الثلاثاء ٧ تموز (يوليو) ٢٠١٥
بقلم
وماذا بـَعْـــدُ..؟
وحْدكَ..كما لم تَكنْ مِن قبْلُ، يا صاحِبيتتصادَى مع الطريقوالأرصفةْتَمْرُقُ الكائناتُ، والحافلاتُإلى حتْفِها البعيدْولا تشرُدُ من نافذة الإغاثةوتَلْحقُ بالسَّفر الجليلْ..على كُرسي حَالمٍلم يَشْغلهُ راكبٌ مُحْتَملْربَّما تُغيِّر اتِّجاهَ الوقتِإلى مَحطاتٍ آفِلةْتُعيد تَركيبَ المَجالْحين يَخْتلُّ شَجرُ الخَيالْفي انْدِحارِ الهَضباتْأمامَ ناظرَيْكَتُداهِمكَ المنعرجاتْبالفزعِ الأكبَرْ.---------------وحدكَ...كما لو أن الأرضَ ألقتْ ما فيهاوتخلَّتْ عنكَ..إلى رُكنَ انزوائكَ في أقْصى، مَراميهاغلَّقتْ كلَّ أبوابِ الحُلمأطفأتْ مَجاليها.تناستْ زاوية ً..أنتَ ما زلتَ تسْهرُ فيها.على ضوْء العزلةِ ..وموسيقى الريحِ، وحْدكَلا شَريكَ يُدنيكَ..من ضفة الحضورِ.--------------وماذا بعد..؟لكيْ تبقى حَيَّا في النَّشيدمُنتصِبَ الإسْتعارةتَشْهد الرَّمقَ الأخير في القصيدَةمُسْتبشرًةً بجَنَّتِها الأخيرةْمَنْ يَحْرس حِسَّكَمِن ظِلال اليأس..تَمْشي بخُطى’ الواثِقِمِنْ مَحْوهِلأِسْراب ضَوْء تَقبَعُ فِي زَاوية النَّفْس الرقيقة..؟---------------وماذا بعْد..؟في هامِشِكَ المَنْسيِّ..ونَفادِ الخُطىتَمْشيكَ الطُّرقُ الجَديدةبلا أرْصِفة، تَرْتدُّ وراءًولا أشْجارإلى محَطًّاتِها البَعيدةولا نَصيب مِن حَكايا الأسْفاركيْ يَفرح الطِّفلُبانْتصار الخُرافةِخارجَ الإطارْوماذا بعْدُ..؟في مُسامَرة الغِيابِعلى كَراسي لُغةٍلا تُنْعِشُها نُكَهُ القَهْوةوالأحْوالوالذَّهاب..إيغالًا في الدَّهْشةِوالإيَّاب، انْتكاسًاعلى وقْع رَمادِكَ،في زحامِ الكَلامِبيْن أقْواسِ الحُلمِوالخُروج على النِّظامِفي غَفْلة مِن شُرطَة الأيَّامِ--------------وماذا بعْد..؟إذ تُغادر وقْتَك،حتَّى الذِّكْرياتُتَرْميكَ بالحَقائِب،فارغةًلا تُبقي مِن أثًرٍعلى وَرقِ الرُّوحيَحْفَظ مَجْدَ الجُروح-------------وماذا بعْد..؟لكيْ تُبرِّئَ الخَسارةَ في الهُنا، والأمْسِمِنْ دَم الرِّبْح المَهْدورعلى بابِ الجَسارَة..؟