الأحد ٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم
يا حبيبتي بغداد
عذراً بغداد ياحبيبتيفلاحول ولاقوة لي سوى أبيات شعرأنثرها عليك كالأرزوأرويها بدمعيفإني وأدت في فراتك عروبةًوصلبت في دجلتك حلاَّجاً…عذراً بغداد ياحبيبتيياأجمل عروسرسمت بسمتها بريشتيولوَّنت أحمر شفتيها بدميثم هجرت فراشها ليلة زفاف…عذراً بغداد ياحبيبتيفإني طردتُ الفيْء من ظفائر نخيلكِومسحتُ آثار ابن بطُّوطة من فَلاتكِوتمرَّدتُ على جود حاتمٍ بين كفَّيْكِوخذلتُ بريقَ حسام المعتصمِ في عينيكِ…عذراً بغداد ياحبيبتيياغجريَّتيإن هزْج خلاخلك يغتالُ سمْعيوياملِيحَتيأماحان لناظمٍ وقتُ صلاة…؟عذراً بغداد ياحبيبتيياإلهة العلمِ ومكَّة الشعراءخبِّريني عن المتنبِّي وأبي نوَّاسوالرَّشيدَ والليالي الملاحوالخنساء فأنا مولع بالرِّثاء…عذراً بغداد ياحبيبتيولتقرِّي عينا أيتها الشرِّيفة الطاهرةفإني ضاجعت على فراشك عاهرةًواستسلمت لنزوات الغروب...عذراً بغداد ياحبيبتيفإني كنت آخر من صافح يد ابن مقلةوعليًّا والأبناءوزرعت الشَّمس في وجنتيكفامنحيني شهادة ميلاد…عذراً بغداد ياحبيبتييامرضعة الحضارةفمنذ أسريت اليك منذ آلاف السنينوغبار تاريخك بصدري عالقودم عروقك بقلبي نابض …سأعود اليك ليلة لأعلن توبتيوألقي بصكوك الغفران وأسجد بالحسنينعلى الأرض الرافضة للدَّوران تحت قدميك.ياحبيبتي يامرضعتيلاتذْهليفأنتِ العراقُ وكلُّنا في عشقكِ حلاَّج…