الأربعاء ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم غزالة الزهراء

سطو

ارتقت سلالم العمارة الحديثة بكل خفة وكأنها تختزن طاقة هائلة من الحماسة والنشاط، الباب شبه مفتوح، استولى عليها رعب شديد، اضطرب قلبها وكاد ينتزع من بين ضلوعه، تراجعت خطوة، خطوتين، ثلاث خطوات، ثم التقطت شتات قواها بكل صعوبة، ودخلت.

تخاذلت ركبتاها لهول ما رأت، كادت تسقط أرضا ممزقة الأنفاس، مبتورة النبض، هامدة الروح، من أحشائها ندت صرخة مدوية ملوثة بمداد الدهشة والاستغراب، صندوق مجوهراتها سلب عنوة، مكانه شاغر يجلده خوف مميت، تبا لأولئك السفلة الذين تطاولت أيديهم الغاشمة للسطو على ممتلكاتها الخاصة.

الدولاب أفرغت كل محتوياته بهمجية بغيضة، وبعثرت هنا وهناك، بين ليلة وضحاها فقد البيت تنسيقه ونضارته، تحول إلى خراب لعين.
تمتمت وهي تتدحرج في مهاوي اللاأمان: بيتي صارمرعبا لا يطاق، من الممكن جدا أن يعيدوا الكرة ثانية، ويقتحموا بيتي نهارا أو ليلا لزرع دمار آخر، وربما تكون نهايتي المأساوية على أيديهم، كل شيء مباح في زماننا الموبوء هذا.

هل تبقى معقودة اليدين لا تحرك ساكنا تجاه ما حصل؟ لا، لا من غيراللائق أن تتجرع مياه الصمت تاركة أولئك الأوغاد يسلبون مما لا حق لهم فيه، عليها اتخاذ القرار الحاسم للاتصال بمركز الشرطة ليأخذ القانون مجراه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى