الجمعة ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم خالد شوملي

ضَيِّقٌ مَنْفاكَ

ضَيِّقٌ مَنْفاكَ كَالْكَفَنِ
آهِ ما أغْلاهُ مِنْ ثَمَنِ
كُلُّ ما في الْكَوْنِ مِنْ ذَهَبٍ
لا يُضاهي تُرْبَةَ الْوَطَنِ
ويَقيني شَكُّ أسْئِلَةٍ
وَفُؤادي خَيْرُ مُمْتَحِنِ
أنا يا أُخْتاهُ تَغْمُرُني
لَوْعَةٌ وَالْقَلْبُ في شَجَنِ
كَمْ رِثاءٍ في قَصائدِنا
وَنَحيبٍ عاثَ في الْأُذُنِ
ها هيَ الْأوْطانُ قَدْ غَرِقَتْ
بِبِحارِ الْجَهْلِ وَالْفِتَنِ
أَبْحَرَتْ في طَيشِ زَوْبَعَةٍ
لَمْ تَصِلْ ميناءَها سُفُني
تَتَهاوى الآنَ أشْرِعَتي
في عِراقِ الْمَجْدِ وَالْيَمَنِ
وَدُموعُ الْقُدْسِ هادِرَةٌ
فَوْقَ خَدِّ الْعالَمِ الْخَشِنِ
وَمُروجُ الشّامِ بِئْرُ أسًى
تَرْتَدي ثَوْبًا مِنَ الْحَزَنِ
مِنْ مَعينِ الْعَيْنِ أَدْمُعُها
دَمُها الشّلّالُ في سَنَنِ
تونسُ الْخَضْراْءُ شاحِبَةٌ
وَحِصانُ الفَجْرِ بِالرَّسَنِ
طالَ لَيْلُ الظُّلْمِ في بَلَدي
وَصَباحُ الْعَدْلِ لَمْ يَبِنِ
أَنْجُمُ الْأحْلامِ غافِيَةٌ
وَعُيونُ الشَّمْسِ في وَسَنِ
أَيُّ حُلْمٍ سَوْفَ يَحْمِلُني
بُلْبُلًا حُرًّا إلى غُصُني
بَيْنَنا شَوْقٌ وذاكِرَةٌ
وَهَوىً في السِّرِّ وَالْعَلَنِ
حاضِرٌ في كُلِّ أُغْنِيَةٍ
عابِرُ التّاريخِ وَالزَّمَنِ
وَطَني إنْ عُدْتُ في كَفَني
سَتَدِبُّ الرّوحُ في الْبَدَنِ
وَطَني في الْمَجْدِ عِشْ أَبَدًا !
فأَنا لَوْلاكَ لَمْ أَكُنِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى