الأحد ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم فوزيّة الشّطّي

أربعينيّة الشّاعر الفلسطينيّ سميح القاسم

1- سميح القاسم: الولادةُ والنّشأةُ والرّحيل:

سميح القاسم: فلسطينيّ يحمل الجنسيّة الإسرائيليّة، يُصنَّف ديموغرافيّا ضمن "عرب 1948"، ينتمي مذهبيّا إلى الطّائفة الدّرزيّة.والدُه: محمد القاسم آل حسين"، كان ضابطا في قوّة الحدود الإنجليزيّة،والدتُه: هناء شحادة محمد فيّاض، تزوّج "نوال سلمان حسين" في تمّوز 1977، ولهما من الأولاد أربعةٌ : وطن، وضاح، عمر، ياسر.
أقبل سميح القاسم على الدّنيا يوم 11 ماي 1939 بــــ "الزّرقاء" ، بدأ مسيرتَه الدّراسيّةمنذ 1945في المدرسة الابتدائيّة "اللاّتين" بــ "الرّامة" ، واصل تعليمَه الثّانويّ في "النّاصرة" ، نال شهادةَ الثّانويّة سنةَ 1957ليسافر إثر ذلك إلى الاتّحاد السّوفياتيّ حيث درس سنة واحدة الفلسفةَ والاقتصاد واللّغة الروسيّة.

ينتمي شاعرُنا الرّاحلُ إلى الطّائفة الدّرزيّة من الشّعب الفلسطينيّ. و"الدّروز" أو "الموحّدون" أو "بنو معروف" هم عرب ينتشرون بين سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، كانوا قبل النّكبة يشكّلون طائفة موحّدة متواصلة فيما بينها، صاروا بعدها في عزلة داخليّا وخارجيّا. وهم الآن يعدّون حواليْ 100 ألف درزيّ حامل للجنسيّة الإسرائيليّة. ويمثّلون فرقة دينيّة إسلاميّةانشقّتْ عن الإسماعيليّة، اغتنتْ بالفلسفات الفارسيّة والهنديّة واليونانيّة، تُعرَّف بكونها باطنيّة .نشأ المذهبُ الدّرزيّ بمصر أثناء خلافة الحاكم بأمر اللّه الفاطميّ [386-411هـ/996-1021م] بفضل الدّاعيتيْن: حمزة بن عليّ بن أحمد (صوفيّ فارسيّ) ومحمّد بن إسماعيل الدّرزيّ.يحظى النّبيُّ "شعيب" بمكانة خاصّة عند الدّروز، فهو الرّمزُ الّذي يوحّد أبناءَ الطّائفة على اختلافاتهم العقائديّة والسّياسيّة.

بين [1949-1955] خدم بعضُ الفلسطينيّين الدّروز كمتطوّعين في صفوف "جيش الاحتلال الإسرائيليّ". وفي تمّوز/جويلية1954 فرضت سلطةُ الاحتلال التّجنيدَ الإلزاميّ على جميع الشّبّان العرب [الخدمة العسكريّة مفروضة قانونا على كلّ حامل للجنسيّة الإسرائيليّة]. ثمّ عُدّل هذا القانون في1956.05.03 ليقتصر على الشّبّان الدّروز بموجب اتّفاق مع "قيادة الطّائفة الدّرزيّة"، وهي قيادة دينيّة تمتلك من وفرة السّلطة ما يُتيح لها التّحكّمَ بمصير "المعروفيّين" رغم المعارضة النّامية تدريجيّا [من ذلك حركةُ "أنا أرفض" الرّافضة للتّجنيد الإلزاميّ].

حملُ جنسيّة المحتلّ والانخراطُ في الخدمة العسكريّة والمشاركةُ الميدانيّة في قتال العرب لم يحمِ أراضي الدّروز من المصادرة لأنّهم، كباقي الفلسطينييّن، "أغيارٌ" لا يهود. والإيديولوجيا الصّهيونيّةُ عنصريّة شوفينيّة صريحة.
في هذا الباب يُحسَب لسميح القاسم أنّه كان أوّلَ شابّ درزيّ يتمرّد على قانون التّجنيد الإلزاميّ الّذي فرضه الاحتلالُ الصّهيونيّ على الفلسطينيّين الدّروز.وأسّسحركة "الشّبّان الدّروز الأحرار" في أواخر الخمسينيّات لمناهضة السّياسة الإسرائيليّة إزاء العرب. فكان بذلك نموذجااتّبع خطاه كثيرون من أبناء طائفته.

عمل سميح القاسم معلّما في المدارس الابتدائيّة العربيّة، لكنّ وزيرَ المعارف الإسرائيليّ أمرَ بطرده على خلفيّة مواقفه المناهضة لإسرائيل. اِشتغل عاملا في المنطقة الصّناعيّة بحيفا، لكنّ الاستخبارات الإسرائيليّة ضيّقت عليه حتّى طُرد من العمل.عملمفتّشا في دائرة التّنظيم المدنيّ بالنّاصرة، لكنّه استقال من منصبه هذا احتجاجا على التّلاعب ومصادرة الأراضي العربيّة. ثمّ اقتحم ميدانَ الصّحافة الّذي أطال فيه المقامَ.

نرصدُ من مسيرته الصّحفيّة هذه المحطّاتِ الرّئيسةَ:
 أسّسمجلّة "كلُّ العرب" بالنّاصرة وكان رئيسَ تحريرها الفخريّ،
 تولّى تحرير مجلّة "الغد"،
 كان أمين عامّ مجلّة "الجديد"ثمّ رئس تحريرَها،
 عمل سكرتيرا لتحرير جريدة "الاتّحاد" في حيفا،

 رَئس تحريرَ مجلّة "هذا العالم" [هاعولامهازيه] الإسرائيليّة اليساريّة الّتي أصدرها المعارض الإسرائيليّ "أوري آفنيري" في "تلّ أبيب" عام 1966،

 أسّس سنة 1973منشورات "عربسك" في حيفا مع الكاتب عصام خوري،
 أدار "المؤسّسة الشّعبيّة للفنون" في حيفا،
 شغل منصبَ رئيسِ "اتّحاد الكتّاب العرب في إسرائيل" و"الاتّحاد العامّ للكتّاب العرب الفلسطينيّين" منذ تأسيسهما في فلسطين،

 رئس تحريرَ المجلّةَ الفصليّة الثّقافيّة "إضاءات" الّتي أصدرها مع الكاتب نبيه القاسم،
غيّب الموتُ شاعرَنا يوم الثّلاثاء19 أوت 2014 عن عمر يناهز 75 عاما بعد صراع مرير طيلة ثلاث سنوات مع سرطان الكبد وبعد عدّة أيّام من العناية المركّزة في مستشفى "صفد".

وكان الرّاحلُ قد ناجى الموتَ في رثائيّته المطوّلة "خُذني معك" لتوأمه الشّعريّ "محمود درويش"الّتي ألقاها في 10 آب/سبتمبر 2008. وممّا جاء فيها:

"ولولاَ اعتصامِي بحبلٍ من اللّه يدنُو سريعا ولكنْ ببطءٍ،
لَكنتُ زَجرتُكَ: خُذْني معكْ".
وكان كثيرا ما رثى الذّاتَ وأبّنها. من ذلك قولُه الشّهير:
"أنا لا أحبّكَ يا موتُ..لكنّي لا أخافكْ.
وأُدركُ أنّسريريكَ جسميورُوحي لحافكْ.
وأُدركُ أنّي تضيقُ عليّ ضفافُك.
أنا لا أحبّكَ يا موتُ..لكنّي لا أخافكْ".
وسخر من المرض الخبيث الّذي احتلّ الجسدَ المنهَك من ذلك قولُه:
"اِشْربْ فِنجانَ قَهوتكَ، يا مرضَ السّرطان،
كيْ أقرأَ بَـخْتَكَ بالفِنجانِ".

وكان وصف عزاءَه في كلمةسجّلها بصوته وأُذيعتْ يومَ جنازته، جاء فيها: "ويومَ تغادر روحي فضائي لشيء يسمّونه الموت أرجو ألاّ تغادرَ الابتسامةُ وجهي.." ومنها قولُه أيضا: "أشكرُمَن قدم لتشييع جثماني.. ولكلّ الّذين أتاحوا لي رفعي على أكتافهم وأولئك الّذين حملوا أكاليلَ الورد.. ماذا أقول؟ وجاءوا لتكريم شخصي الضّعيف لهذه الجنازة.. ألا عظّم اللّهُ أجرَكم أجمعين..".

2- سميح القاسم والسّياسة:

عاصر الرّاحلُ أغلبَ محطّات النّكبة، منذ قيام الكيان الصّهيونيّ [14 ماي 1948] إلى نكسة حزيران/جوان 1967 المدمِّرة الصّادِمة إلى المجازر المختلفة الّتي نُكب بها الشّعبُ الفلسطينيّ [منها: صبرا وشاتيلا أيلول/سبتمبر1982، محرقتا غزّة: ديسمبر 2008- يناير/جانفي2009 ثمّ يوليو/جويلية2014...].فانفعل بها وتفاعل معها أدبا وممارسة سياسيّة.ولكونه من "عرب 1948" فقد التزم، طوعا أو كَرها، بالنّضال فوق أرض وطنه التّاريخيّة المحتلّة «قابضا على جمر التّشبّث بالأرض والعِرض» كما يقولُ عنه العديدُ من مناصريه ومن أبناء طائفته.

بدأ نشاطَه السّياسيّ مبكّرا ضمن "الحزب الشّيوعيّ الإسرائيليّ" [راكاح] الّذي ضمّ في صفوفه عددا من الفلسطينيّين خاصّة منهم "عرب 1948" [إميل حبيبي، محمود درويش، توفيق زياد، توفيق طوبي، إميل توما...].لكنّه اُضطرّ إلى تقديم استقالته من صفوف الحزب. وقد علّل ذلك لاحقا بالخلاف الّذي نشأ في الاتّحاد السّوفييتيّ مع بعض رفاقه اليهود أثناء مشاركتهمفي أحد المؤتمرات هناك. عند العودة رغب القاسمُ في الكتابة عن هذه الأزمة في جريدة "الاتّحاد" [لسان الجزب الشّيوعيّ الإسرائيليّ] كي ينقل موقفَه علنا إلى أعضاء الحزب في "إسرائيل". فمُورس عليه ضغطٌ قاس لمنعه من مجرّد طرح المسألة للنّقاش. رغم الاستقالةِ الاختياريّة [أو الفصلِ الإجباريّ] لم يبتعد القاسمُ عن الفكر الشّيوعيّ ولا عن الخطّ الثّوريّ ولم يتنكّر يوما لتجربته الحزبيّة تلك.

القاسمُ من مؤسّسي "الجبهة الدّيمقراطيّة للسّلام والمساواة"، وهي تنظيمٌ سياسيّ عربيّ - يهوديّ، تأسّس في النّاصرة عام 1974 بواسطة ائتلاف رباعيّ ضمّ: "الحزب الشّيوعيّ" و"رابطة الجامعيّين ومعلّمي المدارس الثّانويّة" و"لجنة التّجّار والحرفيّين وأصحاب المصالح الخاصّة" و"لجنة الطّلاّب الجامعيّين من أبناء النّاصرة".

كثيرةٌ هي التّهم الّتي لاحقت الرّاحلَ. أهمّها اتّهامُه بالتّطبيع مع العدوّ:سياسيّا [الانخراط في حزب صهيونيّ] واجتماعيّا [الانتماء إلى المؤسّسات الاجتماعيّة الإسرائيليّة] وشعريّا [ كان رثى في إحدى افتتاحيّات "كلُّ العرب" جنودا صهاينة سقطتْ مروحيّتهم]. واتُّهم بمساندة الطّغاة العرب لكونه سكت عن المجزرة المنسوبة إلى النّظامِ السّوريّ وإلى المليشيات اللّبنانيّة اليمينيّة ضدّ "مخيّم تلّ الزّعتر" الواقع شرقَ بيروت خلال الحرب الأهليّة اللّبنانيّة يومَ 12 أغسطس/أوت 1976.دارتْ في هذا المخيّم الّذي يحتضن آلاف اللاّجئين الفلسطينيّين والّذي اُعتُبر قاعدة خلفيّة لمنظّمة التّحرير، اشتباكاتٌ دمويّة عنيفة بين مسلّحي الفصائل الفلسطينيّة وقوّات اليمين اللّبنانيّ المسيحيّ.ثمّ حُوصر المخيّمُوقُصِفحواليْ 52 يوما حتّى جاع النّاسُ واستسلموا وقبلوا المغادرة. ويُروى أنّ المخيّم أُمطر بـ 55 ألف قذيفة سوّته أرضا. وظلّ بعد المذبحة خاليا إلى يومنا هذا .

زار القاسمُ الرّئيسَ السّوريّ الرّاحل في سوريا، وخصّه بالمديح حيّا ثمّ بالرّثاء ميتا واصفا إيّاه بـ "أسد العروبة". فنُسبتْ إليه الصّفةُ- الشّبهةُ "شاعرُ بلاط". وزار سوريا للقاء "بشّار الأسد" يومَ 19 نوفمبر/تشرين الثّاني 2000.
لكنْ لم تُعرَف لشاعرنا مواقفُ تحيد عن الفكر التّقدّميّ ولا عن الخطّ القوميّ العروبيّ ولا عن المقاومة المسلّحة الرّامية إلى استعادة حقوق شعبه. وكانت القصيدةُ سلاحَه الأصلبَ في وجه "عدوّ الشّمس" وفي وجه كلّ متّهِم.
تمسّك الرّاحلُ بانتماء "عرب 1948" إلى الحضارة العربيّة الإسلاميّة. وآمن بأنّ بقاءَ 150 ألف فلسطينيّ زمنَ النّكبة على أرضهم رافضين كلّ محاولات التّرحيل واقتلاع الجذور كان أقوى أثرا من الجيوش العربيّة مجتمعة. واليومَ تضخّم العددُ ليبلغ مليونا ونصف تعتبرهم سلطةُ الاحتلال «همّها الأوّل والقنبلة الدّيموغرافيّة السّرطانيّة في جسد الدّولة العبريّة»حسب تعبير القاسم.

بسبب مواقفه السّياسيّة المدافعةِ عن الحقّ العربيّ في فلسطين والمتمرّدةِ على سلطة الكيان العنصريّ العسكريّ: طُرِد من عمله مرّات، تعرّض إلى أكثرَ من تهديد بالقتل في الوطن وخارجه، ارتاد عديدَ السّجون والمعتقلات الصّهيونيّة، وُضع رهنَ الإقامة الجبريّة، أُقصِيت نصوصُه من مناهج التّعليم داخل الكيان...

3- سميح القاسم مبدعا:

بعد تجربة صحفيّة ثريّة متنوّعة، تفرّغ القاسمُ إلى العمل الأدبيّ.

وقد حظي الرّاحلُ بألقاب عدّة تمدح إبداعَه وتحيّي مواقفَه: منها [فارسُ الشّعراء، سيّدُ القلاع الثّلاث: الشّعر والتّاريخ والوطنيّة، شاعرُ المقاومة الفلسطينيّة، الشّاعرُ المؤرّخ، شاعرُ الخطابة، شاعرُ العروبة بلا منازع وبلا نقاش وبلا جدل، شاعر العرب الأكبر، سيّد الأبجديّة، أبو وطن، أبو الرّجال، الشّاعر القدّيس، قيثارة فلسطين، متنبّي فلسطين،مغنّي الرّبابة وشاعرُ الشّمس، الشّاعرُ المبدع المتجدّد دائما والمتطوّر أبدا، هوميروس من الصّحراء...].

  هو شاعرٌ مُكثِر فصيح بليغ تشتعل نصوصُه أسلوباخَطابيّاونفَساحماسيّا.نَشر أُولى مجموعاته الشّعريّة "مواكبُ الشّمس" منذ 1958. ثمّ توالت الأعمالُ الشّعريّة غزيرة. امتازت مدوّنتُه الشّعريّة بالمطوّلات الملحميّة [الّتي نحت لها اسما خاصّا: سَربيّة/سربيّات] الّتي تستلهم من الأساطير والميثولوجيا الكنعانيّة والسّوريّة بقدر ما تحاور النّصّين القرآنيّ والتّوراتيّ. وهي مدوّنة تلتصق بالوقائع التّاريخيّة الجمْعيّة بقدر ما تستثمر التّفاصيلَ اليوميّة تحت نير الاحتلال. فتجاوبَ في أشعاره حداءُ التّغريبة الفلسطينيّة مع موسيقى الملاحم الكونيّة تجاوبا "قاسميّا".

من مجموعاته الشّعريّة نذكر: "سقوط الأقنعة" 1969، "الموت الكبير" 1972، "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم" 1976، "أحبّك كما يشتهي الموت" 1980، "قرابينُ" 1983، "سأخرج من صورتي ذات يوم" 2000،... وغيرها كثير.
  ألّف عمليْن مسرحييّن: "قرقاش" و"المغتصبة ومسرحيّاتٌ أخرى"..

 في السّرد القصصيّ ترك ثلاثةَ أعمال: "إلى الجحيم أيّها اللّيلكُ" عامَ1977، "الصّورةُ الأخيرة في الألبوم"عامَ1980:حكايةٌ وضعتِ الكيانَ الصّهيونيّ العسكريّ المتغوّل يواجه صورتَه الدّمويّة في مرآة الذّات وفي مرآة الآخر، "ملعقةُ سمّ صغيرة ثلاثَ مرّات يوميّا" (حكاية أوتوبيوغرافيّة) 2011،.

 في مجال البحث ألّف:"مطالع من أنطولوجيا الشّعر الفلسطينيّ في ألف عام": بحثٌ وتوثيق، حيفا 1990،
 في النّقد ألّف "عن الموقف والفنّ" الصّادر عن دار العودة ببيروت 1970،
 كتب سيرته الذّاتيّة: "إنّها مجرّدُ منفضة" الصّادرة في نوفمبر 2011،
 في التّوثيق كتب: "الكتابُ الأسود- يومُ الأرض" بالاشتراك مع صليبا خميس عامَ 1976، "الكتابُ الأسود- المؤتمر المحظور" عامَ 1981 بالاشتراك مع المؤرّخ والسّياسيّ الفلسطينيّ إميل توما..

 ترجم عن العبريّة حكاية شعريّة للكاتب الألمانيّ برتولدبريشت "أولادٌ في حملة خلاص" عام 2010،
 كانت له مع محمود درويش مراسلاتٌ أدبيّة حملت عنوانَ: "كتاباتُ شطريْ البرتقالة"، نشرتها جريدةُ "الاتّحاد" في الثّمانينات.

 تُرجمت له قصائدُ عديدةٌ إلى الإنجليزيّة والفرنسيّة والتّركيّة والرّوسيّة والألمانيّة واليابانيّة والإسبانيّة واليونانيّة والإيطاليّة والتّشيكيّة والفارسيّة والعبريّة...

 أصدرإجمالا حواليْ70 مؤلَّفا موزّعا بين الشّعر والقَصّ والمسرح والسّيرة والمقالة والتّرجمة..
 نال القاسمُ عدّةَ جوائز أدبيّة، نُحصي منها: "جائزة غار الشّعر" الإسبانيّة، جائزتان من فرنسا عن مختاراته الّتي ترجمها إلى الفرنسيّة الكاتبُ والشّاعرُ المغربيّ "عبد اللّطيف اللّعبي"، "جائزة البابطين" من الكويت، "وسام القدس للثّقافة" [ناله مرّتين] من الرّئيس الفلسطينيّ الرّاحل ياسر عرفات، "جائزة نجيب محفوظ" من مصر، "جائزة الشّعر" من فلسطين، "جائزة السّلام" من "واحة السّلام" بمدينة "اللّد" .

 نال القاسمُ حظوة عند النّقّاد والباحثين. كُتبت فيه نصّا وإنسانا مقالاتٌ عدّة. ومن الأعمال الأكاديميّة نذكر الرّسالة الجامعيّة "شعر سميح القاسم بين الموقف الإيديولوجيّ والتّشكيل الجماليّ" الّتي أنجزها محمّد أبو جحجوح عام 2002. أمّا الحظوة الأعظمُ فكانت لدى القرّاء العرب الّذين ردّدوا أشعاره الحماسيّة مكتوبة كانت أو ملقاة أو مغنّاة.
خيرُ ما نختم به جزءا من قصيدة رائعة أعتبرها "أمّة برأسها" وأراها توقظ الأملَ السّاكن الخفيّ في الإنسان منّا:

«تَقدّمُوا
تَقدّمُوا
كلُّ سماء فوقكم جهنّمُ
وكلُّأرض تحتكم جهنّمُ
تَقدمُّوا
يموت منّا الطّفلُ والشّيخُ
ولا يستسلمُ
وتسقط الأمُّ على أبنائها القتلَى
ولا تستسلمُ
تَقدّمُوا
تَقدّمُوا
بناقلاتِ جندكمْ
وراجماتِ حقدكمْ
وهَدِّدُوا
وشَرِّدُوا
ويَتِّمُوا
وهَدِّمُوا
لن تَكسِرُوا أعماقَنا
لن تَهزمُوا أشواقَنا
نحن القضاءُ المبرمُ
تَقدّمُوا
تَقدّمُوا...»

المــــــــــــــراجــــــــــــــــــــع:

  سميح القاسم: "ديوان سميح القاسم"، دار العودة، بيروت، 1987.

  العرب، العدد: 9658، بتاريخ: 2014.08.24، "سميح القاسم بين إنصاف النّقّاد وغضب الشّعوب":
http://www.alarabonline.org/?id=31187

  سميح القاسم، ويكيبيديا:

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%85%D9%8A

  سعاد قطناني: "سميح القاسم اكتمال الغياب واشتعال الذّاكرة"، القدس العربيّ، 2014.08.25:
http://www.alquds.co.uk/?p=211698

  جمعة ناجي: "سميح القاسم... رحيل في غبار غزّة"، رأي اليوم، 2014.08.25:
http://www.raialyoum.com/?p=142373

  زاد نيوز: سميح القاسم ايقونة الإبداع والمقاومة"، 27 آب/أوت 2014:
http://www.zadnews.com/ar_page.php?
id=121dfb8y18997176Y121dfb8&cat_id=16#sthash.2R6CrVtX.dpbs

  فخري صالح: "سميح القاسم آخر شعراء المقاومة في فلسطين"، الحياة، 12 آب/أوت 2014:
http://alhayat.com/Articles/4227314/%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AD-
  عادل الأسطة: "سميح القاسم: وداعا آخر شعراء المقاومة"، شاشة نيوز، 2014.08.24:

http://www.shasha.ps/more/112019#.U_5Zcvl5NHU

  محمّد شاهين: "سميح القاسم: شاعر صمود ومقاومة" (ملفّ خاصّ)، مجلّة العربيّ، العدد: 652، 3/2013:
http://www.alarabimag.com/Article.asp?ART=12109&ID=292

  موقع الحزب الشّيوعيّ المصريّ: "رثاء الحزب للمناضل الشّيوعيّ الفلسطينيّ الشّاعر الكبير سميح القاسم"، 2014.08.24:
http://cpegypt.com/2014/08/24/%D8%B1%D8%AB%D8%A7%D8%A1%D8%A7
  موقع: الجبهة الدّيمقراطيّة للسّلام والمساواة: "الحزب الشّيوعيّ و"الاتّحاد" ينعون الشّاعر العربيّ الفلسطينيّ الكبير سميح القاسم"، 20/8/2014:

http://www.aljabha.org/?i=86481
  موقع بكرا، محمد خطيب: "سميح القاسم يكشف أسرار تجميد نشاطه في الحزب الشّيوعيّ[الإسرائيليّ]"، 20/08/2014: http://www.bokra.net/Articles/1264895/%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AD_
  الأيّام، عادل الأسطة: "غزة وسربية سميح القاسم : أنا متأسّف"، 31 آب/أوت 2014:

http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=246356&Date
  بوّابة الوفد: "تأبين سميح القاسم فى المجلس الأعلى للثّقافة"،02 سبتمبر 2014:
http://www.alwafd.org/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-
  محيط: شبكة الإعلام العربيّة، شيماء فؤاد: "بالصور.. مثقّفو مصر في تأبين سميح القاسم: «الشّعراء لا يموتون»"، 2014.08.29:

http://moheet.com/2014/08/29/2130918/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B
  العربيّ الجديد، ناهد درباس: "هكذا أوْدعوا سميح القاسم جبلَ حيدر"، 21 أغسطس/أوت 2014:
http://www.alaraby.co.uk/culture/8f51bc3b-35bf-42cf-87da-715488ab3cb3
  العربيّ الجديد، حنّا أبو حنّا: "أخي سميح"، 21 أغسطس/أوت 2014:

http://www.alaraby.co.uk/culture/a21e3eab-31a3-4a69-9172-757477b38521
  العربيّ الجديد، طارق العربي: " الشّعر خلف متاريس المقاومة"، 20 أغسطس/أوت 2014:
http://www.alaraby.co.uk/culture/47e4361f-7fc5-4699-ad4a-31d3630ebb17
  العربيّ الجديد، علي أبو عجميّة: "سميح القاسم.. حيرة الشّعر والخطابة"، 20 أغسطس/أوت 2014:
http://www.alaraby.co.uk/culture/c6a4f92b-5155-4d90-97dc-6b42e73a7efe
  العربيّ الجديد، نضال برقان: "في وداع أبي محمّد الزّرقاوي"، 20 أغسطس/أوت 2014:
http://www.alaraby.co.uk/culture/828704cf-161a-4f08-9355-e60c65683ebd
  العربيّ الجديد، ناهد درباس: "سميح القاسم.. منتصب القامة يمضي"، 20 أغسطس/أوت 2014:
http://www.alaraby.co.uk/culture/1c2d907f-7ee6-465a-85cd-e69559e88867
  موقع هدفنا: "سميح القاسم وعلاقته بعرابة، سورية والحزب الشّيوعيّ: تاريخ لم يكتبه المؤرّخون بعد":
http://www.hadafna.net/full.php?ID=197&title=%D8%AD%D8%B5%D8%B1%
  الوفد، البوّابة الإلكترونيّة، نهلة نمر: "رحيل قيثارة فلسطين الأخيرة.. سميح القاسم وداعا"، 2014.08.26:
http://www.alwafd.org/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-
  الشّروق (المصريّة): سامح سامي: "سميــــــح القاسم.. روح المقاومة حين تزأر شعرًا"، 21 أغسطس 2014:
http://www.akhbarak.net/articles/16161589-9%80%D9%80%D9
  موقع: أخبارك: "جابر عصفور ينعي الشّاعر الفلسطينيّ سميح القاسم"، 21 أغسطس 2014:
http://www.akhbarak.net/articles/16157929-

  موقع فلسطين: "الأقلّيّات الفلسطينيّة في أراضي ١٩٤٨: قصّة الخدمة العسكريّة للدّروز، كانون الأوّل/ديسمبر 2010:
http://palestine.assafir.com/Article.aspx?ArticleID=1753
  مركز أبي الحسن الأشعريّ للدّراسات والبحوث العقديّة، طائفة "الدّروز" (المنشأ والاعتقاد)، إعداد الباحث منتصر الخطيب:
http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5832


مشاركة منتدى

  • عنوان هذا العمل هو "سميح القاسم: سيرة ذاتيّة وإبداعيّة" ألقيتُه ضمن لقاء جماعيّ احتفى بأربعينيّة الشّاعر الفلسطينيّ الرّاحل.
    شكرا على النّشر والعناية والتّدقيق.

  • شعراء المقاومة ( ستة) وهم يمثلون الشعر الفلسطيني الحديث :
    1. الفرع الأول: شعراء الثورة الفلسطينية في المنفى ): عزالدين المناصرة - معين بسيسو - وأحمد دحبور ... وهم الشعراء الذين تبنوا فلسفة التحرر الوطني والكفاح المسلح في ظل منظمة التحرير الفلسطينية منذ 1964.
    2. الفرع الثاني: شعراء المقامة في شمال فلسطين: محمود درويش- سميح القاسم- وتوفيق زياد... وهم الشعراء الذين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي يؤمن بشرعية دولة اسرائيل لأولا على أن يقوم الى جانها دولة فلسطينية مستقلة.... لكن محمود درويش انشق عن الحزب عام 1974 وانضم الى الثورة الفلسطينية.... الشاعر الوحيد من بين ( الشعراء الستة ) الذي حمل السلاح في المرحلة اللبنانية للثورة الفلسطينية هو ( الشاعر المناصرة ).

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى