الأربعاء ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
الإعلام المعاصر ودوره في
بقلم عادل عامر

تفعيل الحياة السياسية والحزبية في مصر

يعتبر الإعلام بوسائله المتطورة، اقوي أدوات الاتصال العصرية التي تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه. كما أصبح للإعلام دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام من اجل تهيئته إعلاميا، وبصفة خاصة تجاه القضايا المعنية بالأمن الوطني. ويجئ القرن الحادي والعشرون حاملا معه عصراً جديداً، عصراً فيه الكلمة الأولى للإعلام في ظل ثورة الاتصال والمعلومات، تلك الثورة التي لن تتوقف مع استمرار عملية الابتكار والتغيير. ولقد أدت هذه الثورة إلى إحداث تطور ضخم في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وجعلت السماء مفتوحة تسبح فيها الأقمار الصناعية لتمتد رسالة الإعلام إلى إرجاء المعمورة، وليصبح العالم قرية الكترونية صغيرة.

والواقع ان الإعلام في العصر الحديث، أصبح جزءاً من حياة الناس، كما ان بناء الدولة اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا، يتطلب الاستعانة بمختلف وسائط ووسائل الإعلام، بل ان مشروعات التنمية لا يمكن ان تنجح إلا بمشاركة الشعوب وهو أمر لا يتحقق إلا بمساعدة الإعلام.

وترتبط السياسة الإعلامية بالأوضاع السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، والحربية، بمعنى ان الإعلام يرتبط بقوى الدولة الشاملة ومن ثم فهو يسعى بطريق غير مباشر لتحقيق الأمن الوطني، من خلال التغطية الإعلامية ومن خلال الإسهام في بناء المواطن وتحصينه ضد أي غزو إعلامي أو فكري معاد ٍِِ

. كما يقوم الإعلام بدور مهم في تنمية الوعي السياسي لدى المواطنين واستيعابهم لما يدور على الساحة الداخلية، حيث يتناول القضايا الوطنية التي تؤثر في قدرات الدولة السياسية، من خلال الشرح والتحليل لهذه القضايا وتعريف المواطن بأسبابها وأسلوب التعامل معها.يعتبر حجم انتشار الحزب السياسي في البيئة التي يعمل بها, عاملا هاما في تحديد ما إذا كان هذا الحزب حزبا صغيرا, أم حزبا كبيرا. وتختلف المؤشرات التي تتحكم في مدى انتشار الحزب, على أن أهمها على الإطلاق ثلاثة هي: الانتشار الجغرافي والموضوعي, والعضوية, والإعلام.

ففيما يتعلق بالانتشار الجغرافي والموضوعي, فان هناك فروقا جوهرية بين الأحزاب السياسية, وفقا لحجم البيئة التي ينشط فيها الحزب السياسي, وكذلك وفقا للغرض من قيام الحزب. فبالنسبة لحجم البيئة التي ينشط فيها الحزب, فقد تنتشر الأحزاب السياسية على المستوى القومي فتصبح أحزابا كبيرة, مقارنة بأخرى تنشط على المستوى المحلى فقط كالولاية أو المحافظة أو الإقليم, فتوصف بأنها أحزاب صغيرة.

وبالنسبة للغرض من وجود الحزب , فقد تكون الأحزاب السياسية تهدف لتحقيق غرض محدد كأحزاب حماية البيئة , أو الاتحاد بين أكثر من دولة , أو انفصال إقليم أو تمتعه بالحكم الذاتي , فتصبح أحزابا صغيرة مقارنة بالأحزاب ذات الأغراض العامة والتي تسعى للوصول إلى السلطة لتنفيذ برنامج عام ومتكامل يتضمن أمورا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. من ناحية ثانية, تتباين الأحزاب السياسية فيما يتعلق بحجم العضوية. إذ يصف الكثيرون الأحزاب السياسية محدودة العضوية بأنها أحزاب صغيرة , في حين توصف الأحزاب السياسية التي تتضخم عضويتها بالأحزاب الكبيرة. وفى بلدان العالم الثالث, عادة ما يؤخذ بحجم العضوية كأحد المؤشرات الهامة ى تحديد حجك وفاعلية الأحزاب السياسية, وفى هذا الصدد , ينظر إلى الأحزاب السياسي الحاكمة في هذه البلدان على أنها أحزاب ذات عضوية كبيرة , وأحزاب المعارضة بأنها أحزاب ذات عضوية محدودة. من ناحية ثالثة, تختلف الأحزاب السياسية فيما بينها فيما يتعلق بالأداة الإعلامية التي تملكها.

وعلى هذا الأساس , قد ينظر للأحزاب الكبيرة على أنها تمتلك إعلاما جماهيريا , يتيح لها مدى أكبر من تعريف المواطنين في النظام السياسي بأنشطتها , أملا في جذب المزيد من المؤيدين. ولذلك تسعى الأحزاب إلى امتلاك وسائل إعلام كالصحف والإذاعات وقنوات التليفزيون. ومثلما تتجه الأحزاب السياسية التي تمتلك صحفا إلى دورية صدور تلك الصحف, وزيادة الأعداد المطبوعة, وتوزيع تلك الصحف على مناطق شاسعة من الدولة, فان الأحزاب التي تمتلك قنوات تليفزيون تسعى لتغطية بثها لمناطق شاسعة من الدولة, ولساعات أطول. وعلى العطس من كل ذلك فان الأحزاب السياسية التي تفتقد وسائل إعلامصغيرا,تتسم بأصغر, مقارنة بالنوع الأول من الأحزاب.

على أن يؤخذ على مؤشر حجم انتشار الحزب كمحدد لكونه حزبا كبيرا أو صغيرا , هو نسبية المؤشرات الفرعية سابق الإشارة إليها. فبالنسبة للعضوية على سبيل المثال, فانه لا يمكن تحديد حجم معين لعضوية الحزب كي يوصف من يتخطاه بأنه حزب كبير, ومن هو دونه بأنه حزب صغير. وبالنسبة لامتلاك وسائل الأعلام الجماهيري , الذي يمكن معه أن يوصف نشاطه بأنه كبير , وما دونه صغير , فكافة هذا الأمور نسبية إلى حد كبير , وتختلف من نظام سياسي لنظام سياسي آخر , حسب درجة التطور التكنولوجي خاصة والظروف البيئية عامة التي تقوم فيها الأحزاب السياسية.

يلعب الإعلام المنخرط في عملية التغيير، دورًا أساسيًا في استمرارية العمل السياسي الإصلاحي والتوعوي، الذي تناط به مسؤوليات "حماية مكاسب التغيير الديمقراطي وتطويرها"، وكشف جميع المعوقات والصعوبات التي تحول دون نجاحها، والحفاظ على روح الوهج الثوري والمضي في طريق التحول الديمقراطي على مستوى البلدان العربية ولاسيما بلدان الربيع العربي، لذلك يقتضي بناء الرسالة الإعلامية المرافقة لعملية الانتقال الديمقراطي، عملاً إعلاميًا محترفًا يعيد صياغة وإعداد وتقديم مواقف المواطنين، والاتجاهات العامة للرأي العام

وبعد الإطلاع على أدبيات العلوم السياسية نلحظ أنه لا توجد نظرية علمية شاملة ودقيقة توضح وتشرح طبيعة الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في عملية التحول الديمقراطي؛ فالدراسات والنظريات المتوافرة حول هذه القضية يكتنفها التنافر والغموض لدرجة التعقد والتشابك إلى حد كبير، فقد أوجدت تلك الدراسات تباينات حول عما إذا كانت هناك علاقة إيجابية أم سلبية بين وسائل الاتصال والديمقراطية، وعما إذا كان ينبغي أن تسبق عملية تحرر وسائل الإعلام خطوات التحول الديمقراطية أم العكس. إن الانتقال الحقيقي يكمن٬ إذن٬ في القطع مع هذه الممارسة الإعلامية في الإعلام الحكومي العربي التي تجعل منه "جهازا حكوميا" دعائيا يحرّكه التوافق المصطنع الصانع للإجماع وفي العمل على تكريس الرأي العامّ التعدّدي كمحرّك أساسي للعملية الإعلامية٬ أي الانتقال من إعلام عمومي يخدم المصلحة الخاصّة للسلطة التنفيذية ويكرّس منطق الرأي الواحد إلى إعلام عمومي يخدم الصالح العامّ ويرسّخ لثقافة الرأي والرأي الآخر. كل مجتمع من المجتمعات له نظرته لكافة القضايا بناء على خلفيته الثقافية واحتياجاته، ومتطلبات بيئته، ومن ثم فإن قضية المرأة ليس لها نظرة واحدة في كل المجتمعات على مر العصور خلافاً لما يروج له الإعلام المصري المعاصر على لسان ما يسمى بالنخبة، فلكل مجتمع خصوصيته وسياج أخلاق على أساسه يحدد حزمة الأفكار المتعلقة بكل فئة، والمرأة من أقوى وأهم عناصر المجتمع التي اهتم بها الإسلام وأعطاها المكانة المرموقة التي لا تفقد معها أنوثتها ولا تنزوي في جحر يصعب معه الاستفادة من إمكانياتها الضخمة في التربية والتوجيه والبناء، أما أن يركز الإعلام فقط على المرأة باعتبارها جسد جذاب وآلة من آلات الإغواء فلا شك أنه معول هدم للحضارة وعقبة كئود أمام اى نهضة مرتقبة، إن نظر الإسلام للمرأة نظر متوازن يحاول أن يدفع بها إلى ميادين الخير مع المحافظة عليها وملاحظة إمكانياتها، ولا يخفى ما للمرأة من إفساد إذا هي أسئ تربيتها ولم نحسن استغلالها على الوجه الذي يليق بها كدرة مكنونة وجوهرة مصونة، فالمرأة في الغرب الذي قد فتن به بنو جلدتنا تتمنى عشر ما تحظى به المرأة الشرقية ولتتبع ذلك بالإحصائيات مكان آخر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى