الاثنين ١٦ آذار (مارس) ٢٠١٥
بقلم محمد شاكر

بابٌ مُوارب

قد أكونُ مثلَ الباب المُوارب، أحْيانا
تشرئِبُ الرُّوحُ، وتـَشـْقى’ ..
كيْ ترى بَعْضا مِنّي
في زحام الظـِّل، والضَّوْء ِ
وعَراءِ الخارج ِ
وغسَق المَعاني.
قد يكونُ للصَّمت ِ أزيزٌ
إذ ْ يَستغرقُ الداخلَ،
خـَواءُ الأماني .
قد يَستغـْربُ البابُ المُواربُ ، أن أكونَ مِثلهُ
آهـِـلا ً..
بضجيج السُّلالات ِ
وأسْرارِ البَهاراتْ .
قد أكون ُ بلا بابْ
يُفتحُ في أوْبَـة ِ الأحلام ِ..
يُوصدُ
في وجْهِ الكوابيس
والخيـْباتْ .
 
قراءة
 
أقرأ نصوصي ، وأرْثي لـِحَالها
إذ تمْشي في مقبرة الأحياءْ
باحثة عمَّا أجهضَه النسيانُ
مِن بوْح ٍ..
لم تـُكفِّـنْهُ ذاكرة الوفاءْ
أعْرفُ أنـَّها لنْ تلقاني
في أيِّ طابور ٍ
عَفتْ شواهِدهُ
بين أعْشاب طُفيْلية ٍ
وانْجراف الأهْواءْ
أقرأ نُصوصي بمُزحة زائدة..
لأني عارف بما ينقصُ جيوبَها الفارغة ْ
في عـِزِّ إمْلاقي....
وأسْترُني في كلِّ حين بتعويدة
حتى لا تـُصيبَني شياطينُ الخَفاءْ
بمَسِّ عُضالْ
يَشلُّ لِسانَ الكلامْ
في خَريف ِ النُّطق ِ.
أغوار
ربَّما تكونُ ضَحْلة ً
في كَللِ الأحْلامْ
عَميقة ..
في موْسم الأحزانْ
ساجـِية ..
في ليْل المَحَبَّاتْ
لا تَغْشاها ريحُ الهَوانْ.
أنزلُ ساحتَها
كلمَّا داهَمتْني
كتيبةُ أيَّام
بقذيفة ِ غُبن ٍ
أو صَفْعة ٍ
مِن يَد الأمانْ
كيْ أرْقى’ بأسْبابِها
إلى زُرقة الأحْوالْ .
وراء
قـَد يَـنْحَسر الوَراءْ..
حتـَّى لا أرى’ مَعالمَ شوْقي الأوَّل
تَـَعُجُّ بي المَتاهاتْ
ولا أسْتقِرُّ على ذكرْى’
أبيتُ فيها..
خوْفاً مِن عُزلة ِ هذا المساءْ.
قدْ يَنْقبضُ الوراءْ
كأنِّي لمِ ألـْبَثْ فيه سِوى’
ساعة ٍ منْ عَماءْ .
أفْرِكُ تِذْكاري
فلا أُلـْفــِي رَفيفَ أجْنِحة ٍ
عَبَرتْ أفْقَ نِسياني
واجْترَحتْ غناءً
يُرمِّمُ صَمتَ السَّماءْ .
قدْ أمُسي، أنا ، الوَراءْ
يُزاحِمني المَحْوُ..
إذْ أنفُضُ عَنّي..
بَعْضَ الهباءْ .
طريق
في الطريق ِ إلى أي شيْء،
ترسُمه حاجاتُ الرُّوحْ
على مَرْمى’ خطو ٍ ضَنينْ
في غفلة ٍ من حَرج ِ الأيَّام
ليْسَ في مِزوَدتي
غيرَ ماءِ الحُلم
وخـُفَّيْ حَنينْ...
لا أدري إن كنتُ أمشي في سَفري
أم ِالأسفارُ تَعْبُرني
في الصُّورة ِ
والصَّمت ِ المُبينْ .
في الطريق ِإلى أيِّ شيْء ٍ،
أسْتَعيرُ أشجارَ الذَّاكرة
كيْ أمشي في ظِلِّ الكلامْ
وقيْلولَة ِ الأوْهام
مَوفورَ الزِّحام
أقاطعُ ما أشاءُ من خَطو ٍ قديم ٍ
يَدِبُّ زرافات ٍ
وَوِحْدانا....
إلى مآربَ أخرى’
ليسَتْ في الحُسبانْ .
في الطريق ِ إلى أيِّ شيء، قد لا يُشبِهني
في اللوْن ِ
ورائحة ِ الجُروح ِ
وبَراءة الأقدام...
أسْعى’..
بلون ٍ
ورائحة ٍ
وبراءةْ
إلى فسيح ِ أمامْ
نمشي فيه واضحينَ،
مثلَ الطريق ِ، إلى كل شيْء مُبينْ.
 
سَـــفـَــــر
خارجَ الليْل ، والنـَّهارْ
أعْني : في غيبوبة شمْس ٍ
وثمَالة ِ ليْل ٍ
ضَيّع سَوادهُ الغزيرْ
في حَانة الأحْلام
حين تـَخلعُ عنِّي اليقظة َْ
جُبَّةَ المُريدْ
ولا أملكُ تسْبيحةَ عصفور
على شجَر الحياةْ
في الإحْساس بي
على مَبْعدة مِن مَجرَّة اللغو ِ
والحَنينْ.
خلف جدار صَمت ٍ
أقامَه الكلامُ
حَدًّا فاصِلا بيني وبينَ
جُغرافية الشَّوق ِ
في السَّديم..
الذي يُركـِّبُ عَقاربَ ساعتِه الجَديدة
ثم يَعود لينْكثـَها
في غـِياب ِ نبْض ِ القلبْ
هُناكَ...
أقِفُ مُرتبِـِكا
لا تقوى’ على حَمْلي ، خُطى’ الأيّامْ
ما وراءَ علامَة استفهام
تَحْجبُ ضَوْءَ المَعْنى’
في سَفر ٍ
خذلتهُ الأقدامْ.
 
كـيْـنونَـة......
ها قد عثرتُ بي في الصّمت ِ
كائنا خـُرافيا
بكـَدمات قديمة
واضـحا
كمأسـاة ٍ
مُوغلا في تفاصيل الفـَزع الأسْود
بإحْساس ٍ
يَتحفـَّظ مِن عـَلانية الحُلم
يُداري...
أن يَخونَه صَوتُ الوَجع العميقْ
 
ياه ٍ...
كم أوْحشتني كيْنونتي البـَدئـية
في مُطلق الكـَلام
ومَجاهل البَراري النـَّدية.
أ طلـِقُ ساقيَّ للتاريخ
وأحاذرُ الكـَبوات..
عِند كلِّ خنـْدق ٍ
يَرسُمه بياضُ الورقْ .
ليتني أ ُحْيي الكلمات ْ
وأبْرئُ شوْقا غَزيرا بأدْواء ِ الحَياةْ
وأمشي على ماء ٍ شفيف ٍ
لا تغرقُ فيه أحْلامُ النشيد ِ
ولا يَبـْلعها قِرشُ الأهْواء.
ليتني أعلمُ ما يَذَّخر القلبُ لي
في سُويدائِه ِ...
من نبض نبيل ٍ
لأمشي بأسْبابي
لِجهات حُبٍّ
لمْ يَطأها ..
وحشُ الجفاءْ .
 
أيتها الحـيـاة..
ماذا يَبـْقى في يَدي ، مِنك ِ
وفي شِباك القلب
على مَشارف ِ غاب ٍ
تُفشيني...
ظِلالُ النهارْ
كأنْ لا مَسافة
لا خـُرافة
لا حَفيف أيَّام ٍ
أرْهَقها سَعيٌ، واذِّكارْ ...؟
ماذا يبقى ...
مِن طيني المَحْموم ِ
تلهو به اللغاتُ..
كمَا تـَشاءْ
تغـْمِسهُ في شَفيف ِماء ٍ
قدْ لا أرى مَائيَ فيه ِ
بلوْن الطين ِ
ودَفـْقة ِ الأهواءْ...؟
 
ماذا يبقى في غِدي، منك ِ
على هَيـْأة ِ الصَّحْوَ
يَحْرسُ بابَ " طيبةَ "
مِن غـُزاة ِ المَحْو ِ
ونِسيان ِ المساءْ ..؟
 
ماذا يبقى ، فيك ، مِن ورْد ِ
تَحْفظُه أوراقي
بعطر ٍ مَشَّاء..
بين بساتين ِ أحفادي
وهامِش الإصغاءْ ...؟
 
أيَّتها الحياةُ ، الكفيلة بالحبِّ
والأثَر ِ
أيتها الجميلةُ..
حتَّى في أرذل ِ العُمر ِ..
ما زلتُ أمْشي على هُدى’ القلب ِ
لا يـَزِلُّ بي خـَفـْقٌ
لا يَتلعثَمُ خَطوي
عندَ باب ِ الرَّجاءْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى