الأربعاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم
صـوت الضـمير
آه .. آه ، من نفس لا تدرك أن الموت بعز ،خــير من ذل وحيــــــاة ..!آه ، من قلب عشعش فيه الخوف ،الصـــدأ ، الجــرح فـــأ دماه ..آه ، من خطب وقصائد قلناها ، وكان نفاقا ما قلناه .أعجــب ، أقــرف ، أقتـــل ، أســـحق ..حين أقارن ما حققنا بالقول ، بما من عمل حققناه !فــي الأولــــى جهة القــــول ..نافقنا للرؤســـــاء وللزعمـــــاء ،حــاربنا بصــواريخ الكلمات الأعـــداء ،ورفعنـــأ كل شــعارات الوحدة والحـــرّية ،وهتفنا للوطن الواحد ،والشعب الواحدوالآمال العربية .هــاجمـــنا الاســـتعمار وأســـقطناه ،أعجبنا ما قلناه ، وخـدعنا أنفسنابالمعسول من القول وصـّدقناه .هل ذاك غباء ، أم د جل ، أم خــوف ؟أم كذب ينجي من عمــل ..لا نقدر أن نعمله ، ووجدناه طريقا سهلا فسلكناه ؟هـو هـذا ، أو ذاك فـلا فرق ، فنحن جميعا ..نعرف درس التضليل ، أو التبرير ، وإيجاد الأعــذار ..وحفظنــــاه ، وأتقنــــاه ، ومارســـناه ..فــي الجهة الأخـــرى ، جهــــة الفعــــل !لم نعمل شيئا ، لنحقق شيئا ، وزرعنا شوكا فحصدناه ..فلينظر كل منّا في المرآه ، ليرى الوجه الآخـــر !ويـــدقـق كم فعــــلا تختلف الأشــــباه !فليســـكت كل الخطبـــاء، وكـــل الشــعراء ..هـــذا خــــدر قـد عفنــــاه ، وكشــــفناه ..هــذا حلـــم كان لــذيــذا مـــا أحــــلاه ..لكن حين أفقنا أدركنا ، كم كان الحــلم قصـــيرا ،كم كان الخطرعظيما ، كم كان الألم كبيرا .كم كان الجرح عميقا ، كم كنا مخدوعين ومســلوبين ..خدرا كان كلام الشعراء ، وهمـا كان حماس الخطباء ..نمنــا نحــلم بالنصــر ، وبالقدس ، وفلسطين ..وأفقـــنا نطلب لــطف اللــــــــه ..!ذلك أنــــّـا صـدّقنــاأن النصر سيأتي بالأدعية وبالكلمات ،ونســـينا قـول الله ، " وأعــــدوا ..وقل اعمــــلوا .. "هل ينصر من خالف أمر الله ، لا واللـــــــــه .. !وآ إســـــــــلاماه .. وآ عـــــرباه ،يــا أمتنــا الإســـلامية ، يــا أمتنــــا العربيــــة ..آن أوان العمل الصادق ، والحب الصادقوالجمع الصادق ،آن أوان تـآزركم ، وتعـــاونكموتـــــآخيكم ..يجمعــــكم حبـــل الله ،اشـــهد يــا ربّ .. بأني قـد بلــّغت ..وبنفســـــي أبــدأ ، إن شــــأْ اللـــه .