الثلاثاء ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
قاسم والي،عصيُّ على التفكيك،

كقصيدةٍ في آخرِ الضوء (1)..

هــاتف بشبــوش

مشحونا ومتقداً، متوتراً وأسيراً، هكذا أجد نفسي حينما أتوغل في جوراسيات قاسم والي الشعرية، التي يتحاشى فيها القافية، والتي هي موضوعة بحثنا في ديوانه( قراطيس بألوان راية)، حيث أنني تناولتُ نثرياته الجميلة وتركتُ المقفّاة للمختصين، إنطلاقا من أنّ كبار الشعراء ورموز الشعر العالمي والعربي ( والت وايتمان، عزرا باوند، أدونيس، سعدي يوسف، محمد الماغوط) قد ركلوا القصيدة البيتية وبلا رجعة، علاوة على إرتفاع راية النثر وغزارة إنتاجها ونوعيتها في الأطار العالمي، إضافة الى العديد من فطاحل الحداثة الذين دأبوا على تنقية الشعر من الأكليشيهات البالية ونقدهم لكل ماهو موروث من التقاليد، ووضعه في خانة وجوب التغيير، حتى في المراسيم المقدسة لجنازة الميت . وبين هذي وتلك أنا أحترم كل الخيارات البوحية الناجمة من صميم القريحة الشعرية لدى الشعراء قاطبة .

عند الأطلاع على جماليات نصوص قاسم والي، وبعد كل صورة شعرية متوازنة وغنية بكلّ مايريده القارئ،أرى بأنني لا أحتمل ماسوف يأتي من وراء ذلك الأرتباك الذي يصيبني من جراء الدهشة والأعجاب. قاسم يطير بجناحين، جناح القدرة اللغوية الفصيحة وجناح التخيل في صنع الفكرة المدهشة، مما جعله طائراً فحلا في فضاء الشعر. قاسم والي بعيد عن الذاتية التي تؤدي بالنتيجة الى اللاجدوى في رسم الصورة الحقيقية للشعر ووجدانيته، وإذا ماجاءت الذاتيه في نصوصه مرغماً عليها لامحبا، فأنه يتحدث فيها عن هو، انا، نحن، كما في قصيدة والت وايتمان الشاعر الأمريكي الشهير (أغنية عن نفسي) التي يقول فيها (أنا والت وايتمان / في سني السابعة والثلاثين / وفي صحةٍ تامة / أنني أسير جنبا الى جنب / مع رؤياي / أنا شغوف بنفسي / أنا والت وايتمن / الكوكب / إبن مانهاتن، متمرد، بدين، حسي، أأكل، أشرب وأفشل / إنزعوا الأقفال عن الأبواب /هنا من الآن فصاعدا / لم يعد يهمني أي شئ / أنا موجود / كما انا وهذا كافٍ).... من مجموعة أوراق العشب (1819ـ 1855) التي تُرجمت من قبل الشاعر الشيوعي الكبير سعدي يوسف . الشاعر قاسم حينما ينغمر في اللحظة الحاضرة فأنه ينغمر دائما، فما يحدث الآن يحدث دائما، وهذه الآن والهنا، تأتي وتذهب كل يوم . حينما أحدق بنصوصه، أراهُ كأنهُ يمشي الهوينى في رياضه الخلاّبة الخاصة به والتي سقاها من صميم قلبه . له عجائبه، رؤاه المذهلة، يستطرد بشكل سحري، وألغازه طريةُّ لاترهقنا البته، أنهُ شاعر الأناقة .

أرى في شعره إيعازات تدعو الى تجاوز الواقع، تجاوز الأسهابات والأطنابات، كما وأنّ الأستعارة والمجاز يشكلان كلاً من الماء والدم في جسم قصيدته التي لها إيقاعها اللفظي الذي يرن في آذاننا . أنها ليست تلك النصوص التي تنتمي الى سوق الخردة الشعرية، ولذلك لايمكن لها أنْ تسقط في يومٍ ما، أو أنْ تصبح أطلالاً وأنقاضا لاتباع ولاتشترى .

الشعرُ لدى قاسم، كأنه يأتي من لسانِ رسول، وماعدا ذلك كلها كلمات يمكن لنا أنْ نأتي بالبديل عنها، يمكن لنا تصريفها وتأويلها حسبما نشاء، الشعر لديه هو آخر مايمكن لنا أنْ نقوم بفك شيفرته وتعريفه للآخرين، ولايمكن لنا أن نطلق إسم الشعر على أية قطعة نراها ونقرأها، الشعرُ موهبة عصية ولايمكن لكل من أعلن فصاحته يستطيع أنْ يحترف الشعر، كما وأنّ الشعر هو كلمات ملحّنة وأكثر التعريفات الأخرى ميتافيزيقية وعرضة للدحض، ولذا جاء النص الأول من الديوان(الشعرُ آخرُ التعاريف) للدلالة على مانقول.....

القليلُ من الحروف
الكثيرُ من البهجة
قوسُ المنجل
دائرةُ العجلة
صليب المطرقة
التوهج للتغلب على الحلكة المعقدة بالبساطةِ الأليفةِ
الكأسُ الفطرية...
هبةُ الآلهة
صالحة للمأدبة
لمواصلة التراتيل
لتحريك ألسنة الرسل

النص أعلاه هو بداية مدخل الديوان والذي سبقه تعليق جميل للدكتور الناقد حسين سرمك، نص جاء بمفرده قبل أنْ نبدأ بنصوص القراطيس، في النص نرى هناك خلطة من كلمات دلاليّة وأخرى مادية، الدلاليّة( القليل من الحروف، الكثير من البهجة، التوهج، هبة الآلهة)، هي لتوسعة الذهنية لدى الفرد، وجعلها تصب في مايسير اليه مصير البشر المجهول، والمادية( قوس المنجل، صليب المطرقة، الكأس) . الدلالية والمادية تجتمع كلها كمصدر قوة لشعار الفرد والمجتمع، وهذه القوة تسير على إمتداد الطريق الذي رسمه كازانتزاكيس، طريق المسيح ولينين، طريق السماء والارض الذي يجمع بين الحرية والعدالة في روايته الشهيرة( المسيح يصلبُ من جديد) . كل هذه تجتمع لصناعة آخر التعاريف (النشيد الشعري) الذي ينطقه نبي الشعر، لأثارة الحماسة في الملاحم والبطولات كما في الأوديسة والألياذة .
ثم يبدأ الشاعر بعد النص الأول أعلاه بقراطيسه الأربع، وأولها قراطيسه الحمر نص (عودة تموز من العالم العلوي)، نص يجبرنا على أنْ نلتفت برقابنا جيدا الى المعنى والتركيبة المذهلة، حيث أنّ المفروض تموز تعود من العالم السفلي، لكنّ هذا هو حال الشعراء في نقلاتهم المدهشة وتحفيزهم كي نحدّق في النص وندقق في المبتغى منه . لنرّ ماذا يقول في إحمرار القرطاس المنقوع بدم التأريخ الماضي، على أرضٍ لم ترّ غير القتل الدوري على إمتداد الأزمنة التي تناكفت فيها الأعراب ثم الأحزاب والطوائف والقبائل والزمر، التي شكلت واقعا مريضا لم نشفَ منه حتى اليوم ........

ماعادت الأحلام والأصنام تستهويه ..أصبح كافراً جداً
ليصبحَ مسلما
لاتربكوه بداية الخطوات يخطوها
على جانبيه تشتبكُ القرى وقبائلُ الفقراء صارت
محزما
مترنحاً يمشي سيسقطُ ربما..لكنهُ سيقومُ تسقط (رّبما)

في زمن الكنيسة كانت تقرع الأجراس، ومن بعدها أهتدت زمرة صارخة في مأذنة الفنار المطلّة على ضفاف الجهل والغباء، فأدت الى ظهور الكثير من الأفكار المشاكسة والمضادة والتي إتخذت من العقل كمسار أساسي في إبداعاتها .
يسير الشاعر،ولايهمه من الأمر شئ، إذ تتولّد الكثير من الأمكنة التي تتوهج حال إتقاد الذهن المشغول بفلسفة الحياة وأحلامها، يخطو عبر فصائل البشر والأمصار التي أصبحت سوراً مانعاً،يحول دون أعانة الشاعر على الفضفضة التي ترّيح النفس الشاعرية الملهاة، فيلجأ حينها للتجديف، سواء إنْ كان مرغماً أو مخيراً، على طريقة علي الوردي الذي إتهم بالزندقة بسبب إنتقاده طقوسا دينية معينة، يؤديها الفقراء في مجتمعٍ ينخر فيه الجهل حد اللعنة، وهذا هو الأيمان بعينه (لاتلم الكافر في هذا الزمن الكافر/ فالجوع ابو الكفار/ مولاي! انا في صف الجوع الكافر/ مادام الصف الاخر يسجد من ثقل الأوزار ..... مظفر النواب).

ورغم كل ذلك يبقى الشاعر على سجيته مترنحاً، مسترخيا بين الشعاب المختلفة التي يقطعها على مضض، هنا نستطيع أنْ نشم في النص رائحة الحداثة الحقيقية التي تتلاعب معنا بين شطري البيت الواحد، حيث أننا نجد أنفسنا في حالة إرتباك تام ومدخل الى الدهشة مرتين في آنٍ واحد، ( مترنحاً يمشي سيسقطُ ربما) هنا جملة ثبوتية وإنْ كانت غير مؤكدة بحكم نهايتها بربما، لكننا في الشطر الثاني نجد النفي من السقوط ( لكنه سيقوم تسقطُ ربما)، والذي جاء بلغة فنية ولغوية رائعة، وذلك بسقوط ربما التي قالها في الشطر الأول، هذا يعني أنه سيظلّ واقفا كما السنديان، فهذا الشطر خطّهُ الشاعر بمثابة حوازير شعرية، وقد أبدع وتوفق في ذلك . الشاعر لايتمشدقُ باليقين، يعلنها صراحة وبلا مواربة، لاتغرّه الحياة ولاتستهويه بكل تفاصيلها، ولذلك جاء النص ( الى من يهمهُ الأمر) ليعلن عن ماهيات الشاعر ودواخله الحقيقية .....

لاأريدُ أموالكم ولا جاهكم ولاشفاعتكم أمام الله
كبائري وصغائري.. أتحملها منفرداً
شبعتُ حياة أيضا فلاترهبوني منذ اللحظة
كجدّي أشربُ ماءَ النهر
وأتناولُ التمر
فهو لم يمت إلا عندما ماتَ
كانت حياتهُ حافلةً
لقد أعقبَ أبي

أشد مايمقته اليابانيون هو أنْ يكونوا بصحبة سائق وحارس شخصي وكثيرا ماترى الأغنياء يتنكرون كفقراء أنهم يكرهون الأوليجاركية، وهنا نرى الشاعر قاسم يفتخر بحياته على هذه الشاكلة، لايحب الشفاعة (كبائري وصغائري أتحملها منفردا) هذا يعني أنّ الأنسان هو سيد الكون المطاع، وسيد نفسه، كما وأنّ ثنائية الخير والشر تأتي من صنع الأنسان لا من الله، وهناك من التعابير التي تجعل من المبدع أنْ لايعتبر نفسه مخلوقا بل خالقاً . الشاعر قاسم لايحب الدنانير التي يضيع بين أوراقها الشرف الرفيع، مثلما ضاع عن سياسيينا الذين يدّعون الورع والتديّن وسرقوا أموالنا دفعةً واحدة، سرقات لم تحصل مثلها على يد العلمانيين ولا الملاحدة في تأريخ العراق الحديث والقديم ، إنهم يجسدون تلك الحكاية الظريفة (هناك دجاجة لدى صاحبها تبيض كل يوم بيضة ذهب، ففكر في أنْ يذبح الدجاجة ويأخذ الذهب مرةً واحدة )،أنه الطمع والجشع، الذي جعل من اللحى السياسية أنُ تكون على هذه الخطى البشعة.

الشاعر قاسم والي يجسد بأنّ هناك حالتين من الشعر لدى العرب هما الأخطل والجرير وهما يمثلان المال والثراء، ومن ثم عروة بن الورد والشنفري اللذان يمثلان الفقر والفقراء، وشاعرنا قاسم على خطى النخيل الباسق ومايعطيه من ثمرٍ لديمومة الحياة على بساطِ ريحها الذي يحمله متأرجحا بين الحياة والموت، فالنزعُ يأتي مرةً واحدة، فلاداعٍ أنْ يموت المرء الفَ ميتةٍ في اليوم، يمشي بخطواته لوحده راسخا كما محمود درويش( مـا دمتُ ـ أنا ـ معي .. أنا لستُ وحدي .. وإن حارتْ خُـطاي) . أنه يتحدث عن الأرهاب وفقه الأرهاب الذي بات اليوم يعطي الأدلّة والبراهين على السماحةِ في قتل البشر إعتمادا على ماجاء في الواحهم المقدسة التي لايمكن لنا مناقشتها أمام محكمة العقل. رغم ذلك نرى قاسم يعدو ولايغض الطرف عن ماهو خاطئ يعيق حالة التغيير في التقادم، ولذلك قال في الشذرة أدناه من نفس النص ..... .

أجسادنا الملقاة بلاترتيبٍ على مائدةِ الشركات
لن إستعطفَ الرفاقَ والآيات َوشيوخَ القبائل
فقلوبُهم الوجِلة ُتترقبُ الأنقضاض
يستطيعون أنْ يؤجلو فرحنَا
ولكنهم لنْ يغتالوا أحلامَنا

تنمو الحياة وتذبل حسب شجاعتنا، ولذلك، الأحلام لايمكن لها أنْ تموت عند سريرة النفس الكونية، أنها لاتُرتجى من الأولياء، أنها الوطن المنشود على مر العصور، أنها الأرض التي تزحف لها القبائل والطوائف، أنها التي تؤرق أدمغة الفتية اللذين لايردعهم وازع في سبيل نيل المستقبل الزاهر،وتطبيق ماتقوله الأحلام، (الأنسان اله حين يحلم ولايكاد يكون شحاذا حين يفكر .. هولدرين)، ولذلك الشاعر راحَ يقول لنا في الأسطرأدناه من نفس النص ...

الفتياتُ والفتيانُ
سيشتبكون هنا غداً
كاشتباك العمائم والعقلُ والصلعاتُ اللامعةِ اليومَ
المستقبلُ لمن يتبقى مناّ
وسأكون على حق
ليس أبو العلاء على أيةِ حال

ستكون هناك الكثير من نظريات الجدل، صراع بين القديم والحديث، صراع بين العمائم وطاقية الشمس لدى الرجال والنساء عند السواحل العارية، بين لحية داعشيٍ قذر، وبين لحية جون لينون، بين الدشاديش القصيرة التي تكشفُ قبحهم، وبين المني جوب فوق أفخاذ ناستاسيا كنيسكي، بين اللطم على الصدور وبين نهدي نعومي كامبل، كل ذلك الصراع سينتهي عند بوابة المستقبل الداروينية (البقاء للأصلح، مقولة مشهورة للفيلسوف وعالم الأجتماع الأنكليزي هربرت سبنسر التي تبناها داروين من بعده في نظرية ...أصل الأنواع في الأختبار الطبيعي...أو نظرية النشوء والأرتقاء ) . الشاعر يقول ذلك دون إعلان اليقين الذي يؤدي الى بوابة أبي العلاء المعري في نبوءاته، لكن صميمه وهواجسه يهمسان في أذنيه بأن ّالأمم ستستغني عن الأكسباير لامحال، وبالتالي لايصح الاّ الصحيح، ولذلك كتب الشاعر تحفته أدناه في النص الجميل( هواجس).....

سأتغافلُ عن المحيطِ
المحيط الصاخب بالربيع المسلفن
سأهتمُّ فقط بخريفنا الساخن
لنْ أعرّج على مصراته
فهي بعيدةُّ بما يكفي عن مضاربِ طوائفنا
لن أهتمّ بدّوار اللؤلؤة
فالملكُ والرعيّةُ يبلونَ بلاءً حسناً

السخرية والتهكم، يطغيان على النص، إستهجان للأنظمة الرجعية العربية وما أصابها من الربيع العربي الذي أطاح بالعروش، لكنه ربيعُ (مسلفن) أي أنه مُصدّر لنا من الأمبريالية القذرة، سخرية جاءت على غرار ماقاله سعدي يوسف ( الدجاجُ، وحده، سيقول : ربيعٌ عربي/ هل خلَتِ الساحةُ من طفلٍ ؟/ أعني هل خلت الساحةُ من شخصٍ يقول الحقَّ صُراحاً ؟/ أيّ ربيعٍ عربيّ هذا ؟/ نعرف تماماً أن أمراً صدرَ من دائرة أميركيّة معيّنةٍ / الفيسبوك يقود الثورة في بلدانٍ لا يملك الناس فيها أن يشتروا خبزَهم اليوميّ !) أنه ربيع لايمكن لنا أنْ نفتخر به، بم تتباهى الأمم، وهل يفتخر العراق بخلاصه من صدام المجرم على أيدي عتاة الأمبريالية، أم نفتخر بكلام المدلّسين الذين يرون أنّ الله سخر أمريكا لكي يتخلّص العراقيون من أقوى طاغية على مرّ العصور . في آخر الشذرة يقدم لنا الشاعر مايثير إشمئزازه من سوءات العرب وملوكهم،الملوك الذين لديهم النساء الحسناوات مثل الحساب المصرفي . ثم يسترسل الشاعر في بوحه فيكشف لنا دمامل السلفيّة وعفونة أفعالهم كما في الشذرة أدناه..............

لم تعد تثيرني مشاهدةُ جلساتِ مجلس الشعب المصري
ولا آذانُ النائبِ السلفي لصلاةِ العصرِ

من الغريب أنْ يكابر المرء للأحتفاظ بأشياء وعلاقات لن تجلب له سوى الأسى، هو يصر للأحتفاظ بعلاقة فاشلة لأنه خائف من قدسية المكان، فمن الأفضل أنْ يبقى وحيداً على أمل إيجاد علاقة جديدة تمنحهُ الحب والأستمرار والأنعتاق من كل ماهو قادر على الترهيب . الشاعر قاسم لم يعد يكترث بترهات الأصوات المُلحّنة والمموسقة بشكل يثير القيئ، ولا بتلك الاستعراضات المنغلقة على نفسها قبل أكثر من الف عام،التي ولّت وسحقت تحت مطارق المدنيّة المصرية، تحت ضربات مايريده العصر الحالي الذي لايمكن له الرجوع القهقري.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع في الجزء(2)

هــاتف بشبــوش

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى