الأربعاء ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم مارسيل خيو

عيونك شاردة تبحث عن شيء عند الأفق

طاولة حزينة في مقهى بحري...

فناجين قهوة لم تمس ...

رياح الخريف تصهل بمرارة....

وصوت البحر لحن كئيب ....

عيونك شاردة ... تبحث عن شئ ما عند الأفق

أبعد من الأفق..

وعيوني تبحث عنك ...أنت الجالس أمامي ولا تجدك

وسحائب دخانك تملأ الهواء أمامي .. ثم تتبعثر

وسيجارتك تحترق بصمت....

وأنا الأخرى أحترق بصمت

مثل فراشة ترقص حول النار

أبقى أرقص وأدور حولك إلى أن أشم رائحة احتراق عظامي...

ثم أتحول إلى دخان..... وأتلاشى ..

وعيونك ما تزال شاردة... وشفاهك صامتة...

أين أنت... بمن تفكر....

ما وراء صمتك...

لما الصمت ... تحدث... أعشق حديثك...

أعشق الكلمات تخرج من شفتيك إلهية اللحن

إلهية الصدى...

تحدث ... أعشق صوتك ..فيه رنين أجراس الكنائس القديمة...

لما الصمت.... وعيونك قد قالت كل شئ....

أعرف ما تخفي في أعماقك....

شعرت به منذ بدأت عيناك تشرد عند الأفق ..

أعرف أنني لم أعد حبيبتك....

أعرف أنك سترحل وتتركني مثل ميناء قديم هجرته كل السفن....

أعرف أنك ستتركني للوحدة تأكل أيامي القادمة يوم بعد يوم..

إنني سأقضي العمر أجتر ذكريات الماضي ...ماضيك الجميل

أعرف أنه في الغد ستكون معك فتاة أخرى .... وستأتي بها إلى هنا....

إلى هذه الطاولة التي عاشت قصة حبنا لحظة بلحظة....

وأنها ستجلس على المقعد ذاته الذي أصبح جزء من كياني.....

ستقول لها أنك تحبها ..وأنها الأولى في حياتك

وأنك لن تنساها أبداً

وستروي لها الكثير من أكاذيبك الرائعة.....

ستتكلم وفي عينيك تلك النظرة الساحرة...

وستصدقك... لابد لها أن تصدق.... وستسمع المزيد والمزيد من أكاذيبك الرائعة....

وستحلم بك كثيراً .... بعينيك

وستعشق كلماتك ...وصوتك ...

ولكنها ستجلس هنا في يوم خريفي....

عيونها تبحث عنك ولا تجدك...

وعيونك شاردة.. تبحث عن شئ ما عند الأفق

أبعد من الأفق...

وسيجارتك تحترق بصمت ....

وهي الأخرى تحترق بصمت ....مثل فراشة

شيئاً فشيئاً تتحول إلى دخان....ثم تتلاشى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى