الأربعاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم سليم أحمد حسن الموسى

صـوت الضـمير

آه .. آه ، من نفس لا تدرك أن الموت بعز ،
خــير من ذل وحيــــــاة ..!
آه ، من قلب عشعش فيه الخوف ،
الصـــدأ ، الجــرح فـــأ دماه ..
آه ، من خطب وقصائد قلناها ، وكان نفاقا ما قلناه .
أعجــب ، أقــرف ، أقتـــل ، أســـحق ..
حين أقارن ما حققنا بالقول ، بما من عمل حققناه !
 
فــي الأولــــى جهة القــــول ..
نافقنا للرؤســـــاء وللزعمـــــاء ،
حــاربنا بصــواريخ الكلمات الأعـــداء ،
ورفعنـــأ كل شــعارات الوحدة والحـــرّية ،
وهتفنا للوطن الواحد ،والشعب الواحد
والآمال العربية .
هــاجمـــنا الاســـتعمار وأســـقطناه ،
أعجبنا ما قلناه ، وخـدعنا أنفسنا
بالمعسول من القول وصـّدقناه .
هل ذاك غباء ، أم د جل ، أم خــوف ؟
أم كذب ينجي من عمــل ..
لا نقدر أن نعمله ، ووجدناه طريقا سهلا فسلكناه ؟
هـو هـذا ، أو ذاك فـلا فرق ، فنحن جميعا ..
نعرف درس التضليل ، أو التبرير ، وإيجاد الأعــذار ..
وحفظنــــاه ، وأتقنــــاه ، ومارســـناه ..
 
فــي الجهة الأخـــرى ، جهــــة الفعــــل !
لم نعمل شيئا ، لنحقق شيئا ، وزرعنا شوكا فحصدناه ..
فلينظر كل منّا في المرآه ، ليرى الوجه الآخـــر !
ويـــدقـق كم فعــــلا تختلف الأشــــباه !
 
فليســـكت كل الخطبـــاء، وكـــل الشــعراء ..
هـــذا خــــدر قـد عفنــــاه ، وكشــــفناه ..
هــذا حلـــم كان لــذيــذا مـــا أحــــلاه ..
لكن حين أفقنا أدركنا ، كم كان الحــلم قصـــيرا ،
كم كان الخطرعظيما ، كم كان الألم كبيرا .
كم كان الجرح عميقا ، كم كنا مخدوعين ومســلوبين ..
خدرا كان كلام الشعراء ، وهمـا كان حماس الخطباء ..
 
نمنــا نحــلم بالنصــر ، وبالقدس ، وفلسطين ..
وأفقـــنا نطلب لــطف اللــــــــه ..!
ذلك أنــــّـا صـدّقنــا
أن النصر سيأتي بالأدعية وبالكلمات ،
ونســـينا قـول الله ، " وأعــــدوا ..
وقل اعمــــلوا .. "
هل ينصر من خالف أمر الله ، لا واللـــــــــه .. !
 
وآ إســـــــــلاماه .. وآ عـــــرباه ،
يــا أمتنــا الإســـلامية ، يــا أمتنــــا العربيــــة ..
آن أوان العمل الصادق ، والحب الصادق
والجمع الصادق ،
آن أوان تـآزركم ، وتعـــاونكم
وتـــــآخيكم ..
يجمعــــكم حبـــل الله ،
اشـــهد يــا ربّ .. بأني قـد بلــّغت ..
وبنفســـــي أبــدأ ، إن شــــأْ اللـــه .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى