الخميس ٢٧ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم محمد محمد علي جنيدي

نداء الأقصى

يا أيها الأقصى الحزين جواري
طال الغمام وما طويت نهاري
منذ اعتدى الغازي عليك فنارُهُ
حقد أصاب أواصر الأمصارِ
جاءوا إليك على غليل قلوبهم
لبسوا رداء الجهل والإنكارِ
جاءوا بوعد الشؤم حل بدورنا
سكنوا جحور الأرض والأحجارِ
مكثوا طويلا وارتضوا عدوانهم
لغة تصارع حلم كل حوارِ
عجبا لهم يرمون قدس بلادنا
بالنار وهي مدينة الأبرارِ
كيف ارتضوا تدنيس أول قبلةٍ
كيف استباحوا جامع الأخيارِ
حاشا الذي أحيا القلوب بعدلهِ
يضنيك طول الدهر والأعمارِ
يا صانع الأبطال حسبك ربنا
الله لن يخزيك بالأشرارِ
أسرى إليك الحق خير عبادهِ
صلى بأمر مقدر الأقدارِ
فيك التقى بالمرسلين كأنهُ
نجم دنا شوقا إلى الأقمارِ
فالأنبياء جميعهم من خلفهِ
نور يسامر طلعة الأنوارِ
إن الذي دوى المسامع صوتكم
ملأ الضحى وضمائر الأسحارِ
أبوابك السبع العتيقة تشتكي
لله أين أحبة المختارِ
أين التقى والأسر يدمي معصمي
يا قدس من يفدي عبير غباري
ويهيج صوتك في البرايا هاتفا
هل يا صلاح الدين هان وقاري
هذا نداؤك يستفيق ضميرنا
يشكو لرب الكون طال حصاري
بالله لا تشك الأحبة إننا
نطوي إليك نوائب الأسفارِ
يا توأم البيت الحرام رحالنا
ستظل زاحفة على الأسوارِ
لا يأس مهما الأسر طال بعصبةٍ
لله تحيي العمر في الأذكارِ
ستعود يوم الزحف عال بيننا
عند اللقاء يهون كل عثارِ
سنقدم الأرواح رهن فدائكم
لنهد ظلم الكبر بالإصرارِ
الله أكبر من مكائد خلقهِ
هو ركننا في الظلم والأخطارِ
ستعود حتما رغم أنف المعتدي
والوعد وعد القادر القهارِ
يا ثالث الحرمين يحفظك الذي
يبقي جزاء النصر للأطهارِ
لم يبق إلا ساعة في علمهِ
تجري كجري الريح والإعصارِ
لله يا أقصى يظل هتافنا
لبيك ملء السمع والأبصارِ
أبدا ولن نرضى بأعذار سدى
فالحق ليس مطية الأعذارِ
إن يجنحوا للسلم نرض سلامهم
بالعدل لا لمخافة من نارِ
ما نال جيش الظلم مجدا إنما
نيل العلا والنصر للأحرارِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى