الأحد ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم عادل عامر

وسائل الإعلام الاجتماعية في عالم متغير

يتفق العلماء على أننا نعيش اليوم عصر التكنولوجيا والمعلومات والتواصل الاجتماعي ، ونحن نعيش فعلا مجتمع المعلومات الذي يعتمد على استثمار التكنولوجيات الحديثة في إنتاج المعلومات الوفيرة لاستخدامها في تقديم الخدمات على نحو سريع وفعال ، وتشكل المعلومات أساسا في التنوير والتطوير ، ومن يملك المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب فانه يملك عناصر القوة والسيطرة في عالم متغير يعتمد على العلم في كل شئ بعيدا عن العشوائية والارتجالية ، ويشير مصطلح تفجر المعلومات Information Explosion إلى اتساع المجال الذي تعمل فيه المعلومات ليشمل كافة مجالات النشاط الإنساني مما يؤدي إلى النمو الهائل في حجم الإنتاج الفكري ، وتشتت الإنتاج الفكري ، وتنوع مصادر و أشكال المعلومات كالدوريات والكتب والبحوث والبيانات والندوات والمؤتمرات والرسائل العلمية الجامعية وبراءات الاختراع ، والمواصفات القياسية مما يحتاج إليه مجتمع المعلومات

ارتبط نشوء الصحافة والإعلام في العالم الثالث ومن بينها المنطقة العربية، التي كانت غالبية دولها خاضعة للاستعمار والهيمنة الغربية، بظهور ونمو دور النخب الوطنية والثقافية وطلائع حركة التحرر الوطني فيها، حيث لعبت الصحافة الفتية التي تعتبر آنذاك أهم وسيلة إعلامية، على الرغم من قلة إمكانياتها التقنية والتحريرية دورا متميزا على صعيد الدعاية والتنظيم والتحريض في معارك الاستقلال الوطني، وعلى صعيد الدفاع عن حقوق الشعوب وتناول المشاكل والقضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية.

في بعض دول العالم العربي وعلى مدى عقود، كانت الإذاعة والتلفزيون وغالبية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، وبما في ذلك الصحف المهاجرة تحت مظلة الدولة بشكل مباشر أو من خلال المعونات، من اشتراكات حكومية، إعلانات، الدعم، كما اتسمت وسائل الإعلام بوجه عام، بغياب التعددية وهيمنة وجهة نظر واحدة، وغياب الاتصال والحوار بين الآراء والتوجهات المختلفة المتواجدة في المجتمع، كما تخضع وسائل الإعلام في الغالب لمختلف أشكال المراقبة المباشرة وغير المباشرة.

الملاحظ أن غالبية الصحف وأجهزة الإرسال المرئية والمسموعة على الصعيد العالمي لا تستطيع الاستغناء عن المادة الإعلانية والدعائية حتى لو كانت تابعة أو مدعومة من قبل الحكومات، وفي الغالب تكون المادة الإعلانية لترويج منتجات وسلع استهلاكية غربية المنشأ، الأمر الذي يضعها تحت تأثير ونفوذ تلك الشركات المتعددة الجنسية.
نستطيع القول إن أهم سمة يتصف بها الإعلام العالمي الراهن هو غياب التكافؤ في المصادر الإعلامية والثقافية من حيث الإنتاج والتوزيع بكافة أشكاله، وكذلك عدم التوازن في تدفق الأنباء والأخبار والأفكار بين الدول الصناعية المتقدمة ودول الجنوب.

على هذا الصعيد يتفوق الغرب عدة أضعاف في اتجاهه من الشمال إلى الجنوب، كما تنعدم العلاقة بين مضمون المواد الإعلامية التي يسوقها الغرب والواقع الثقافي والاجتماعي والحضاري المغاير في غالبية دول العالم الثالث وطبيعة المشكلات والقضايا التي تواجهها.

في عام 1980 قدم ماكبرايد رئيس اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلام والاتصال تقريره إلى المدير العام لليونسكو وأشار فيه إلى أهمية النظر إلى ظاهرة الاتصال وفقا لمنظور شامل باعتبارها ظاهرة اجتماعية أساسية لا يمكن تحليلها بمعزل عن غيرها، بل يجب وضعها في سياق اجتماعي وسياسي وحضاري أوسع.

والوسائل اللازم توفرها لتحقيق نظام للاتصال أكثر اتساما بالطابع الإنساني وينتقل أفقيا بين أطراف متكافئة ويستهدف تحرير الإنسان بدلا من طبع البشر بطابع واحد وضمان خلق مزيد من الحرية والندية والاستقلال في مجال تبادل المعلومات والأفكار والرسائل الإعلامية

هناك الكثير من الشركات تقوم بتغيير الممارسات التسويقية للتعامل مع البيئة الرقمية والاجتماعية. يتناول هذا المقال كيفية تحويل وسائل الأعلام الاجتماعي إلي الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا بعض الشركات التي تؤدي وظائف التسويق في المنزل قد يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى خدمات الاستعانة بمصادر خارجية للتسويق بعد الآن. من ناحية أخرى يوجد المزيد من التغيرات للشركات بشكل ملحوظ لاستراتيجيات التسويق الخاصة بهم للتعامل مع المنافسين في البيئة من أي وقت مضى أكثر من الرقمية والاجتماعية.

نجح موقع فيسبوك في تجاوز منافسيه من المواقع الاجتماعية الأخرى عبر استيعاب حاجة المستخدمين وتلبيتها، واستطاع تعزيز موقعه في المقدمة، فيما بقيت المواقع الأخرى مثل "فريندستر" معقدة أكثر من اللازم ومتخمة بالخدمات والمعلومات.
وتقدر قيمة فيسبوك حالياً بما يقارب 15 مليار دولار، واستطاع أن يثبت صدارته التي لا يمكن أن ينافسه عليها أحد، لكن ذلك السيناريو من الصعب أن يتغير، إذ بعد أن تستحوذ شركة ما على شريحة واسعة من المستخدمين، فمن الصعب بمكان منافستها خاصة مع ازدياد قيمتها بشكل متواصل بحسب آريس، التي تشير إلى أن موقع فيسبوك قد نجح في تلبية احتياجات مستخدميه الأساسية، لذا فليس هناك حاجة أو مكان لمنافس آخر في نفس المجال، ومع أن هذه الحالة قد تتغير بعد بضعة سنوات، لكنها لا ترى حاجة لنموذج مشابه آخر في السوق على المدى المنظور، وحتى في حال نجاح موقع آخر في تحقيق أداء أفضل من فيسبوك في المستقبل، فمن الصعب بمكان أن تتغير خارطة الانترنت الحالية خاصة مع وجود "غوغل" الذي يستحوذ على شبكة واسعة من المعلنين إلى جانب "فيسبوك"، الذي يستحوذ على شبكة واسعة من المستخدمين حول العالم.

طريق سهل للخروج من هذه المشكلة هي الاستعانة بمصادر خارجية للخدمات وسائل الإعلام الاجتماعي التي يتم تدريبها ومؤهلة للعمل في عالم متغير بسرعة عبر الإنترنت. لأن وسائل الإعلام الاجتماعي قد غيرت طريقة الشركات بالقيام بأعمال تجارية، فإنها تحتاج إلى ضبط الممارسات وبالتالي يمكن أن تستفيد من عمليات تسويق الاستعانة بمصادر خارجية.
هناك الكثير من الشركات أصبحت اجتماعية أكثر من أي وقت مضى : جعلت هيمنة وسائل الأعلام الاجتماعي من الأمور الحيوية بالنسبة للشركات التي تعتمد بصورة أكبر على هذه المنصات للتواصل مع العملاء والبقاء في صدارة المنافسة. ويمكن خبير مساعدة الأعمال التجارية لخدمات التسويق في العثور على قمة أداء القنوات الإعلامية والاجتماعية. لذلك قاموا المتخصصين في مجال التسويق الاستعانة بمصادر خارجية لفهم المطلوب من تغير عارضة أتباع الأعمال التجارية في وسائل الإعلام الاجتماعي إلي ولاء العملاء والاستفادة الكاملة من إمكانيات الشبكات.

تواجه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية مجموعة من التحديات التي يمكن رصدها من خلال استعراض تجربة المواقع العالمية الأبرز، ومنها موقع التعارف الاجتماعي بيو "BEBO"، الذي كان في صدارة مواقع الانترنت الاجتماعية خلال عام 2008، حتى أنه تفوق على المواقع الأخرى على غرار "فيسبوك" و"ماي سبيس" آنذاك، وبناء على موقعه المتقدم في السوق، قامت شركة AOLالعالمية المتخصصة في خدمات الانترنت بالاستحواذ على الموقع مقابل 850 مليون دولار، وذلك بهدف تعزيز موقعها في أسواق الانترنت، لكن وبعد أقل من عامين، برز تغير جذري في عالم الانترنت وتدهورت مكانة موقع "بيبو" بين المواقع المنافسة الأخرى، مما دفع بالشركة إلى التخلص منه ببيعه بأقل من 10 مليون دولار إلى شركة استثمارية صغيرة وهي كريتريون كبيتال بارتنرز.

العوامل المؤثرة في فعالية وسائل الإعلام

هناك عوامل متعددة تؤثر على فعالية وسائل الإعلام وقدرتها على التأثير والتغيير وقيادة المجتمعات، وهذه العوامل يمكن التعبير عنها بالمتغيرات التالية:

1. متغيرات البيئة: وهي كافة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي قد تكون مساعدة لوسائل الإعلام على إحداث التأثير والتغيير، أو تكون عوامل تضعف فعالية وسائل الإعلام.

2. متغيرات الوسيلة: وهي العوامل المتعلقة بوسائل الإعلام ومصداقيتها، وتنوعها، وشمولها، وتجانسها، وهل هي متشابهة ومتسقة أم لديها تنوع وتعددية إعلامية.

3. متغيرات المحتوى: يلعب المحتوى وقدرته على الاستمالة، والإقناع، والتنوع، والتكرار، والجاذبية، وإشباع حاجات المتلقي، دوراً مهماً في فعالية تأثير وسائل الإعلام.

4. متغيرات الجمهور: متغيرات الجمهور لها دلالة كبيرة في فعالية تأثير وسائل الإعلام، حيث يختلف الأفراد في خبراتهم، وثقافتهم، وتعرضهم الانتقائي لوسائل الإعلام، وقابليتهم للتأثر، بل إنه أحياناً يستجيب الشخص الواحد بشكل مختلف لنفس المحتوى وفقاً لظروفه الصحية أو النفسية أو الاجتماعية.

5. متغيرات التفاعل: إن آلية التفاعل وطريقته وهل هو جماعي أم فردي، كل ذلك يحدد مدى فعالية تأثير وسائل الإعلام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى