الأربعاء ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
عام يمضي وعام جديد يأتي
بقلم بسام عليان

والبهجة غائبة...!!

في وداع عام واستقبال عام جديد تكثر الأمنيات على الصعيدين الشخصي والعام.. وأول هذه الأمنيات أن يكون العام الجديد أفضل من سابقة، ومهما كان العام الماضي جميلا فإن الإنسان بفطرته يبحث عن السعادة ويجدد في نفسه الأمل بأن العام القادم سيكون أفضل.

ونودع عاماً آخر من أعوام الانكسارات والنكسات... وقبله مرّ عامٌ، و... و أعوام تفلتت منّا،.. وعند انتصاف كل ليلة تضع الحدّ بين زمنين : زمنٌ ماض ينتهي، وآخر جديد يبدأ، يتقد الجرح أكثر...

يجيء هذا العام، كما جاء الذي قبله.. وملايين من الناس تحتمي بالأرض من الرياح.. تركن إلى مخيمات البؤس، واللجوء القسري احتماءً.... مستقبلة عامها الجديد في غربة المنفى....!!!، مقطوعة الصلة بالبهجة.. تؤدي صلاتها بصمت، تترقب من خلاله ساعة التحفز التي لم تكن سنين الانتظار بقادرة على قتلها في نفوسهم.

عام كغيره، ينتهي، ليبدأ عام... وأجراس المدن العتيقة صامتة، يئن الصمت من صمتها.. كنائسها واجمة.. فقد مات الصوت في أجراسها وجف الصدى....

والأهل والأقارب والأحباء في ديارنا، يقتتلون....، والعدو يزف الأخبار... والنار تخرج من بين الرماد... ونور المقاومة والتصدي يختفي.. أو يكاد ينتهي، بين العناد....،

وإذ يمر هذا العام حزيناً صامتاً لا يقوى على مجابهة التحديات التي تعترض الأمة، فإنه يخلف في نفوسنا صدىً يتردد بعنف ليحفزنا إلى اجتياز مراحل الخدر، وتخطي مناطق الركود، والعزوف عن كل حلول جزئية، أو منقوصة، ومقابلتها بالرفض....،

أي ــ علينا ــ أن نولد مع العام الجديد حاملين بذور حياة جديدة في نفوسنا المتعطشة إلى معانقة النور والحرية والضياء والهدى، وقول كلمة الحق أمام سلطان غاشم، أو دكتاتور حاكم، أو شيخ ظالم، أو كاهن فاسد... مؤمنين بأننا البدء بلا نهاية في تاريخنا، وأننا الجذور في أرض البطولة، وأننا القدوة التي تحمي تاريخ وحضارة أُمتنا، وتحفظ صورة الحاضر والمستقبل وتمهد الطريق للأجيال الصاعدة...

هذا المنطق هو الذي يمنحنا الهوية... هوية نثبت بها كوننا جديرين بالبقاء، وأننا تخلصنا من رواسب الإحتلالات العفنة وأمراضها المتقيحة... فلا نملأ الأرض هرطقة، ولا الفضاء ثرثرة... بل نتعلم كيف نعمل بحكمة ووعي، لتظهر قوتنا في وحدتنا...،

ومن اجل أن لا تظل أجراس كنائسنا صامتة، مختنقة بحزن الحياة وكآبتها، تئن من أزيز رصاص أخوة الوطن، والأحباب، والجيران، تذرف دمعها تحت خيمة سمائها الأزرق، على دماء طاهرة تهرق....!!؟

لنقرع هذه الأجراس، هذا العام في نفوسنا، فنسمعها للعالم : صيحة غضب لا تهدأ، ومسيرة مجلجلة في دروب الضوء والحقيقة.... كي لا تظل كلمات النبي عيسى عليه السلام تُعذبنا، كلما امتلأت بها عيوننا، أو نفذت كالرعد إلى أسماعنا...
" بيتي بين الصلاة يدعى، وقد جعلتموه مغارة اللصوص والأفاقين ".

أجراس الكنائس لن تقرع في مدينة السلام، في القدس العتيقة، ستبقى صامتة هذا العام....

أجراس أُخرى، تقرع،... حيث يؤدي الصامدون أمام إرهاب الاحتلالات ( الأميركي والإسرائيلي والأوروبي المنافق، ومن لف لفهم وتبع أثرهم من الأنظمة المرتزقة )، يؤدي الصامدون الصامدون صلاتهم للعام الجديد على ارض المعركة....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى