوع لا يخصني ولكنه طبعي الفضولي الذي سيودي بي الى التهلكة يوما ما هو الذي دفعني الى مراقبتها يوميا لا بل اخذت على عاتقي مهمة الوقوف هناك وانتظارها حتى تستقل سيارة الاجرة قبلي .
اخذت على نفسي في ذلك اليوم عهدا بانني ساحاول التقرب منها والحديث معها واتخاذها صديقة لي وقد كان لي ما اردت فقد اصبحنا صديقتين مقربتين نأتي ونذهب سويا كانت من نوعية الفتيات التي تدفعك للقول بينك وبين نفسك هل توجد مثل هذه النوعية من الفتيات التي لا تفقه شيئا في هذه الدنيا ؟؟كان هذا السؤال يدور في مخيلتي دوما وانا اعرفها على كل شيء تقريبا من حولنا لم تكن في حياتها قد ذهبت الى مقهى او دخلت الى صالون حلاقة للسيدات او حتى شربت سيجارة كانت نموذجا يحتذى فيه لمن يبحث عن فتاة بريئة لم يسبق لها ان تعرفت الى اي رجل حتى انها لم تقبل احدا في مصعد العمارة او في السيارة او مارست الجنس مع احد وقالت له انتبه (لا تلمس هديك المنطقة) مع ان قصص الفتيات على اختلاف وقائعها وملابساتها والتي لو اخذنا نحكي عنها لمئلت راس العالم بالشيب جميعها تدور حول موضوع واحد وهو اهمية المحافظة على غشاء البكارة حتى لا يمسه احد غير الزوج العتيد، فذلك الغشاء هو بمثابة "التعويذة" التي لا يجب الاقتراب منها او المساس بها فهي العلامة المسجلة" لعفتنا ونقائنا وقدرتنا على حماية انفسنا الى ان نزف إلى زوج المستقبل.

كانت تتضايق مني احيانا اذا تحدثنا في خبايا الجنس المسكوت عنها في مجتمعاتنا ذات الطابع الشرقي وتحمر خجلا وترغي وتزبد من فرط الغليان والغضب مني مع انني لا اقصد حينها الا استفزازها وجعلها تخرج من عالم الخيال الذي تعيش فيه والولوج الي مشارف تلك الخطوط الحمراء حيث الممنوع والمحظور لكي ارغمها على فتح عينيها والخروج من قوقعتها التي تعيش فيها على حقائق حياتنا المرة ولكن عبثا باءت كل محاولاتي بالفشل .

كنا نتحدث مع بعضنا يوميا ونخرج سوية الى ان لاحظت مؤخرا توترها وقلقها الزائدين كنت احاول دوماً حثها على التحلي ببعض القوة وعدم الاستسلام للخوف او القلق اللذان يلازمانها حتى انني شعرت احيانا بانني شيطان !! هكذا كان شعوري عندما كنت احاول تخليصها من قلقها ورعبها من كل شيء حولها البعض قد يعتقد بانني انسانة فاسقة او غير محترمة ولكنني اكره ان ارى اي امراة ضعيفة ومنهزمة ومكسورة وخائفة ربما لانني انسانة بطبعها قوية احب ان ارى كل النساء من حولي قويات مثلي لا ادري صراحة ولكنني كنت ارى ان قلقها يتعاظم وخوفها يزداد حتى عندما نخرج سوية كانت تجلس هائمة في تفكيرها هنا اتخذت قراري بان اقوم باستفزازها لكي تخبرني بما يدور في خلدها لم احتج سوى بضع كلمات قليلة لكي اخرجها من طورها واستفزها وتبدا بالبكاء وتخبرني بكل ما يدور في راسها .

لم اتمالك نفسي وقتها من الاسترسال في الضحك ..صوت ضحكاتي ملأ المقهى الذي كنا نجلس فيه حتى ان الدموع قد ملئت عيناي من كثرة الضحك كم اردت في تلك اللحظة لو ان الله قد خلقني رجلا فافوز في تلك الجوهرة الجالسة امامي يالله كم هو محظوظ ذلك الانسان الذي سيرتبط بها ويتزوجها لقد كان خوفها وقلقها منبعه ان احد زملائها في العمل قد تقدم بطلب الزواج منها وهي موافقة لانها معجبة به ولكنها قلقة من فكرة الزواج وانه سيتوجب عليها ان تعاشر احدهم وان تتعرى امامه !! لم اصدق اذناي وانا اسمعها تتحدث عن خوفها من الزواج كل مخاوفها من الزواج كانت تكمن في انها تخاف ان تعاشر رجلا وتتعرى امامه يا لضحالة تفكيرها البسيط الذي لا يعرف شيئا عن هموم مؤسسة الزواج ولا عن تبعاته انها خائفة من التعري امام زوجها ولا تخاف من ان يكون زوجها رجلا حقيرا تافها لا يقدر النعمة التي بين يديه حتى انها لم تفكر في تلك الشراكة الجديدة التي ستربطها برجل لا تعرف عنه شيئا سوى بضع كلمات قالها عن نفسه لها ولاهلها !!!كم وودت في تلك اللحظة ان اضمها بين ذراعي واقول لها ارجوك لا تتزوجي من اول رجل تشعرين انك معجبة به تمهلي قليلا ولا داعي للعجلة فالحياة ما زالت امامك وانتي صغيرة السن ولكنها كانت تبدو كمن اتخذ القرار وانتهى ولا مجال لمناقشتها او جعلها تغير رايها .

وتمت خطوبتها فعلا الى ذلك الرجل وقد كنت شاهدة على تلك الحفلة البسيطة التي اقامها لها مع انني وبكل صراحة لم اكن معجبة به او بشخصيته ولكنني كتمت تحفظاتي في داخلي ولم ابدي لها رأي واكتفيت بمجرد كوني مهنئة عادية كباقي المهنئين لكنه وبكل صراحة لم يكن الرجل المناسب لها بكل رقتها وحساسيتها او في نمط شخصيتهاالمتسم بالرومانسية والتسامح والرغبة في اسعاد كل من حولها, ولو كان ذلك على حساب نفسها وراحتها..كان رجلا من النوع الواقعي تماما الذي يسخر من تدفق المشاعر ويراه مؤشرا على الضعف في الشخصية هكذا بدا لي بعد عدة مناقشات ولقاءات دارت بيننا .
. فوجئت بها بعد فترة الخطوبة بشهرين تخبرني بان موعد العرس قد تم الاتفاق عليه بين اهلها واهله وبانه سيكون في الثامن من ايلول لهذا العام فوجئت صراحة بهذا الموعد فهو في نفس اليوم الذي سيصادف عيد ميلادي فشعرت بانني لا اريدها ان تتزوج في هذا اليوم فانا نفسي لا احبه وشخصيا لا احبذ ان اقوم باي شيء خاص فيه فانا متعودة وفي كل عام ان ينقلب حفل عيد ميلادي الى كارثة حقيقة لكنني لم ارد ان افسد سعادتها فقررت التزام الصمت وتهنئتها والتضرع بصمت الى الله ان يسعدها في حياتها الجديدة .

لم افارقها طوال فترة الاستعدادات لحفل زفافها كنا نذهب الى التسوق معا يوميا وكالعادة كان لي الحظ الاكبر في اختيار جهاز العرس الخاص بها وانا اقول لها ما عليها شراءه وما هي الالوان المناسبة حتى انني اخترت لها قميص النوم الخاص بليلة الزواج وفستان زواجها انا من قمت باختياره لها كانت تاخذ راي في كل امورها وانا استمتع باختيار كل شيء لها احسست بانني والدتها ولست صديقتها فهي اختار تني من بين جميع صديقاتها ووثقت بي وائتمنتني على كل شيء يتعلق بليلة زفافها الى ان حل اليوم المنشود اتصلت في الصباح الباكر وقد كانت الساعة تقارب على السادسة صباحا وهي تبكي كنت مستيقظة كعادتي اشرب الشاي واستمع اليها وهي تبكي وتتوسل لي ان اتي اليها واطمئنها فهناك شعور غريب يراودها بانها لن تستطيع الزواج هذا اليوم عبثا كنت احاول طمانتها والتخفيف عنها وطمانتها الى ان ما تمر به شعور عادي تمر به اي واحدة منا قبل زواجها ولكنها كانت في حالة يرثى لها فوعدتها بان اكون الى جانبها بعد ساعة من الوقت وفعلا قمت بتجهيز نفسي والاستئذان من امي وذهبت الى بيتها حتى انني قمت باخذ ملابسي التي سارتديها في حفل الزفاف لعلمي بانني ساقضي معها طوال النهار وساذهب معها الى صالون التجميل فلا مفر من ذلك نظرا الى الحالة التي هي فيها .

كانت منهارة عندما وصلت اليها وضمتني اليها وبدات تبكي بحرقة لم افهم صراحة سبب بكائها ولكنني نهرتها عندما لم تتوقف عن البكاء لا بل صرخت فيها ونعتها بالغبية والضعيفة لانها لا تتمالك نفسها فنظرت الي نظرة لم افهم معناها الا لاحقا وضمتني اليها مرة اخرى وبدات بالبكاء من جديد . حمى بكائها انتقلت الي وجلست ابكي انا الاخرى ابكي فراقها وضعفها استمرينا على هذه الحالة مطولا قبل ان اعي الى ان موعد خروجنا الى صالون التجميل قد حان حضرت والدتها لنا طعام الافطار واصرت ان نتناوله قبل الذهاب الى الصالون فامامنا يوم شاق ويجب ان نكون مستعدين له . ذهبت هي لاحضار اغراضها وكافة مستلزماتها وجلست انا مع والدتها التي اخذت تضمني الى صدرها وتقول لي كم ان ابنتها محظوظة بصديقة مثلي . كان هناك شعور ُ بعدم الارتياح يراودني ونحن ذاهبتان الى صالون التجميل ولكنني لم ارغب بالاستسلام له لهذا دفعته بعيدا عني والتفت الى مساعدة صديقتي كنت اقف اراقب عملية اجراء الماكياج لها وانا سعيدة لانني جزء من هذا اليوم المميز كانت نفسيتها تتحسن كلما دخلت في اجواء الفرح كانت تفارق توترها تدريجيا الى ان انتهت عملية تزيين وجهها الذي لا يحتاج الى اية زينة وقمنا بالبساها فستان زفافهما الذي كان يلتف حول جسدها الرقيق وكانه جسد اخر كانت رائعة الجمال وهي تتهادي في ثوبها أمامي ، كنت اشعر بانها اميرة ستتوج الليلة على عرشها . بعدها التفت الى نفسي وقامت الفتيات بتزين وجهي وقمت بارتداء ثيابي وجلسنا ننتظر قدوم احد من اهلها ليقلنا الى البيت كانت ترمقني بنظرات ممتنة وترسل لي عبر عينيها رسالة شكر كوني وقفت معها في هذا اليوم المهم لها وكنت جزءا منه كانت لا تنفك تردد لي أشكرك حبيبتي من كل قلبي..... قالتها والأبتسامة تضيئ وجهها الرقيق وهي تردد لي قولها بانه لا يسعها في تلك اللحظات سوى ألإمتنان لذلك القدر الذي دعاها للتعرف علي يوما ما وانه وبفضل ذلك الشارع التقت باطيب صديقة لها .

عدنا الى بيتها وحضر زوجها لاخذها الى قاعة الافراح وهناك عشنا لحظات مميزة لقد كان بحق حفل زواج رائع استمتعت بحضوره والرقص فيه كانت في منتهى السعادة وهي تدور بين ذراعي زوجها الذي كان يرمقها بنظرات تقطر رغبة وهو يتمنى ان تكون له وحده الآن ، وحدي من كنت اراقبه من بعيد وانتبه الى نظراته التي اشك ان صديقتي انتبهت لها . كان حفل الزفاف على وشك ان ينتهي فاخذت امي تطالبني بالذهاب لان الوقت تأخر فاقتربت من صديقتي لاسلم عليها واودعها وابارك لها تلك الحياة الجديدة التي هي مقبلة عليها كانت ترمقني بنظرات متوسلة لكي ابقى بجانبها ولكنني اقتربت منها وقبلتها واخبرتها ان تكون طبيعية وتتصرف براحتها كما سبق وان تناقشنا في صالون الحلاقة عندما باحت لي بمخاوفها من ليلة الزواج .

ابتسمت في وجهي وانا متيقنة ان درجة التوتر لديها تبلغ اقصاها ولكن ما باليد حيلة فعليها ان تواجه هذه الليلة مثلها مثل باقي نساء هذه الدنيا اللاتي تزوجن قبلها وسيتزوجن بعدها اعلم مدى خوفها من تلك الليلة واعرف تماما سبب خوفها فهي اخبرتني مسبقا ان والدتها كانت تحذرها وترعبها دوما منذ ان كانت صغيرة بهذا الموضوع وتوصيها باهمية المحافظة على عفتها وشرفها لا بل يصل الامر احيانا الى حد الارهاب والخوف من ان يمس ذلك الغشاء اي سوء فوجود غشاء البكاره عندنا يرتبط بالشرف والنبل وحسن التربية فهو قمة ما يريده العريس في ليلة العمر فهو يستمتع بلعب هذا الدور ولا تكتمل فرحته الا عندما يرى تلك القطرات القليلة من الدم تخرج نتيجة انفضاض غشاء البكارة حينها سيكون منتشيا برجولته ومقتنعا بعقلية ذلك الصياد الماهر الذي حاز على فريسة كبيرة فهو كان صاحب السبق والامتياز بفض بكارة زوجته !!!

ودعتها وانا اشعر بالخوف عليها وتركتها وهي ترمقني بنظرات خائفة كنت على وشك ان استجيب لندائها بالبقاء ولكنني نهرت نفسي من ان تتدخل فيما لا يعنيها واوصيتها ان تتصل بي في اول فرصة تسنح لها لكي اتمكن من الاطمئنان عليها وغادرت قاعة الزفاف متوجهة مع والدتي الى منزلنا فقد قاربت الساعة على الحادية عشرة والنصف ولم اكن اتمنى وقتها سوى ان يحملني احدهم الى فراشي بعد عناء هذا اليوم الطويل فانا منهكة تماما وصلنا الى منزلنا وقمت بتغير ملابسي والتوجه مباشرة الى سريري لكي ارتاح وفعلا لم اشعر بنفسي الا وهي تغط في سبات عميق .

استيقظت كعادتي في اليوم التالي في تمام الساعة السادسة لاجد على هاتفي حوالي العشرين مكالمة فائتة امسكت بالهاتف لارى من هو ذلك المتصل الذي حاول ان يتصل بي بالامس واذا به رقم صديقتي الحبيبة لا ادري لم شعرت ان هناك مكروها اصابها امسكت بهاتفي لاتصل فجاءني صوت والدتها متعبا وحزينا تعلمني ان صديقتي بالمشفى لم اصدق ان مكروها اصابها فهي كانت بصحة جيدة في الامس حاولت ان اسال والدتها ولكنني لم استطع ان افهم منها كلمة واحدة فهي قد اجهشت ببكاء مرير قطع قلبي ولم اجد سبيلا غير ان اذهب على عجل وارتدي ملابسي واهرع الى المستشفى التي اخبرتني والدتها انها تمكث فيها هناك وصلت الى هناك وملايين الافكار تراودني وتملا راسي وفي اسوئها لم اتوقع ان ينتظرني ذلك المشهد في المشفى كان المنظر مروعا وقاتلا الدم يغطي صديقتي الحبيبة من رأسها حتى اخمص قدميها...من يراها وهي بهذه الحالة لايمكن إلا أن يقول أنها ميتة، لقد اختفت ملامحها كاملة، هرولت بسرعة تجاه سريرها وركعت امامها ابكي من هول المنظر الذي امامي كانت بلا حول ولا قوة كالجثة الهامدة التي فارقتها الروح وهي ترتدي ذلك القميص الذي اخترناه معا والذي يظهر مفاتنها اكثر مما يخفيها كانت في غيبوبة تامة اخذت انظر اليها وانا اشعر ان قلبي سينشطر الى نصفين على حالتها المزرية تلك التفت لوالدتها لاسالها عن السبب الذي اوصلها الى هذه الحالة لكنها كانت مشغولة بالبكاء والنواح فوقفت على قدمي وسحبت والدتها معي الى كافتيريا المشفى لنجلس ونتحدث في هدوء في البداية لم ترد مرافقتي ولكن وتحت اصراري رضخت لمشيئتي وذهبنا لنجلس في الكافتيريا حيث بادرتها قائلة لها : ما الذي حدث يا خالتي ؟؟ اخبريني ماالذي جرى لها ولم هي على تلك الحالة ؟؟ فعادت للبكاء مرة اخرى فانتظرتها الى ان هدات وبدات تخبرني ان زوجها هو من فعل هذا بالامس بعد ان انفض الحفل واوصولها الى بيتها وعادوا الى منازلهم ليتتفاجئوا به في تمام الساعة الرابعة صباحا يدق عليهم الباب وهو يجرها من شعرها ورائه وهي بقميص النوم ويتلفظ بأبشع وأقذر الألفاظ....ويسب ويتهمها في عرضها وشرفها،كان المنظر مروعا دفع بالجيران الى الاستيقاظ والوقوف خلق الشبابيك والابواب للتنصت وسماع الفضيحة علهم يكونون جزءا من جريمة شرف جديدة يريدون ان يصفقوا لها ويروا فيها انتصار رجولة ذلك الزوج المخدوع .

لقد اتهم ابنتي بانها غير عذراء وانها انسانة منحطة ووضيعة وخادعة وهي عبثا تحلف وتتوسل له ان يصدقها بان احدا غيره لم يلمح جسدها طوال عمرها لكنه استمر بضربها ونعتها بابشع الصفات ونحن مذهولين من فرط الصدمة فنحن لن نصدق يوما بان ذلك الحمل الوديع قادر على فعل تلك الفعلة النكراء فابنتي لن تفرط يوما بشرفها وكرامتها انا من رباها وزرع فيها مبادئ الشرف والاخلاق . كنت استمع الى كلام والدتها وانا اتمزق من الداخل على حال صديقتي المسكينة لقد عاشت تجربة قد تحتاج الى حياة اخرى لتستوعبها وتستوعب الالم الذي فيها والذي لن يرحل عن مخيلتها ابدا فهو سيبقى قابعا في نفسها ومسيطرا على ذهنها متربعا على قلبها فانا اعرفها اكثر من نفسها ستعيش الما من نوع خاص لا تعرفه الا نفسها .. انه ألم بدون أمل ...بدون قدرة على الشرح ... لن تعرفه وتعيشه الا هي ياالله ما الذي سيحدث لها عندما تستيقظ وتتذكر ما جرى لها على يدي ذلك المتوحش الذي لا يعرف الرحمة، كنت افكر وانا جالسة مع والدتها بأننا نحن كفتيات ندرك اهمية تلك التعويذة التي منحها الله لنا ولكن ماالذي يدفع باحدانا الى فقدان تلك التعويذة ؟؟ أهو الحب الذي قد نشعر به تجاه احدهم؟؟ ام انها رغبة طارئة تدفعنا للتفريط باغلى ما نملك في لحظات قليلة لنعود بعدها منكسرات وذليلات من العار الذي لحق بنا جراء ما جنته يدانا ؟؟ ما زلت لا أفهم لماذا تغدر احدانا بنفسها وتغتالها على حين غرة ؟؟؟ لم اجد سببا واحد قد يدفعنا الى فقدان تعوذيتنا فلا مبرر لنا ولا مجال لأن نبحث عن مبرر لها فنحن حينها نكون مغيبات تحت تاثير ذلك الرجل الذي خدعنا بكلماته المعسوله الممزوجه بالسم .. فتعتقد الفتاه أن هذا هو الشخص الذي كانت تبحث عنه وبانه هو نفسه من سيعلي من شانها ويحتويها ويحميها ويتوجها على عرش قلبه ... لكنه على العكس تماما يتركها تبكي غبائها وسذاجتها التي دفعتها لتسلم نفسها له طوعا وبكل طيب خاطر ليغادر بعدها المكان تاركا اياها منهكة ومتعبة ومرهقة من ذلك الانسان الذي لا يستحق . يا ترى هل يدرك ذلك الرجل الذي قد يفقد احدانا تعويذتها اهميتها ومعناها بالنسبة الينا ؟؟هل سيكون مدركا لحجم الدمار الذي الحقه باحدانا قبل ان يهرب هو بفعلته تاركا ايانا نواجه مصيرنا لوحدنا هل سيندم يوما على فعلته تلك ؟؟ تستفزني تلك الرجولة الباهتة التي تظن ان رجولتها تكتمل في اطلاق عنان الشهوات وجمع اكبر عدد من الخليلات، ونكاح زوجة لم تسمع ولم ترى رجلا قبله، كم اكره تلك النوعيات التي تحلل على نفسها اقامة علاقات غير شرعية، فتراها تنتهك اعراض فتيات بريئات لا ذنب لهن سوى انهن كن ضحايا رجال لا تعرف قيمة او معنى الرجولة ، فالرجولة ليست لقبا يعطى للذكر بعد الولادة ولكنها مواقف وإنما بالمواقف يقيم الانسان.

كانت افكاري مشتتة والعديد من التساؤلات ترد على ذهني تباعا لكن اهم ما يسيطر علي هو حالة صديقتي المسكينة التي يتهمها زوجها بانها غير عذراء ولكن ما الذي دفعه لان يتهمها بهذه التهمة الفظيعة ؟؟ هل فعلا هي كذلك ؟؟ طردت عني تلك الافكار ورميتها جانبا فانا متأكدة كل التاكيد بانها ليست من ذلك النوع لا بل اقسم عنها بانها لا تعرف ما معنى كلمة حب ولا ما تعنيه كلمة ممارسة الحب فهي انسانة بريئة لم تدخل دنيا الحب طوال عمرها لكنها عاشت ليلة عمرها في جحيم قضت اولها بين أحضان وحش، وآخرها بين الحياة والموت، فقد كان رجلا يفتقر إلى أدنى المشاعر، لا يتصف إطلاقا بالمروءة والإنسانية، لا بل أستطيع القول، بأنه وحش في صورة بشر، انقض عليها ولم يرحم ضعفها وتوسلاتها .
تركت افكاري المشتتة في الكافتيريا وعدنا الى غرفة صديقتي لنجد زوجها يقف على باب الغرفة وعلامات الندم تبدو واضحة على وجهه كان يقف وكانه قد تلقى صدمة عنيفة مذهولا منبهرا لا ادري ما هي حالته بالضبط ولكنني لم اكن مهتمة به كل ما كنت اريده هو ان انقض عليه واقتلع عيناه من مكانهما ولكنني اكتفيت بان رميته بنظرة قاتلة اضطرته الى ان يشيح بوجه عني لكي لا تلتقي نظراتي بنظراته دخلت غرفة صديقتي لاجد الطبيبة واقفة هناك تتحدث الى صديقتي التي يبدو انها استيقظت ونحن في الكافتيريا كانت تستمع الى الطبيبة وهي تبكي وعندما شاهدتني اقف على باب الغرفة رفعت يداها الي في دعوة صريحة لاضمها الى صدري لم اتوانى عن الاقتراب منها وضمها بقوة الى صدري لتتشبث بصدري وتبكي عليه بحرقة وهي تردد انا بريئة والله بريئة كانت تبكي عذابا مدفونا منذ زمن وكبتا عاشت فيه طوال حياتها التفت الى الطبيبة لاسالها عما كانت تقوله لها فاخبرتني انا ووالدتها بانها فعلا بريئة وان كل ما حصل هو مجرد سوء فهم من زوجها الذي اعتقد للحظة انها ليست عذراء ولكنها في الحقيقة عذراء اكثر من اي فتاة اخرى ولكن شاءت الاقدار ان يكون غشائها مطاطيا !!! كان الوجوم يخيم على وجه والدتها وزوجها الذي دخل الى الغرفة دون ان ندري وهو يستمع إلى كلام الطبيبة .

يبدو انه قد ارتكب بحق زوجته البريئة خطا كبير لن يستطيع يوما اصلاحه هو اختار الطريق الاسهل وظن بها السوء لانه يدرك انها في داخله انسانة بريئة ولكن الجهل كان قد اعمى بصيرته فظن بها السوء وتجاهل الحقيقة التي يعلمها تماما فهو انسان متعلم ومثقف ولكنها اختار طريق الشك في تلك المخلوقة البريئة ربما هو في داخله يدرك تلك الحقيقة المرة لكن الامر بالنسبة اليه كان يشبه الحياة أوالموت فهو فضل ان يلقي باللوم عليها ويصب عليها ضعفه وعجزه عن فض ذلك الغشاء المطاطي ليستعملها ككبش فداء ويرمي عليها فشله لكي لا تكون رجولته على المحك ويقال له كلمة (يا عيب الشوم شو كنك ما قدرت) .

كنت استمع الى الطبيبة وانا افكر بان ذلك الغشاء ضمان للرجل اكثر من المراة فهو بوجوده يتاكد من ان الفتاة التي ارتبط بها لم تخطأ من قبله ومن حقه ان يكون اول رجل في حياة حبيبته وزوجته ووالدة اطفاله .. لا احد منا ينكر هذه الحقيقة ولكن الا يدرك هؤلاء الرجال ان الفتاة يمكن ان تكون قد صالت وجالت قبله مع العديد من الرجال الى ان وصلت الى محطته فقررت الاستراحة فيها فاجرت لنفسها عملية بسيطة لتعود عذراء كما كانت !! اعتقد ان العذرية لا تعتمد على وجود تلك التعويذة اعتقد ان اخلاقها وتربيتها وقناعاتها هي الاهم بالاضافة الى بكارتها . فلو كانت صديقتي كما كان يقول عنها غير شريفة وقامت بترقيع بكارتها هل كان سيكون راضيا بان يبدأ حياته معها بكذبة كبيرة مثل هذه الكذبة ؟؟ الن يكون ذلك خذلانا منها له في أول مطب من مطبات الحياة؟

لعلمها بانه سيرفض الزواج بمن فقدت اغلى ما تملك؟ كانت تلك التساؤلات ترد على بالي وانا أقف هناك اضم صديقتي الحبيبة بين ذراعي وهي تبكي وتنوح على تلك الحالة التي وصلت اليها في بداية حياتها الزوجية فجاة طلبت مني ان اساعدها على الجلوس في السرير وطلبت من الجميع في الغرفة المغادرة باستثنائي انا وزوجها ارادت والدتها الاعتراض ولكنها رمقتها بنظرة صارمة لم اتعودها منها وكانها تخبرها انه لا يحق لك الاعتراض نفذي وكفى !! خرجت والدتها والطبيبة والممرضة التي كانت تقف في الغرفة وبقيت انا وزوجها في الغرفة معها جلست هناك صامتة اراقبها وهي ترمقه بنظرات قاتلة كان هناك شيء غامض في صديقتي لم اعتد ان اراه في عينيها وكانه بريق عزيمة وقوة كانت لا تنفك ترمقه من راسه الى اخمص قدميه بنظرات محتقرة ومشمئزة وكانها تستغرب اعجابها به يوما وموافقتها على الارتباط به .
رايته يقترب من سريرها ويركع على ركبتيه فجاة ويمسك بيدها ويضمها الى قلبه ويطلب منها ان تسامحه على ما ارتكبته يداه بحقها كانت صامتة لا تنبس ببنت شفة كان يردد لها عبارة واحدة يرجوها فيها ان تسامحه وتغفر له ذلك الخطأ الرهيب وان تعفو عنه لانه لم يتمهل وقرر ان يحكم عليها قبل ان يعطيها الفرصة لتدافع عن نفسها لكنها لم تكن تنظر اليه كانت تنظر الي وحدي وتستجدي مني المساعدة !! لم ارد ان اتدخل في الموضوع على الاطلاق اريدها ان تتصرف بما يمليه عليها عقلها وان تتحلى ببعض الشجاعة ولو لمرة واحدة في حياتها فاكتفيت بالنظر والمراقبة ، حينها فهمت المقصد من صمتي وقالت له انهض ارجوك لا داعي لان تمثل علي دور المسكين الضعيف من يراك بالامس لن يفهم تصرفاتك اليوم بالامس كنت محتدا وغاضبا وتتهمني بابشع التهم واليوم تجلس امامي تطلب من العفو والمسامحة !! لا اعلم صراحة ان كنت قادرة على مسامحتك وهل اضمك الى قلبي وأخذك بالأحضان و أغفر و أسامح أم أقوم بقتلك بلا رحمة لأخذ بثأري منك لا اعلم صراحة ماالذي اريده منك ؟؟ فأنت بالنسبة لي الآن مثل القماشة التي تركت تحت الشمس طويلاً، فغابت بهجة ألوانها، وغاب حتى وقع ملمسها الحقيقى، ولم تعد اكثر من شىء كان، وما أكثر الناس التى كانت دعني وشاني لبضعة ايام بعدها ساقرر ماذا سافعل ...!!!

كنت اريد للحظة وانا اسمعها تتحدث اليه ان اعترض على قرارها هذا ولكنني كتمت اعتراضي ولم اتدخل بينهما لعلمي بانها ستتصرف التصرف الصحيح ولكني بيني وبين نفسي كنت اريدها ان تصفعه او حتى تضربه وتقذفه بعبارات السباب والشتم كما اهانها وشتمها ولكنني تفاجئت بردة فعلها وبرود اعصابها فآثرت الصمت وخرجت من الغرفة وتركتهما لوحدهما لم تمضي بضع دقائق حتى رايته خارجا من غرفتها وهو يطاطأ راسه ذليلا وخائبا فعدت مسرعة الى غرفتها لاجدها تبكي بصمت جلست الى جوارها وامسكت بيديها لأهدأ من روعها واواسيها كانت تبكي بحرقة شديدة كما لم تبكي من قبل لم ارد ان امنعها من البكاء فهو قد يريحيها ويخفف عنها الماً تعانيه روحها الحزينة .

بقيت في المستشفى ثلاثة ايام بعدها غادرت الى منزلها ولكنني كنت ازورها يوميا واجلس معها لنتحدث في مواضيع شتى كانت تعود الى طبيعتها شيئا فشيئا وهذا ما كنت سعيدة به وراضية عنه اذ يبدو انها قررت ان تكون قوية وان لا تستسلم لما حدث معها ..

في اخر زيارة لي لها طلبت مني ان اخرج انا وهي لتناول القهوة في الخارج وفعلا خرجنا الى المقهى ووصلت الى المقهى الذي نجلس فيه دائما لاجدها جالسة هناك في انتظاري لمحت في عينيها بريقا لم ادري كيف اصفه او افسره ولكنني قررت ان اتمهل قبل الحكم عليها وان استمع لما ستقوله جلسنا لنشرب القهوة ونتحدث في مواضيع شتى ولكنني كنت اشعر بانها تخفي عني شيئا ما لم ارد ان اسالها انا كنت اريدها ان تتحدث من تلقاء نفسها كعادتها وفعلا هذا ما حدث ولكنني لم اتوقع ان تفاجئني بذلك الخبر الذي وقع علي كالصاعقة فاجاتني بقرارها لا بل استطيع القول انها صدمتني كثيرا لم اصدق اذناي وهي تخبرني بانها تريد العودة الى زوجها !!! بعد كل ما فعله معها وارتكبه بحقها تريد ان تعود اليه من فرط الصدمة لم اشعر بانني قد استوعبت ما قالته لي ؟؟ اهي مجنونة ؟؟ هل تقصد ما قالته لي فعلا ؟؟ تريد ان تعود اليه رغم كل ما فعله معها ؟؟ تريد العودة اليه بعد الفضيحة التي سببها لها لقد اصبحت سيرتها على كل شفة ولسان الكل يتحدث في قصتها وما جرى لها وهي تريد ان تعود اليه !!! اخذت تنظر لي وهي تقول اعلم انك مستغربة وانك تفاجئت بهذا القرار ولكن ما باليد حيلة صدقيني فهل اطلب الطلاق مثلا وانا لم ابدا حياتي معه بعد ؟ هل اتركه ليقول الناس بانه قد طلقني لانه اكتشف بانني لم اكن عذراء ام ابقى معه لاقطع كل الالسنة التي ستبدا بالطعن في وفي شرفي وكرامتي ؟؟ اخبريني انتِ اذا كنت تملكين حلا غير الرجوع اليه اخبريني به وانا لن اتوانى عن تنفيذه كنت استمع اليها وانا مغيبة عنها قد يكون كلامها منطقي ولكنني لا اريدها ان تستسلم لهذا الواقع المر وتغفر له شكه بها وبشرفها وحياتهما التي لم تبدا بعد.
عدت انظر اليها لاجدها تبكي بصمت امامي !! رق قلبي لها وكم وودت ان اخفف عنها واضمها الي ولكنني لم ارد ان اكون جزءا من ذلك القرار ابدا لم ارد ان ادعمها في تصرفٍ سيجلب لها التعاسة طوال حياتها فرجوعها اليه سيكون بمثابة الاقرار له ولغيره بان من حق كل رجل ان يشك في زوجته الى ان يحصل على دليل براءتها الذي لن يستطيع الحصول اليه الا بعد ان يفض بكارتها واذا لم يكن الرجل الاول في حياتها فمعنى هذا انها انسانة ساقطة ويجب قتلها ثأرا لشرفه وكرامته الجريحة فالمرأة لاحق لها في نفسها وهي عندما تحمل اسم احدهم تصبح ملك له .
هممت بالرد عليها لاجدها تقاطعني وتقول لي ارجوك دعيني اكمل كلامي فما حصل معي ليس بالشيء الجديد فهو يحصل يوميا وسيحصل للعديد من بعدي فعذرية الفتاة مشكلة تاريخية وقضية إجتماعية حتى ان هناك مجتمعات تواجهها بالدماء فهي تساوى الحياة بالنسبة للفتاة ومن دونها سيكون الموت مصيرها .. انا كنت ارى نظرات الاستغراب في عينيك عندما كنا نتحدث عن الجنس انا كنت اعترض على الخوض في مثل هذه التفاصيل لا لشيء ولا لأني انسانة معقدة لا تعرف شيئا عن هذا الموضوع ولكنني كنت اعتقد اعتقادا راسخا بان الجنس أكبر من كونه علاقة جنسية بين رجل وإمرأة، وأكبر من سرير يضم جسدين، وأوسع من نشاط جسدى حميم وعلاقات ميكانيكية من إحتكاك ودخول وخروج وإفرازات وإرتعاشات وإنقباضات، مفهوم الجنس يشمل مفهومي عن جسدي وعن شكله وشعوره عندما امارسه مع احدهم فهو يمثل وضعيتي وهويتي للارتباط باحدهم فهو شئ طبيعي وصحي فى تكويننا وسلوكنا الإنساني، وهو ليس مرضاً أو عورة أو جريمة على الاطلاق فهو بالنهاية سبب اساسي لوجودنا في هذه الحياة وجزء لا يتجزأ من حياتنا، وإنكاره لا يجدى ولن يجدى، ولن ينفى وجوده صدقيني كانت تتحدث لي من بين دموعها التي تعكس عمق المها وجرحها من زوجها الذي تصرف معها بسلوك بهيمى وغريزة حيوانية وشهوة منحطة استباحها لنفسه وكانت هي ضحيتها .

كنت افكر وهي تتحدث الي بانها لن تنسى ما دامت على قيد الحياة ما حدث معها ولكن يبدو انها قررت ان تشيع تلك الذكرى من مخيلتها وتعيشها وجعاً .. أو فقداً .. أو حتى ذكــرى كنت متفاجئة من فكرها العميق هذا لم تخبرني يوما بافكارها تلك ولم اتوقع انا شخصيا ان يكون لديها ذلك الفكر العميق فبادرتها قائلة إنسييييه إذن و أنظري للحياة فهي امامك ولا داعي ان تعودي اليه ابدا .

نظرت الي من بين دموعها مستغربة تقول انساه ؟؟ شعرت وكأنني صفعتها على وجهها بكلماتي تلك و كيف لي أن أعيش الحياة من بعد هذه التجربة المخيفة ؟؟ كيف اواجه السنة الناس ونظرات الاستجان في اعينهم ؟؟ كيف اهرب منه ومن فعلته معي كيف اتركه وهو من كنت عارية بين يديه وهو من قبلني اول قبلة لي لا بل هو اول رجل يلمس جسدي انا لم اخبرك بعد بالذي حصل بيننا ولم اكن ساخبر اي احد بما جرى بيننا ولكنني ساخبرك الان فبعد ان وصلنا الى بيتنا كنت اشعر بانني لا استطيع ان اكون معه او ان ادعه يلمسني كنت خائفة منه لا بل مرعوبة كل ما فكرت فيه هو العودة الى بيتنا او الاتصال بك لتاتي وتكوني معي لكنني لم استطع فهو كان في قمة سعادته ينظر الي بنظرات غريبة لا افهمها لم يرمقني احد بها طوال عمري شعرت للحظة بانه سينقض علي ليلتهمني كنت اشعر بانه جائع ولكنني لم افهم سر جوعه هذا الا بعد ان امسكني من كتفي وبدا بتقبيلي على جبيني وكتفي وعنقي واذني عندها فهمت سر نظراته تلك وانه يريدني ان اكون له لوحده بعدها سحبني الى غرفة نومنا واخذ يعريني من ثيابي وانا اقف هناك مذهولة منه ومن سرعته ولم اعي به الا وهو يحملني ويضعني على السرير وهو لا يتوقف عن تقبيلي كنت عاجزة عن التجاوب معه فانا خائفة وهو لم يفهم خوفي هذا لا بل لم يهتم به كل ما كان يريده هو ان ينالني باي وسيلة وكانني ساهرب منه !!! لم يتوقف عن تقبيلي ولو لدقيقة حتى انني شعرت بان عنقي قد تشنج من كثره الضغط الذي يمارسه علي لم اكن قادرة ان اطلب منه ان يتوقف وان يرحمني فهو غارق في نشوته وانا لم افهم سبب سرعته تلك ولا طريقته الفظة في تقبيلي ولمسي حتى عندما انحنى فوقي كنت لا ازال مذهولة منه فانا توقعت ان يكون لينا متفهما وصبورا ولكنه فاجئني بتصرفاته . كانت تتحدث وهي تبكي بصوت عال في المقهى الذي بدأ الكل فيه ينظر الينا ويتهامس علينا لكنني لم ارد ان اقاطعها او انهرها لتتوقف وتركتها تتابع حديثها من بين دموعها فهي بحاجة ماسة ان تتحدث وانا لن امنعها على الاطلاق من ان تبثني احزانها وجراحها فتركتها تتابع حديثها وهي تبكي وتنوح فتابعت قائلة لي بعدها شعرت به يتمدد فوقي عاريا وصوت انفاسه الحارة يهمس في اذني بانه يحبني ويعشقني وانه لا يصدق انني معه الان لكنني كنت اشعر بانني حزينة عليه فعلا كنت حزينة فهو يحبني وانا لا استطيع ان اتجاوب معه فهو لا يعطيني اي فرصة لكي اتفوه بكلمة او آتي باي حركة فهو يمسك بي بقوة تكاد تحطمني لا بل تقتلني لم افهمه وافهم تصرفاته فانا زوجته ومستعدة للتجاوب معه ولكن ليس بتلك الطريقة التي هو عليها كنت اتوقع ان يكون لقائنا مع بعضنا مختلفا فالجنس قبل قبل أن تكون إلتحام جسدي هو إلتحام ولقاء لغوى وكلامى مع الطرف الآخر، ولذلك كنت متفاجئة منه ومن اسلوبه فرغم خطوبتنا القصيرة الا انني لم اكن اتخيله بانه فظ وقاسي كما كان عليه كنت ممدة تحته أبكي و اتألم بشدة لكنه لم ينتبه الي ولم يرحم دموعي وتؤهاتي كنت ابكي لانني عاجزة عن الاسترخاء معه والسماح له بأن يتمم عملية الاتصال بيننا كنت اشعر انني في محنة حقيقية فانا ممدة هناك في انتظار ان يبتعد عني ويرحمني من ذلك الالم الذي اعانيه فهو يحاول ان يدفعني للتجاوب معه بعنف وبقسوة لا تعرف الرحمة حتى عندما حاول ان يفض بكارتي كنت عاجزة ان استرخي او ان اسمح له ان يفعل ذلك ولهذا كنت ممدة هناك في انتظار ان يرحمني ويبتعد عني ويدعني وشأني فاليأس اصابني حتى انني كنت اتمنى في تلك اللحظة ان اصرخ واقول ايها الياس اترى؟ اتسمع كلماتي ؟ اتسمع دقات قلبي التي اعتصرها الالم ارحمني وابتعد عني ولكن دون فائدة فانا كنت كمن يلقى به في النيران وما ان تهدأ تلك النيران قليلا حتى يقذف بها في الثلوج ثم تعود للاشتعال من جديد ....أستمرت معاناتي معه بدون بصيص امل للنجاة الى ان بدأ فجاة بضربي واهانتي اعتقادا منه بانني قد خدعته وبانني انسانة منحطة وغير شريفة ولم اشعر بنفسي الا وهو يجرني الى منزل والدتي وهو يضربني ويتهمني بابشع التهم بعدها استيقظت لاجد نفسي في المستشفى معك كنت استمع اليها وانا احاول تخيل حجم الالم الذي عانته في تلك الليلة وافكر هل ستتمكن يوما من طرد تلك الذكريات المريرة ؟؟؟ هل ستتمكن يوما من تجاوز تلك المرحلة ؟؟ فهو قد تركها بعد تلك الليلة مهشمة ومحطمة وفيها بلايين الطعنات والاوجاع التي لا ادري ان كانت قادرة على تجاوزها ومسامحته عليها ؟؟ !!

عدت انظر اليها وهي تحاول كفكفة دموعها لاقول لها بعد كل ما اخبرتني به وبعد كل ما مررت به الا زلت تريدين العودة اليه ؟؟ اعتقد انك عليك ان تنزعيه من ذاكرتك وتكملي طريقك بدونه فالعذاب الذي اذاقه لك ستعيشين سجينة له طوال حياتك سيبقى جرحا كبيرا في ذاكرتك تكابديينه في كل مرة يحاول فيها لمسك او تقبيلك او حتى الاقتراب منك معه لانه اول من طعن انوثتك وسلبك سعادتك لا بك وشكك فيها !!!

قد يكون الحق معك هكذا اجابتني فأنا اتارجح بين خيبة الامل فى زوجى و رثائي لنفسي التي وعلى غفلة مني اعجبت به لا بل تصورت انني احبه ومستعدة لان اعيش معه بقية عمري ولكنها احلامي البائسة التي رسمت لي دربا مؤلما لن استطيع يوما مواجهته او انكاره فثمّة أشياء لايغير الوقت من وقوعها الحاد بل ربّما جعلها أكثر حدّة ومرارة وانا قررت اليوم ان اعود اليه لا لأني ضعيفة ولا لاني خائفة ولكن كل ما في الامر هو انني قد قررت ان ادخل في محاولة جادة لكي انسى تلك الليلة بكل عذاباتها وجراحها ساعيش حياتي الجديدة معه دون دموع واحزان وذكريات مؤلمة ساحاول معه مجددا عله يستطيع هذه المرة سماع صوتي ومخاطبة احاسيسي في حكايتنا الجديدة التي لا اعرف شكلها لكنني قررت ان اتخلى عن مساحة القلق في داخلي والخوف المسيطر على روحي واحلامي فليسَ هُناك بعد اليوم بالنسبة لي ما هو أجمل ولا أقرب ولا أتعس ، هُناك فقط : أنا وهو ونحن فقط من سيمنح الأشياء ملامِحُها وأسمائها وألوانها ....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى