الأحد ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
في حوار مع مجموعة من المبدعات العربيات حول
بقلم عادل سالم

الأدب وقيم التسامح - القسم الأول من ٤

قيم المحبة والتسامح في تراجع مضطرد

للأدب دوره الأساسي في التكوين الثقافي للإنسان، وفي صقل أفكاره، وتحديد انتمائه الوطني، لكن الصراعات العرقية، والحروب الأهلية، والاقتتال السياسي، والإرهاب الذي يدمر أوطاننا العربية بدأ يطرح تساؤلا علينا عدم الهروب من مواجهته: أين دور الأدب العربي قي ترسيخ قيم التسامح وتقبل الآخر في مجتمعاتنا؟
أتذكر قول الصديق والمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين المقيم في مصر قبل سنوات في احتفال أقامته ديوان العرب قوله:
السياسة فرقتنا، والأدب وحدنا وهذا ما فعلته ديوان العرب.

فهل نجح الأدب فعلا في توحيدنا أم أنه ما زال يراوح مكانه في زمن كل شيء فيه أصبح مقسوما بين تيارين متصارعين كل منهما يجيش لصالحه كل شيء بما فيها الأدب، والفن، والدين.

عن دور الأدب في التسامح، وتقبل الآخر، وتوحيد المجتمع التقينا في ديوان العرب مع مجموعة من المبدعات العربيات اللواتي أجمعن تقريبا أن المرأة هي أكثر من يدفع فاتورة هذه الصراعات.

شاركت معنا في الحوار كل من:

- الدكتورة نجمة حبيب.
- الدكتورة كوكب دياب.
- الطبيبة والروائية عزة رشاد.
- الدكتورة رابعة حمو.
 الأديبة لبنى ياسين
- الأستاذة مادونا عسكر

- نجمة حبيب: بيئتنا في زمن الانحطاط. نحن اليوم نعيش إقليمية مروعة وكأن سايكس بيكو ولد اليوم فقط.
 كوكب دياب: أدبنا العربي يحتاج إلى انفجارات أدبية وبراكين ثقافية لإزاحة تلك النصوص التقسيمية الهدّامة من الواجهة السريعة.
- عزة رشاد: تقبل الآخر في الأدب يتم بشكل سطحي، ما من عمل أدبي حفر عميقا كي يرينا أسباب صعوبة التواصل.
 رابعة حمو: الصورة قاتمة في فكرة تقبل الآخر ولازلنا في بداية الطريق لإرساء قيم المساواة الاجتماعية وفكرة احترام الآخر.
- لبنى ياسين: قيم التسامح والمحبة في تراجعٍ مضطردٍ وسريعٍ في ظلِّ وصول بلداننا العربية إلى هاوية الأزمة.
 مادونا عسكر: غالبيّتنا وإن تحدّثت عن قبول الآخر إلّا أنّها ما زالت تحمل في داخلها الخوف الّذي يحول بينها وبين تقبّله.

- في ضوء ما تشهده بلادنا من أحداث أين وصلت فكرة تقبل الآخر في الأدب العربي؟ هل قصر الأدب في إرساء قيم التسامح والمحبة بين أبناء الوطن الواحد؟

- الدكتورة نجمة حبيب:

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

الأدب ابن بيئته، وبيئتنا في زمن الانحطاط هذا تشهد أشد حالات القوقعة والشرذمة ورفض الآخر شأنها شان كل الأمم في ضعفها وانكساراتها. نحن اليوم نعيش إقليمية مروعة وكأن سايكس بيكو ولد اليوم فقط. هذه الحالة المزرية سببها الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتردية. حالة القلق والخوف والفساد التي يعيشها الناس في ظل الأنظمة المخابراتية، حيث يخاف الجار من جاره والأخ من أخيه والمرؤوس من رئيسه. وسببها أيضاً السياسة التربوية التي تنتهجها النظم الدكتانورية. الخطاب التلقيني الذي يغيب العقل ويركز على الغرائز ويرهب الناس من أي فكر تنويري بدعوى أنه مؤامرة على مجتمعنا وديننا. وحيث ان الأدباء شريحة من هذا المجتمع يطالها ما يطال باقي الشرائح من إسقاطات فكرية وترهيبية وترغيبية، يمشي ضعاف النفوس منهم مع التيار ويتصدى له ذوي النفوس الكبيرة والضمائر الحية.
إن متابعتي للمشهد الأدبي على مدى خمسين عاماً أظهرت لي أن أدباءنا (اللهم إلا ثلة منتفعة على ابواب السلطان المدني والديني) حملوا همّ هذه الأمة ونذروا موهبتهم لخدمة القيم النبيلة. منهم من سجن ونفي ومنعت كتبه/كتبها بسبب مواقفهم المعادية للتسلط والفئوية والتزمت الديني والتخلف الاجتماعي والقوقعة الذاتية. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: من جمهورية مصر العربية والسودان: فتحي غانم وصنع الله ابراهيم وابراهيم أصلان وجمال الغيطاني والطيب صالح. ومن المشرق حليم بركات وهاني الراهب والياس خوري ونبيل سليمان وعبد الرحمن مجيد الربيعي وغالب طعمة فرمان وغسان كنفاني وجبرا ابراهيم جبرا وسحر خليفة. هؤلاء وغيرهم، لم يحملوا همّ بلدانهم في القاهرة والخرطوم ودمشق وبيروت وبغداد وعمان والقدس فحسب، بل همّ وقضايا الإنسان العربي من مشرقه إلى مغربه. كذلك هي الحال في الكتابات الخليجية كمثل ما نرى في روايات عبد الرحمن منيف، تركي الحمد، غازي القصيبي، وغيرهم. أما في المغرب العربي فلنا: الطاهر وطار وعبد الله العروي وأحلام مستغانمي ومحمد شكري وابراهيم الكوني وآخرون. ومن آخر قراءاتي تحضرني رواية "ساق البامبو" التي صورت بشاعة التعصب العرقي وأثره على الفرد والعائلة والمجتمع. ورواية "حب في المنفى" التي آلفت بين قلبين ينتميان لديانتين وعرقين وثقافتين مختلفتين. بل إن الرواية تجرأت على كثير من التابوهات كالمثليين مثلاً، حيث صورتهم على أنهم ضحايا وأشاعت جواً يدعو لتقبلهم والاعتراف بهم كآدميين أسوياء كما في رواية إنها "لندن يا عزيزي"، "أنا هي أنت"، خطأ انتخابي وغيرها كثير.

- الدكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب

ما يزال الأدب العربي، كما كان، صورة عن الواقع الذي نعيش، وسجلاًّ يعكس كل ما يجري في بلادنا العربية من أحداث، وما دامت بلادنا تعيش صراعات وأهواء مختلفة ومتعارضة على مختلف الأصعدة، فإن الأدب العربي لا يفتأ ينقل هذه الصراعات وهذه الأهواء إلى ساحته ويتعامل معها أغلب الأحيان انطلاقًا من الواقع بعيدًا عن المرتجى، وما زالت فكرة تقبّل الآخر ومحاورته تراود بعض الأدباء البارزين ناثرين وشعراء إلا أنها ما زالت محدودة قياسًا بما نراه ونقرأه في نصوص أدباء آخرين على الساحة الأدبية سواءً كان ذلك على أرض الواقع أو في صفحات المواقع.

إذا أردنا النظر إلى بعض النصوص الأدبية الموجّهة إلى أبناء الوطن الواحد والتي تهدف في مضامينها إلى إرساء قيم المحبة والتسامح والأخوة بينهم، فلا بدّ، بالمقابل، من النظر إلى النصوص "الأدبية" في الجهة المقابلة التي تصدر – بقصد أو بغير قصد- عن أقلام، لا تعي خطورة النصّ الذي ينتشر بين القرّاء بسرعة البرق، فتعمل مضامينها على التفرقة وزرع الروح التقسيمية بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء الأمة الواحدة، وبين أبناء الإنسان عامة، وأبرز دليل على ذلك ما يسود صفحات الشبكة العنكبوتية والمجلات والصحف اليومية.

هذا يعني أن أدبنا العربي يحتاج إلى انفجارات أدبية وبراكين ثقافية لإزاحة تلك النصوص التقسيمية الهدّامة من الواجهة السريعة، كي تفسح المجال أمام النصوص الأدبية البنّاءة، ولن يكون ذلك إلا بتوافر مجموعة من العوامل كالوعي والإرادة والعلم والترفّع والالتزام بالقوانين والأنظمة والتربية على المواطنة والأخلاق والإحساس بالمسؤولية التي يجب أن يتمتّع بها كلّ من أهل السياسة والتربويين وأصحاب الأقلام من صحفيين وكتّاب وشعراء ورجالات المجتمع والأسرة...
بعدئذٍ يمكننا القول إن الأدب قادر على إرساء تلك المفاهيم والقيم الحسنة بين أبناء الوطن الواحد، وإلا بقيت تلك النصوص الأدبية مواتًا، كما هي الآن في معظمها، مكدّسة على رفوف المكتبات لا حراك فيها ولا أثر لها.

- الدكتورة عزة رشاد:

الطبيبة والأديبة عزة رشاد

تقبل الآخر في الأدب يتم بشكل سطحي، ما من عمل أدبي حفر عميقا كي يرينا أسباب صعوبة التواصل.

- الدكتورة رابعة حمو:

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

قبل الإجابة على سؤالك اسمح لي في البداية أن أقف بشكل سريع وموجز على مفهوم الآخر. مَن نقصد بالآخر ؟ الآخر الذي نتحدث عنه هنا هو غيرنا، غيرنا في الفكر والاعتقاد ووجهة النظر، وقد يكون مختلف عنا باللغة والعقيدة والثقافة. وفكرة قبول الآخر هي الاعتراف به كما هو واحترام كل منظومته الفكرية من لغة وعقيدة وثقافة ووجهة نظر. هذا المصطلح ظهر حديثاً ولم يرد ذكره في مراجعنا التاريخية ولا في نصوصنا الشرعية، ولم يكن حتى دارجاً في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية إذن نستطيع القول بأنه مصطلح قبول الآخر هو مفهوم جديد على الساحة العربية، وكغيره من المفاهيم المعاصرة وصلت إلينا عبر تجارب وخبرات الآخرين وأقصد بالآخرين هنا العالم الغربي نتيجة معاناة مرَّت بها شعوبهم وانتقلت تجاربهم إلينا وخاصة أن هذه المجتمعات عاشت ويلات حروب دموية طاحنة انتهت بأفكار شمولية تهدف إلى ارساء قيم المساواة بين أفراد المجتمع الواحد.

أعود إلى سؤالك وهو في ضوء الأحداث في بلادنا أين وصلت فكرة تقبل الأخر في بالأدب العربي؟! أعتقد أن الأدب يعكس لحدِ بعيد صورة المجتمع الذي يعبر عنه. ففي ظل الانقسامات التي تعتري جسد أوطاننا العربية، وفي ظل تأجج النعرات الطائفية والتفرقة العنصرية وثقافة تهميش الغير وإقصائهم فإن الأدب لا بد وأنه سيتأثر في هذه البيئة التي يتحدث عنها ويروي قصتها، ولذلك تبدو لي الصورة قاتمة في فكرة تقبل الآخر وأننا لازلنا في بداية الطريق لإرساء قيم المساواة الاجتماعية وفكرة احترام الآخر والحق في الاختلاف الفكري والثقافي ووجه النظر، التي أرها أنها ظاهرة صحية ومهمة في تكوين المجتمع وثرائه الديني واللغوي والديني.

سؤالك يعيدني إلى فكرة الدور الذي يلعبه المثقف في المجتمع. أو دعني أطرحه بشكل آخر ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه المثقف في مجتمه؟ هذا السؤال يذكرني بكتاب المفكر العالمي إدوارد سعيد "المثقف والسلطة" فالمثقف والقول هنا لسعيد هو الذي يملك مَلكة المعارضة، ملكة رفض الركود، وهو الذي لا يرضى بحالة حتّى يُغَيِّرها، فإذا غيَّرها بدأ يحلم بمواصلة التغيير. وهو الذي يأخذ موقفاً شمولياً من المجتمع. ويحس إحساساً داخلياً، بأنه هو (وحده!) المسؤول عن الإصلاح، عن التغيير، عن إلغاء الغبن، عن تدمير الظلم، هو صاحب رسالة، وإذا لم يمارسها فإن وجوده يصبح زائداً، أو فائضاً، أو غير ضروري. وكلام سعيد هذا يقودني إلى دور المثقف العملي بين أفراد وطنه، الذي يعمل في إحداث التغيير المنشود الذي يحلم به السواد الأعظم من الناس، وخاصة في وطننا العربي و في ظل التطورات المتواترة، في حلبة الصراعات الفكرية والعقائدية والطائفية، مستغلة التخلف الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في البلاد العربية .فشعوبنا بحاجة الى وقفة مخلصة، يمارس فيها المثقف دوره الريادي، في ترشيد الوعي، وتعبئة الناس باتجاه الخير ونبذ العنف، والتأكيد على الجوانب الإنسانية وتشييد المجتمع المدني، بعيدا عن الخصوصية وتشظياتها، سواء كانت دينية او مذهبية او قومية. لتعميق أواصر الوحدة والتماسك، وهو ما نحتاجه من أجل مجتمع حضاري، تختفي فيه مظاهر العنف والتنابذ والصراعات ألعقيمة وينهض فيه الفرد بمسؤولياته تجاه حقوقه وواجباته، ووقوفه بعزم مع سلطة القانون، وسيادة الدستور. ومن هنا إن استطاع المثقف أن يقوم بهذه الواجبات فسيكون الأدب قد أدى واجبه بأن يكون واحة سلام ومحبة وتعايش بين الذات والآخرين وبنى أواصر الاحترام وقبول الآخر بكل اختلافاته.

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

برأيي الشخصي أنّ قيم التسامح والمحبة في تراجعٍ مضطردٍ وسريعٍ في ظلِّ وصول بلداننا العربية إلى هاوية الأزمة، وهو أمرٌ ليس من قبيلِ الصدفة، ولا هو عشوائي، فالفكر الميكافيللي الذي تمّ من خلاله تخطيط ما "سوف يحدث لاحقاً"، وهو ما يحدث الآن، كان يتجه ويركز تماماً على فكرة التجزئة والخلاف، من الواضح والبديهي أنّه خارج أراضينا العربية تبحثُ الأمم عن الإتحاد لعمل معسكراتٍ تستطيع الوقوف سياسياً واقتصادياً في وجه القطب الواحد، بينما في أوطاننا تُغذى أتفه أسباب الإختلاف لتتحول إلى خلافٍ جذري يجعل أبناء الوطن الواحد، والقومية الواحدة، وحتى الدين الواحد يحملون السلاح ضدّ بعضهم البعض، إذ أنه ليس من مصلحة الدول الكبرى أن يتلاحم العرب تحت أي مظلة فكرية، سواء دينية أو قومية أو عرقية أو حتى مجرد مصالح مشتركة، لذلك تم زرع الفتنة والكره والخوف من الآخر، وتمت تغذيتها بكل الطرق المباشرة، وغير المباشرة، حتى صرنا في حروب أهلية بين بعضنا، دون أن يتساءل سائل فينا : لمصلحة من، ولماذا هذا الصراع المميت والمستميت؟ ومن هو المستفيد الحصري مما يحدث؟ رغم أن المستفيد لم يخفِ وجهه بشكلٍ كافٍ لكي نصاب بكل هذا العمى.

ولا أحد يختلف في المصالح الغربية على الأراضي العربية، فمن جهة بلادنا العربية تحتوي على حصة كبيرة من الثروات الطبيعية كالغاز والنفط، ومن جهة أخرى موقعها الجغرافي الذي يصل بين آسيا وأوروبا، ومضيق باب المندب الذي تقام الحروب لأجل السيطرة عليه، ومن جهة ثالثة كون بلادنا سوقاً استهلاكياً ضخماً للتجارة، لا أقلها مثلاً إشعال الحروب للتخلص من الأسلحة التي بدأت تصدأ في مخازن أمريكا بعد أن أسقطت التهديد الأكبر "روسيا".
أما عن تقصير الأدب، فدعني أقولها بعبارة واضحة، كل من حمل قلمه محارباً الفتنة القائمة بأي طريقة كانت، تم وسمه بالخيانة أو بالعمالة أو بالكفر أو بأفضل الحالات بالغباء وانعدام الرؤية العميقة.
وما عدا ذلك، يلعب الإعلام المرئي دوراً واضحاً في إشعال فتيل الفتنة والحرب، وهو فعلياً العامل الأقوى، فكافة شعوبنا تتابع الأقنية التي توافق اتجاهها الفكري، وتهمل الإعلام الآخر، وهكذا تصبح الرؤية من زاوية واحدة ضيقة وحادة لأبعد حد، وإذا تذكرنا أننا في غالبيتنا كعرب شعوب غير قارئة، ومتعصبة لأفكارها إلى أبعد الحدود، قل لي أي قلم هذا الذي يستطيع أن يدير كفة ما يحدث بالاتجاه الصحيح؟

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر


أعتقد أنّنا ما زلنا بعيدين عن فكرة تقبّل الآخر، فغالبيّتنا وإن تحدّثت عن قبول الآخر إلّا أنّها ما زالت تحمل في داخلها الخوف الّذي يحول بينها وبين تقبّله. وهذا واضح في مجتمعاتنا وتثبته النّقاشات الّتي تدور هنا وهناك، وتزيد منه الظّروف المحيطة بنا خاصّة تلك الّتي تهدد مصير الكثيرين ممّن يُعتبرون أقلّيات في أوطانهم. فإذا ما كان من نيّة للتّقدّم نحو الآخر، نرى السّعي إلى ذلك يتراجع بسبب هذا المدّ المتطرّف الرّافض لكلّ مختلف عنه.

القسم الثاني من الحوار انقر هنا

قيم المحبة والتسامح في تراجع مضطرد

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى