الجمعة ٨ آب (أغسطس) ٢٠١٤
مجرد فكرة عابرة
بقلم فراس حج محمد

رحلة البحث عن الملايين!

أيها الناسُ تفكروا، وانظروا لتروا أننا جميعا قد وقعنا في ورطة، وورطة كبيرة! فمنذ أن أطلقت جوليا بطرس أغنيتها المليونية (افتراضا) "وين الملايين" والناس كل الناس تردد بأعلى صوتها "وين الملايين"، حتى غدا الجميع يحفظها عن ظهر قلب، وكأنها ترنيمة الوجع الفلسطيني الأبديّ المجيد، فاللبنانيون، والأردنيون، والعراقيون، والسودانيون، والمصريون، والليبيون (أصحاب الأغنية)، ناهيك عن الفلسطينيين!

إن ما يزيد حيرتي حقا أن الأغنية عمل فني عربي خالص؛ كتبت لفلسطين خلال انتفاضة الحجارة (الانتفاضة الأولى) ومن كتب كلماتها هو الشاعر الليبي (علي الكيلاني)، وصدحت بها مغنية لبنانية، يعني أنهم من العرب، فصدحت بها ملايين حناجر العرب، ولكن ماذا صنعوا حقيقة غير الترديد؟ حيرة السؤال لم تزل على حالها لم تجد سبيل هدايتها إلى الآن!

رأيتُ أن الكل يبحث عن "الملايين"، وهم هم أنفسهم هؤلاء الملايين، ولكنهم لم يكونوا لينتبهوا لعددهم ومليونياتهم، حتى نحن الفلسطينيين أين نحن بستة ملايين شخص، لماذا لم نتجمهر ونظهر، لنجيب عن السؤال القوميّ المر "وين الملايين"؟
والأدهى والأمر أن كل العرب يستغيثون بالعرب، والشعراء العرب يستنهضون العرب، والعرب تقرأ ما كتبه العرب، ولكن يبقى سؤال جوليا بطرس "وين ملايين" العرب؟ فأين ملايين العرب؟

أخشى أن ينالنا من وصف المعري نصيب عندما قال:

لقد ناديت لو أسمعت حيا
ولكن لا حياة لمن تــنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت
ولكن أنتَ تنفخ في رمادي

ومع كل ذلك ملاييننا تحفظ ولا تعي أنها مقصودة بكلّ ذلك، كأن الشعراء كتبوا لأناس لم يأتوا بعد، لتستمر رحلة البحث عن الملايين، فمتى ستجد الملايين نفسها؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى