الجمعة ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٥
بقلم إيمان أحمد

هل يحاسبنا الله على اللايك؟

لو أنّني أرى الحجاب فريضة هل لا يجب عليّ أن أضع علامة إعجاب لفتاة غير محجبة؟ لو وضعتُ علامة إعجاب هل معنى هذا أنّني أؤيد معصية الله؟ هل معنى ذلك أنّني أعصي الله؟

كيف يحاسبنا الله؟

هل يحاسبنا على نيّتنا وأفعالنا فقط؟ ماذا عن علامات إعجابنا؟ أليس في إعجابي بصورة شاب مفتول العضلات معصية لله وعدم غضّ للبصر؟ كيف نغضّ البصر حين تقوم الأشياء بالظهور أمام أعيننا فجأة في تلك الصفحة الزرقاء؟

هل يحاسبنا الله على الحقيقة كما فهمناها؟ أم يحاسبنا على الحقيقة كما خلقها هو؟ ولماذا يرى كلّ شخص منّا شيئًا مختلفًا في حين أنّ تكوين أعيننا بيولوجيًا، متطابق؟

ليس كلّ الناس يستطيع التعامل مع الغموض بنفس الكفاءة، غالبية الناس يريدون كلّ شيء واضحًا، بل بعضهم يريد كلّ شيء واضحًا وبالتفصيل، وكأنّهم مقبلون على وظيفة يريدون بندًا لكل ما يمكن أن يطرأ أثناء وظيفتهم من بدء استلام العمل وحتى تفاصيل التقاعد، ولا يمكن أن نلومهم؛ في الحياة يبحثون عن أي تفسير؛ سواء كان دينيًا أو علميًا أو ما ورائيًا حتى؛ هؤلاء يشقيهم التغيير، يقفون مكتّفي الأيادي أمام أمر جديد لم يخبرنا عنه الله أو لم يكتشفه العلماء؛ يبدؤون بتفسير النصوص المنقولة بحسب الوضع الآني، يقدّسون النص الذي فسّروه هم بأنفسهم؛ يحاربون كلّ من يرى أنّه مجرّد تفسير يمكن مناقشته.

لو لاحظت، ستجد الذين لا يهتمّون هم الأسعد؛ تجدهم يتكيفون بسرعة ويستطيعون هضم الواقع والتعامل معه بسلاسة. يتقبلون وجود غيبيات غير معلومة، ولا يكترثون لمعرفتها، ولا لتفسيرها، لا يبحثون عن حكم كلّ شيء قبل أن يفعلوه، يستفتون سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم.

ماذا لو كانت الإجابة غير موجودة؟ هذه الحالة من الحيرة والتيه هي ما أسميها الشلل العقلي، حين يكون انتظار الموافقة من الغير هو المحرّك الأساسي للإنسان، لأنه لا يعرف كيف يحكم، كيف يكوّن رأيًا، لم يتعلّم كيف يحكم على فكرة أو يجادلها قبل أن يقرر إن كانت مع مبادئه أم ضدها.

لأننا ربطنا مبادئنا بقاعدة ضيّقة من أوامر الأهل ومقدسات المجتمع وحسب. فكلّما ورد علينا أمر جديد شُلَّت عقولنا، هل هذا يصح؟ هل هذا لا يصح؟ ماذا لو رآني أبي أضع لايكًا لذلك؟ ماذا لو شاهدت قريبتنا ردّي على صورة فلان؟

لا يوجد مبدأ.

فتجده يعرض الأمر على ما ورد من السابقين، ثمّ يفتح أمامه باب الخِلاف والاختلاف فيما بينهم فيتوه أكثر، ليتحوّل إلى آخر، شيخه، أو قريبه الذي يصلّي كثيرًا، أو جارتهم التي تعرف الله ويستجيب دعواتها، أو صديقه الملحد أو المثقف، أو أي ستيريو تايب آخر يرتاح له، المهم أنّه لا يريد أن يوجع رأسه في اختيار رأي حرّ كامل، لأنّه قد يكون مخطئًا، وهذه كارثة أخرى!

هناك مقولة شهيرة تقول: لا تفعل شيئًا ولن تخطئ أبدًا، افعل كثيرًا تخطئ كثيرًا، افعل قليلا تخطئ قليلا..

السؤال هو: كيف تتعامل مع الخطأ؟ هل تتطور أم تستسلم؟ الحياة مستمرة ولو توقفتَ عند حدود النصّ، أي نصّ، ستخسر حياتك بالتأكيد. لذلك عليك أن تتحرّى المنطقية والعقلانية وما يرتاح له قلبك أنت.


مشاركة منتدى

  • أخت إيمان الحيرة في الأمور لا تتوقف عند اللايك ...كثير من الأمور التي تواجهنا تصيبنا بالحيرة أو لا نعرفها على وجه الحقيقة لذا نلجأ للسؤال أو الاستشارة .... الصحة الحالة النفسية الفيزياء و الكيمياء و علاقتها بجوانب حياتنا الاقتصاد ..............والقائمة تطول (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى