الاثنين ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١٥
«حواء» يحتضن غزة
بقلم فراس حج محمد

ويستذكر سبعة وستين عاما من عمر النكبة!

أقام مركز حواء للثقافة والفنون في مدينة نابلس يوم الاثنين الموافق 18-5-2015 أمسية شعرية، ضمت نخبة من شعراء فلسطين وشاعراتها، فحضر الشاعر خالد كبها ومعالي مصاروة وفيروز محاميد من فلسطين المحتلة عام 1948، والشاعر الشاب حسام السّفّاريني من طولكرم، كما شارك في الأمسية الشاعر محمد الأخرس والشاعرة نادية فهمي من جنين، ومن نابلس شارك في الأمسية الشاعرة فاطمة ذياب وفراس حج محمد.

وفي الكلمة الترحيبية التي ألقتها مديرة المركز السيدة غادة عبد الهادي، استذكرت فيها بعض جوانب من النكبة التي يعيش الشعب الفلسطيني نتائجها الكارثية يوميا، وبينت أهمية ملامسة هذا الجرح والتعبير عنه شعريا ووجدانيا، وأما الدكتورة عبلة الفاري منسقة الأمسية فقد تحدثت حول النكبة وضرورة اهتمام الساسة الفلسطينيين بمقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الدولية على فظيع الإجرام الصهيوني الذي أدى إلى ما أدى إليه.

وافتتح الأمسية الشعراء القادمون من منطقة النكبة الأولى، بقصائد ونصوص عبروا فيها عن الأمل الذي يحدوهم في النصر في نهاية المطاف، وإن عبروا عن بعض الوجع في قصائد حزينة إلا أن نزعة التفاؤل لم تفارقهم. وأما الشعراء والشاعرات في نصف الوطن المحتل فقد عبروا بقصائدهم عن الانتماء لفلسطين التاريخية، تموج بهم مشاعرهم بين الأمل والألم والحنين.

وحضر الأمسية جمع من المثقفين، الذين قدموا مداخلاتهم القيمة حول أشعار الشعراء المشاركين في الأمسية، إذ لفت الشاعر عبد الرحيم محمود أهمية تطور الشعراء والبحث عن آفاق أخرى للقصيدة، وألا يظل الشعر في مستواه الأول لأنه سيموت ولا يعلق في الذاكرة، كما ألقى الشاعر نضال محمد دروزة قصيدة غزلية.

وفي ختام الأمسية وقع أ. فراس حج محمد ديوان "مزاج غزة العاصف" والذي صدر مؤخرا في رام الله عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل، وتحدث أ. فراس عن الديوان والظروف النفسية التي صاحبت تلك القصائد الثماني والخمسين التي تشكل منها الديوان، إذ كانت الحرب مجالا للموت والاكتئباب وعدم النوم، والتي أجملها كلها بحالة من الاكتئباب صاحبته وظهرت في قصيدة بعنوان "المكتئبون... كيف يفكرون"، ومما جاء فيها:
فكرة مكتئبة أخرى

ماذا لو رنّ الهاتف ونحن مكتئبان ومعنا في البيت هناك امرأة مكتئبة؟

كيف سيكون ردّ المكتئبين؟

وكيف لو صادف ذلك متصل مكتئب يبحث عن مكتئبين؟

ما العملُ؟

فكرة لم تكن لتنجح لأننا اكتشفنا ثلاثتنا أننا بدون هواتف خلوية

أو أنها صامتة

أو ربما كانت هي الأخرى مكتئبة لا ترنّ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى