الثلاثاء ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٥
بقلم تامر عبد الحميد أنيس

السفينة التائهة

كم عاشقٍ لكِ لم ينبَأْ بأسرارِ يُطِلُّ أهونُها من شرفة العارِ

لو ذاع أيسرُها يومًا لما احتملت أوتارُه نبضَها يسري على نارِ

جرت له أدمعٌ من قلبه انبعثت، ومدمَع القلب أقسى مِنْ لظًى هارِي

بالأمس كنتِ، وكانت منك مُلْهِمَةٌ له تثير به أفكارَ أشعارِ

واليومَ لم يبق في عينيكِ مؤتلقٌ إلا وقد غمَّه آثارُ آثارِ

فأينَ أنتِ ؟ انظري! في الأفقِ مـشرعةً سفائنُ العشق ترميك بأنظارِ

تباعدت منك أيام السماح على قرب المزار ولكنَّ القِلى سارِي

كل المحبين حين الحَيْنِ قد رحلوا وخلفوا خلفهم خُلْفًا لمهذارِ

وصرت تبكين مجدًا كلما غربت شمس النهارِ بدمعٍ جِدِّ مدرارِ

والليلُ ليلٌ طويلٌ لا به قمرٌ قد تأنسين به من وحشِه الضاري

ولا به مستراحٌ ترتجين إذا بلغته هدأةً رَوْحًا من الباري

عيناكِ سهَّدَها ظلمٌ وأرَّقَها كُفْرٌ وحرَّقها غدرٌ من الساري

والجرح منك جدارٌ لا حدود له من كل ناحية، لله من وارِ!

أتى الزمانُ على محرابكِ، انكسـرت فيك المروءة، مات الحلم في الثارِ

وضاع كل كريم من خلائق مَنْ أظللتهم زمنًا من خوف جبارِ

وصار أقصى مناهم سَتْرَ أردية وسدَّ جوعٍ ونوحًا من جوًى فارِي

قد صارعت ظلمة الظلم الذي شهدوا في نفسهم في عتوٍّ لمعَ أنوارِ

حتى استباحوا حدود الله بينهم، وكلُّ طائفةٍ منهم بمقدارِ

وفرَّقَتهم على الأهواءِ داعيةٌ، حتى تعادوا، وسالوا سَيْلَ أنهارِ

جَرَتْ مَقَادِيْرُ رَبِّ الكَوْنِ عالِيَةً، وكلُّ حادثةٍ كانَت بمِقْدَارِ

وليس تِيْهُكِ إلا ثَوْبَ حِكْمَتِهِ، فاسْتَبْصِـرِي، وارْجِعِي إليه، واخْتَارِي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى