الأربعاء ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عـادل عطية

دع معرفة الآخرين تشرق فى قلبك!

"عشت من عمرى ثمانية وثلاثون سنة تحت الحكم الشيوعى..

وعلى مدى هذه السنين،

اُرغمت على الاعتقاد بأن معظم أهل الأرض أردياء ومرعبين.
وعندما سقط الستار الحديدى،

تمكنت من أن اقابل العديد من ابناء البشر..
فوجدت أنهم ليسوا أردياء،

ولا هم مرعبين!".

كلمات تفوّه بها مواطن بلغارى، يدعى: "دانيل فالبانتسكى"..
وهى قادرة على اثارة اكثر من مواجهة مع النفس..
هل يمكننا التغاضى عن التصنيف الابدى للدول، والشعوب ؟!..
والسكوت الآثم على النهش المؤلم فى هوية الغير؟!..
وهل ندرك، أن الدعاية المغرضة مرعبة.. وكذلك التحامل؟!..
فما أكثر الذين يدلّون باصبعهم نحو الآخرين،
ويؤكدون افكارهم المعادية من نحوهم،

واصفين اياهم:

بأنهم مثل النمر الأرّقط لا يستطيعون أن يغيّروا رقطهم!
صانعين، بارادة قوية، اسواراً قلبية قاسية، تفصل بين أفراد عائلة العالم!
،...،...،...

قد يكون لدينا تحامل ضد انسان، أو شعب من الشعوب، ماضيهم ملئ بالرقط من نحونا.
ونفتكر أنهم كما هم ولم ولن يتغيروا.

بل قد يكون لدينا فكر أكيد بألا نعطى الآخرين فرصة للتغيير.
ونظل نتجاهل افضل مافيهم، ونترقب دائما اخطاءهم!
وقد نكون مشحونين بالخوف والكراهية تجاههم بواسطة اناس مغرضين دنيئين..
ولا نحاول من جهتنا معرفتهم عن قرب؛
لنكتشف: هل نحن على صواب، أم خطأ؟!..
وهذا يعيق علاقتنا الانسانية.

صحيح أن النمر لا يستطيع أن يغيّر رقطه..
ولكن الانسان ليس كالنمر..
انه يستطيع أن يغير رقطه: رقط الاستغلال، والتعصب، والمعاداة، وكل رقط سيئ.
ان الناس يتغيرون على مستوى الافراد والشعوب؛ لاسباب: سياسية، واقتصادية، واخلاقية.
ويجب ان نتعامل معهم ؛ لكى نستطيع أن نكتشف انهم تغيروا.
وكم يكون خجلنا عظيماًَ؛ عندما يقوم الشخص الذى انتقدناه،
بعمل لم نكن نتوقعه منه.
أو يظهر خلقاً كبيراً لم نكن نظنه فيه.
وعندئذ نستطيع أن نرى آراءنا ومواقفنا
 دون زيف أو مغالطة –
قد فات زمانها، وتحتاج أن تتجدد.
،...،...،...
فهل تدع معرفة الآخرين تشرق فى قلبك؟!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى