الأربعاء ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم كوكب دياب

اتّصالٌ مُريب

هو: .............................................

أشْــرَعـتُ بــابـي لـلـحَـياةِ مُـــذِ اتّـصـالِكْ
فــإذا الـحياةُ هـي الـطريقُ إلـى الـمهالكْ

لـمّـا عـزمـتِ عـلـى الـرحيلِ وقـلتِ لـي:
"تَـرِبَـتْ يـمـينُكَ فـلتسلِّمْ عَـنْ شِـمالِكْ"!

فَــرأيْـتُـنـي بـالـنّـقْـصِ أكــمِــلُ خَـيْـبَـتـي
مــا كـنْـتُ أدري أنَّ نَـقْـصيَ مِــنْ كـمالِكْ

أيُّ اتـــصـــالٍ بـــعــده يَـــهَــبُ الــحــيـاةَ
وَقَــدْ قـطـعْتِ بـالاتّـصالِ عُــرَى وِصـالكْ؟!

وغَـــدوتِ عَــنْ وَصْـلـيْ بِـشُـغْلٍ شـاغـلٍ
وَنـسيتِ كـمْ أشـغلْتُ نـفسيَ بِاشتغالكْ

وتــرَكـتِـنـي لــلـبُـعـدِ يُــغْــمِـدُ ســيــفَـهُ
فـي الـصَّدر حـيثُ الـقتلُ غَيْضٌ مِنْ قتالكْ

وذَبَـحْـتِـنـي بِــيَــديْ ومــــا لـــيَ حـيـلـةٌ
وكــأنَّ نَـصْـليَ كــانَ بـعْـضًا مِــنْ نِـصـالِكْ

فَـصَـرعْـتِـني وصــرعْـتِ كـــلَّ مـؤمَّـلـي..
يـــا لـيـتـني أغـلـقتُ بـابـي قـبـل ذلــكْ!

يـــا لـيـتَ شـعـري كـيـفَ أحْـيـا مـقـتلي
وأعـيشُ مَـوتيَ فـي اتّـصالكِ وانـفصالكْ؟!

آلـــمــوتُ والإحــيــاءُ فــــي آنٍ مــعًــا..!؟
مــا كـنـتُ أعــرفُ أنّ هــذا مــن فِـعـالِكْ!

فَــالـقـلـبُ يــنــبـضُ بــالــهَـلاكِ وَتِــيــنُـهُ
هــلاّ رأيـتِ سـوايَ فـي الأحْـياءِ هـالكْ!؟

ورضــيــتُ أن يــلـقـى فــــؤاديَ حَــتـفَـهُ
هــلْ ذا حــرامٌ وَهْـوَ يـصْدرُ عـن جَـلالِكْ!؟

مــــا عـــدتُ آبَـــهُ بــعـدَ مــوتـيَ راضــيًـا
إن كــان قـتـليَ مِــنْ حـرامِـك أو حـلالِـكْ

كــــم قــيــلَ إنّ الــمــوتَ مــــرٌّ طــعـمُـه
مــا كـنـتُ أعــرفُ طـعـمَه قـبل ارتـحالِكْ!

لَـــنْ يَـنْـفَعَ الـنّـسيانُ مَــنْ أَلِــفَ الـهـوى
أو مَـــسَّ ذِكْـــراهُ عَـــذابٌ مِـــنْ جـمـالِكْ

أنّــــى حــلـلْـتِ فــثَــمَّ قــلـبـيَ مــنْــزِلٌ
أوْ إن رحـلـتِ فـثـمَّ قـلـبيَ فــي رِحـالـكْ!

وإذا قَـــضَــيــتِ قَـــضَــيــتُ دونــــــكِ أوّلاً
إنْ لـــمْ يــكـنْ تَـــمَّ اغـتـيـالي بـاغـتيالكْ

وَكــــــأنّـــــنـــــا روحٌ إزا مـــــرآتِـــــهـــــا
فـــإذا نَــزَعْـتِ هــنـا نَـزَعْـتُ أنــا هـنـالكْ

أو أنّــنــي شــمــسٌ وأنــــتِ شـعـاعُـهـا
إن غــابَ ظـلُّـكِ غـابَ ظـلّيَ فـي ظـلالِكْ

أو أنّـــنـــي نــــــارٌ وأنــــــتِ قَـسـيـمُـهـا
وتــقـاسَـمَ الـشَّـطْـرَيْنِ رِضـــوانٌ ومــالِـكْ

فــلِـمَ الـرحـيـلُ وَكـــلُّ حـــالٍ مُـمْـكِنٌ..!؟
تــيـهـي دلالاً وابْــدلــي حــــالاً بِــحـالِـكْ

إن كـنـتِ بــي قــد ضِـقْتِ ذرعًـا فـارحلي
وَدَعـــي لِـطَـيـفي فُـسْـحَةً دومًــا بـبـالكْ

أو كـــنــتِ قـــــدْ أبـغـضْـتِـنـي فــعــزيـزةٌ
أو كــنــتِ قـــد أحـبـبـتِني فــأنـا كــذلـكْ

هي: ..............................................

كــمْ كـنـتَ دومًــا عــن جـوابـيَ سـائـلاً!
حـسْبُ اتّـصالي أنْ أجـابكَ عـنْ سـؤالِكْ:

لا يــلـتـقـي قـــمــرانِ فــــي دربٍ مــعًــا
بـلْ أيـنَ شمسيَ مِنْ مُحاقكَ أو هلالِكْ؟!

قــــدْ كـــان حــبُّـكَ شِــبْـهَ بَــحْـرٍ مــيِّـتٍ
لــــمْ تُــحْـيِـهِ يــومًــا بِـقِـيـلِـكَ أو بـقـالِـكْ

مــــا كــــلُّ بــحْــرٍ كـــانَ بــحـرًا زاخـــرًا..
فـانـظرْ لـبـحركِ كـيفَ يـغرقُ فـي رمـالكْ!

ألْــفَـيْـتُ قـلـبَـكَ فـــي رحــالـيَ صَــخْـرةً
أيــنَ الـذي كـنتَ ادّعـيتَ مـن اشـتعالِكْ؟

فَــبَــدلْـتُـهُ يـــومًـــا بــقــلْـبـيَ عَــلَّــنـي
ألـقَـى خِـلالـيَ فــي فـؤادِكَ مِـنْ خـلالِكْ

فـــإذا أنـــا غــيـرُ الـــذي فـــي أضـلـعـي
وإذا الــذي أبْـدلْـتُ لـيـسَ سِــوى مـثالِكْ

وكــفَـى حــديـثُ الـقـلـبِ حــيـنَ خَـبَـرْتُهُ
قَـدْ جـالَ فـيكَ وأنـتَ تَـرْسَخُ فـي مجالِكْ!

بَــــلْ كــــان مِــثْـلَـكَ لــيــسَ إلا صـــورةً
مــا عــادَ يـنـفعُ أنْ يـكونَ لـسانَ حـالِكْ!!

كـــم خــلْـتَ مـــا عــانـاهُ حُــبًّـا مُـبْـرَمًا..
مـــا كــان إلاّ بـعـضَ وهْــمٍ فــي خـيـالِكْ

مـــاذا تــريـد وقـــد هَــوى نـجـمُ الـصـباحِ
ومـالـتِ الـشمسُ الـوَحيدةُ عـن جـبالِكْ؟

وغَـــدَا الــظـلامُ يُــمِـدُّ فَــجْـرَكَ بـالـدجَى
والـكـوكـبُ الــدّرّيُّ شـبـهَ الـلـيلِ حـالـكْ؟

هــــل يـبـتـغي وصْـــلَ الـحـبـيبِ مـــودّعٌ
والــــدارُ والأقــــدارُ حــالــتْ دون ذلـــكْ؟

دنـــيــاكَ قـــــدْ ولّــــتْ وولّــــى زَيْــفُـهـا
أفَـتُـرجِـعُ الـدُّنـيـا زُيـــوفٌ مـــن دَلالِــكْ ؟!

بـــــل كــــلّ آتٍ، لا أبــــا لَــــكَ، راحــــلٌ
والـعـمـرُ دونَـــكَ رحــلـةٌ والــدَّرْبُ سـالـكْ

إنْ كــنـتَ قــدْ أشْـرَعـتَ بـابـكَ.. فَـهْـوَ ذا
نـفـسُ الـطـريقِ إلــى الـحـياة ولـلمهالكْ

فـانظرْ إلـى "مَنْ جاء" تعرفْ" مَنْ مضى":
فـالـحَيُّ جــاءَ مـسـجَّلاً بـاسـمِ الـهَـوالكْ

قَــلــبُ الـنـهـايـة فـــي الـبـدايـةِ نــابـضٌ
وســوى الـبـدايةِ لا يُـشـيرُ إلــى زوالــكْ!

مــــا زلــــتَ تــسـعـى لـلـحـياةِ مــغـادرًا
إنْ شــئْـتَ ذا أو إنْ أبــيـتَ فـأنـتَ هـالـكْ

فــانْـسَ الـحـيـاةَ مــتـى رجــوتَ سـعـادةً
لـــنْ تـشـتريْ حـلـوَ الـحـياةِ بِـحُـرِّ مـالِـكْ

فــالـمـرُّ يــركــدُ فــــي زُلالِـــكَ مُـزْمِـنًـا..
أيـــنَ الـحـيـاةُ وكـــلُّ مُــرٍّ فــيْ زُلالِــكْ؟!

والـعـمـرُ يـفـتِـكُ فـــي ضـلـوعـكَ مُـرْغَـمًا
وتَـشُـدُّ أيــديْ الـموتِ نَـحْرَكَ فـي حـبالِكْ

هــيَ ذي الـحـياةُ.. وَكــلُّ مَـا بَـدَأَ انـتهى
فـاصْـبِـرْ.. لَــعَـلَّ اللهَ يُــحـدِثُ بــعْـدَ ذلــكْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى