الأربعاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

ندوة لمناقشة كتاب «ترنيمة عشق»

تحت رعاية جمعية سيدات مصر بأبو ظبي والتي تترأسها افتتان فراج أقيمت ندوة لمناقشة كتاب (ترنيمة عشق) للكاتبة الصحفية والأديبة المصرية حورية عبيدة وفي بداية الندوة قدمت الكاتبة عرضا لمؤلفها الذي صدر حديثا ويحوي 80 ترنيمة عشق تقول عنها : الكتاب هو ترنيمة عشق للوطن والحياة وللذات الإنسانية كي لا نكون مجرد نقطة عابرة في الحياة؛سطورٌ سطّرها قلمي العاشق للحب والجمال؛قلم يدرك التضحيات والآلام التي يمر بها إنساننا العربي، ويدعو لملامسة مواطن الجمال ومهامستها في حياتنا؛ دعوة لنحيا إنسانيتنا بشكل يستحقه ذلك الإنسان الذي نفخ الله فيه من روحه وأسجد له الملائكة تشريفا وتعظيما وتقديسا له ، بما يجعله قادرا على أن يحيا بعيدا عن القبح الذي لا يليق به ، يبغي الكتاب أن نفر من قبح معاملاتنا وحواراتنا وإعلامنا ، لننال نصيبنا من الفرح الإنساني النبيل؛ لأن إعمار الكون لا هدمه هو دورنا المُحتّم في الحياة،وأن تجميله وتحسينه لهو الشأو العظيم الذي يتوجب علينا بلوغه.

أضافت الكاتبة الصحفية والأديبة المصرية حورية عبيدة : رصدت مواطن قبح كثيرة يحياها المواطن المصري والعربي؛ويحاول أن يميط اللثام عن همومه ومشاكله وتمزقه السياسي والطائفي والمذهبي والعرقي؛ويقدم حلولا ممكنة وغير مستحيلة؛طالما تصدق النيات وتشتد العزائم؛يقدم نقدا بناءً لا انتقادا هداما؛يتجول مع هموم بلادنا العربية ليسبر أغوارها بغرض طرح حلولا لها وتجميل واقعنا المهترئ فالعربي بأمجاده وتاريخه وإنسانيته وسمو رسالته يستحق أن يصبو دائما نحو الرقي والإبداع ومواطن الجمال، وأراهن دوما على وعي الأجيال القادمة بالخطر المحدق بوطننا ونظريات التأمر التي تلفه؛وأثق في قدرة الشباب على القبض على زمام الوعي وإنهاض الوطن من كبواته وعثراته ودرء مفاسده؛ فأوطاننا مقل العيون وجواهرنا العتيقة تحتاج لأن نصنها قبل أن نفقدها،ولا أنسى الجاحظ في رسالته حين قال " كانت العرب غذا غزت أو سافرت حملت معها تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه " فهل كان ذلك حقيقة أم ضربا من الجنون أو الخيال؟!
أدعو لأن نبني وطنا إذا صح منه الود فالكل هين ونريد نفوسا عظيمة .. فبأي مصنع ينتجون ليتحملوا سفاهة بعض العقول الساكنة في العيون والألسنة؟.. لله در من قال " أنتظر فجرا .. لأمة تعرت .. تبحث سترا .. لأمة تفرقت شبرا شبرا ,, لأمة تشبعت ذلا وعهرا .. أنتظر فجرا يعيد فجرا..

وجهت حورية عبيدة رسالة خاصة للشباب ليتسلقوا جبال الهموم التي حُمّلوها دون جريرة منهم ولا ذنب؛ ودعتهم ألا يصنعوا تمثالا من الفشل ليدوروا حوله؛ ودعتهم أيضا ليعشق كل منهم ذاته ويتسلق وعورة روحه؛ ويميط اللثام عن إمكاناته وقدراته ويصر على ألا يكون إلا نفسه، وأن يكون مثلما يود لا مثلما يود الآخرون؛ فلم يخلق الله في كل هذا الكون ورقة شجر تشبه الأخرى؛ ثم قالت الكاتبة : اجعل حياتك قصة تستحق أن تروى,, اخلع يأسك .. جازف مادمت حيا.
في سياق متصل قالت الكاتبة : على الشاب أن يضع يده ويتمسك بلحظته السحرية؛ تلك اللحظة التي يعرف فيها قيمة ذاته ويغرس غرسته في الحياة ويعزف لحنه؛ ليترك أثرا طيبا للأجيال القادمة؛ ففي الحياة ما يستحق أن نعيشه؛ لأن كل يوم هو دعوة إلهية متجددة لنحياها لا لأن نموت قبل موعدنا.

أشارت المؤلفة إلى أنها في كل كتاباتها التي تتحدث عن أوضاعنا المريرة تبحث دائما عن بصيص نور,بارقة أمل ودفقة ضياء وفيض من التصافي بين البشر... تبحث عن ترنيمة عشق للحبيب والوطن والدين والخير والفن والحياة والجمال كي نستمد القوة وتعلو الهمة لنجابه اليأس الذي يحاول البعض أن يجعلنا نحياه.

بدأ الخبير الإعلامي وأستاذ الصحافة بالجامعات الإماراتية والمصرية د.حماد إبراهيم تعقيبه بالتفرقة بين مدرستين في الكتابة الصحفية؛الأولى مدرسة تعلي من شأن الاهتمام بالجنس والفن والرياضة بهدف إلهاء الجماهير عن قضاياها الحياتية،والثانية تعطي الجمهور مامن شأنه رفع وعيه وتبصرته بأوضاعه ومشاكله بهدف البحث عن حلول لها، وأضاف أن الكاتبة والأديبة حورية عبيدة تنتمي للمدرسة الثانية وهو" ماجعلني أوافق على الفور في حضوري للندوة وأنا معروف عني عزوفي الشديد عن المشاركة في العديد من الندوات التي عرضت عليّ؛بالنسبة للكتاب فهو يوزعنا بين ثنائية في منتهى الأهمية؛حين تأخذنا الكاتبة بين روعة اللفظ وجمال اللغة ودقة التعبير والإبداع الفني في أسلوب كتابتها من ناحية ؛ وبين عمق الفكرة وخصوبة رؤية المؤلفة من ناحية أخرى ".

إدراك حورية عبيدة لا يقف عند مجال بعينه؛ فهي صاحبة وعي في مجال القصة القصيرة والأدب العربي؛ وتفهم بنفس القدر في الأحوال السياسية؛ وتمد بصرها في المجال الاقتصادي؛ وترصد في ذات الوقت أحوالنا الاجتماعية، وترنو بنظرها للأفق العربي فتتأسى لحال القضية الفلسطينية وترحل لسوريا وتحمل هم اليمن الذي لم يعد سعيدا ؛ ثم تطوف بنا في بغداد ولبنان وليبيا، ثم تفاجئنا بعودتها لتطرح مشاكل المرأة العربية من خلال بوح نسائي خاص.
أضاف د.حماد إبراهيم : الكتاب يطوف بك من مفهوم الشورى في الإسلام إلى القضايا الأخلاقية وتفشي البذاءة في إعلامنا، ثم لزمان الوصل بالأندلس ونزار قباني حين تعارضه الكاتبة فتقول له " من بدأ المأساة لن ينهيها" مشيرة إلى التدخل الغربي في بلادنا، ثم تعرج لقضايا المرأة التي تطالب بالإنصاف لا التحرير، ثم تكتب " أنا الحرة فاتبعوني " كي نتبعها نحو الحرية، ونحو الاهتمام بأطفال الشوارع التي أسمتهم " زهور ربيع منسية".

وعي الكاتبة يظهر مدى حساسيتها تجاه مايجري في المجتمع، بمعنى أننا نعيش كل هذه القضايا ولا نتوقف أمامها، لكن حورية عبيدة تتوقف وتجعل منها قضايا رأي عام وتبحث في أصولها، حتى ولو تناولت القضية أحيانا بشكل كوميدي؛ حين سردت قصة السائق الباكستاني ومغازلته لها فإذ بها تستغل الواقعة لتفجر قضية صورة المرأة المصرية المشوهة في إعلامنا.

تمتاز كاتبتنا بانتهاجها المنهج النقدي تجاه قضايا المجتمع حيث تنقب عن الإيجابيات والسلبيات؛ فنلمس نزوعها الدائم نحو التغيير، وقدرتها على ملامسة أماكن العطب في مجتماعاتنا وتراهن على قدرتها على رفع الوعي تجاه قضايانا ليزداد إحساسنا بأمراضنا ؛ ومن ثم نمتلك الإرادة السليمة لبداية حل مشكلاتنا، وذلك هو بداية طريق التغيير
تتمتع الكاتبة بمهارة عالية ومتميزة في طرح تساؤلات صحيحة فتفجر فيك التفكير في مسارات مختلفة؛ وذلك نوع نادر من الكتابات الصحفية والإعلامية! فتسأل مثلا: هل نلوم شبابنا وهم أحلامنا أم نلوم أنفسنا لأننا نقتل أحلامهم؟ ماذا يهمنا لو كان الغرباء لنا ينتصرون ونحن نصنع هزيمتنا بأنفسنا؟ لماذا نجاحاتنا داخل أوطاننا فردية ونتباهى بها؛ وخارج الوطن تكون بروح الفريق وأيضا نتباهى بها؟! من ينقب في تراثنا الأدبي الراقي ليستخرج روائعه لتطريب الأذن على شاكلة الموشحات الأندلسية البديعة بدلا من الابتذال والنحطاط والرداءة التس تتخمنا بها فضائياتنا ؟!
ويتابع الخبير الإعلامي قائلا : الكاتبة تتباكى على أحوالنا العربية فتهز المشاعر وهي تكتب قائلة " اخلع نعليك في سوريا فدماؤها عربية إسلامية؛ وتصرخ متسائلة : إلى متى يا دمشق تقفين على بقايا حطام كبريائك ؟ ومتى تهزمين الموت ؟ يا كنز الأحلام في مقالها " حين يخون العاشقون"؛ ثم تعود لتردنا للشأن المصري متسائلة : هل الثورة سبب في الكراهية السائدة في مجتمعنا ؟ وهل هى المسئولة عن البذاءة أم أن المصري بطبعه بذيء؟!
ثم تم فتح باب النقاش حيث تفاعل الحضور بإبداء وجهات نظرهم في التساؤلات المطروحة،وأكدوا على أن إنساننا العربي يمتلك من الخصال والمقومات مايجعله يعيش حياته بأفضل مما هو عليه،لكن الإرادة والقدرة على تجميع الهمم وشحذ العزيمة هو مانحتاجه في هذه المرحلة.ومع ذلك فكلنا نعشق الوطن مهما كان حضنه قاسيا نتيجة للظروف القاسية التي يمر بها عالمنا العربي حاليا.

يذكر أن كتاب ( ترنيمة عشق ) للكاتبة الصحفية والأديبة المصرية حورية عبيدة يحوي 80 مقالة صحفية؛بعض عناوينها : " حين يخون العاشقون " و" وابغداداه " و" سنة أولى حب " و " الأولة آه يا وطن " و" ترنيمة عشق "و " بلقيس يا وجعي " و" قلب العصفور " و" كفانا قبحا " و" البحر سيعود ثانية " و" الغرفة 616 " و" بلادنا أقرب لداعش من حبل الوريد " و" يوم أخير لنا " و" خُدعت باسم الهوى والعشق "و " وعلى الوعي نراهن " و" من للجميلة؟ "و " من بدأ المأساة لن ينهيها " و" زهور ربيع منسية " و" متى تصير الحكمة عربية ".

الكاتبة الصحفية والأديبة حورية عبيدة تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الصحافة وعضو لجنة التحكيم بمسابقة القصة القصيرة بإذاعة بي بي سي لندن عربية ومستشار لمجلة لغة العصر الصادرة عن مؤسسة الأهرام وتولت رئاسة تحرير مجلة " إسلامية المعرفة " بالقاهرة وتكتب مقالا صحفيا ثابتا في صحف : الجمهورية وفيتو والمشهد ومجلة لغة العصر وتكتب مقالا ثابتا بمجلة عين الإمارات ونشرت لها صحيفة صوت الأحرار الجزائرية وصحيفة فاس المغربية وعملت بمجلة نصف الدنيا والأهرام العربي والموقف العربي وصوت العرب بالقاهرة كما عملت بالصحافة الخليجية بمجلة زهرة الخليج وجريدة الخليج الإماراتية وأشرفت على دورات تدريبية للصحفيين الشباب بمعهد الأهرام لتدريب الصحفيين وصدر لها: كتاب " ترنيمة عشق " وقيد الطبع مجموعة قصصية وكتاب يحوى أهم مقالاتها الصحفية " الجزء الثاني ".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى