الخميس ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
مدينة مرتيل

تحتفي بتجربة محمد الشيخي الشعرية

نظم "منتدى روافد للثقافة والفنون" بمركز الأندلس بمدينة مرتيل، يوم السبت 14 نونبر 2015 مساء، لقاء مع الشاعر المغربي محمد الشيخي، وقد سيرت اللقاء رئيسة المنتدى الدكتورة والشاعرة فاطمة الميموني.
في البداية قدم الشاعر والناقد الدكتور أحمد هاشم الريسوني ورقة بعنوان "مشاء في القصيدة"، تحدث في مستهلها عن علاقته بالشاعر التي تعود إلى فترة الثمانينيات، ثم توطد هذه العلاقة الانسانية والشعرية بعد انتقال الشيخي للعمل بكلية الآداب بتطوان.

وتحدث أحمد هاشم الريسوني عن شعرية الشيخي، مؤكدا أنه شاعر يمثل شعراء السبعينيات، هذه الفترة التي عرفت صورا صادمة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقد مثل ديوان "حينما يتحول الحزن جمرا" هذه المرحلة، في حين سيمثل ديوان "الأشجار" تحولا رؤيويا وخروجا، ليعتبر أكثر التصاقا بالذات الشاعرة. ويأتي ديوان "وردة المستحيل" لتناول تيمات جديدة، فهو ديوان يخترق الزمن، أو يعانق اللازمن – حسب تعبير الريسوني ـ لينساب في ثنايا المستحيل، تماما كما ينساب الماء، وسيمثل ديوان "ذاكرة الجرح الجميل" امتدادا للديوان السابق "وهو ما يؤكد – حسب تعبير أحمد هاشم – وفاء الشاعر للقصيدة في مقاماتها الظاهرة والخفية"، أما ديوان "فاتحة الشمس" فاعتبره الباحث أندلسي المنحى.
بعد ذلك قدم الشاعر والناقد الدكتور المعتمد الخراز مداخلة موسومة ب"محمد الشيخي شاعر التحولات"، قام فيها برصد التحولات التي عرفتها تجربة محمد الشيخي الشعرية، حيث أكد أن بدايتها كانت رومانسية، لينتقل الشيخي بعد ذلك إلى المرحلة السياسية الواقعية التي مثلها ديوان"حينما يتحول الحزن جمرا"، وقد رصد الباحث المعتمد الخراز في هذه المرحلة حضور موضوعة "المدينة" عند الشيخي وتيمة الشعر والشعراء في قصائده، والتحولات التي عرفتها هذه التيمات داخل الديوان، لينتقل بعد ذلك إلى ديوان "الأشجار" الذي اعتبره الشاعر امتدادا لسابقه على مستوى الرؤية ومعانقة مبدأ التحول، لكن مع صدور ديوان "وردة المستحيل" وما سيليه من دواوين التي بلغت الثلاثة، ستعرف تجربة الشيخي تحولها الثاني، ليعانق الشاعر قضايا الذات والقضايا التأملية، كما سيقف الباحث مع الملمح الأتوبيوغرافي في شعر الشيخي، مركزا على ذاكرة الطفولة في قصائده، ويختم برصد تحولات الشكل في دواوين الشاعر المحتفى به عبر مراحله الشعرية.
بعد ذلك قرأ الشاعر محمد الشيخي كلمة تحدث فيها عن سبب توقفه عن الكتابة بعد صدور ديوانه "الأشجار" 1988، وربط ذلك بما عرفه العالم من تحولات، كان عليه أن يقف لحظة للتأمل وإعادة النظر في القصيدة، وأكد أنه من الشعراء المقلين، كما أكد أنه بعد ديوان "وردة المستحيل" أصبحت لديه رغبة في القطع مع الوظيفة التغييرية للشعر والبحث عن أسلوب شعري خاص، كما أكد أنه يفضل السكون والصمت الذي يعتبره تمهيدا للعاصفة "الشعرية".

بعد فتح مساحة للحوار بين الحاضرين والشاعر، أكد أن تجربته تغتني بكل القراءات النقدية التي تتوجه لأعماله، بل إنه يستفيد من حوارات مختلفة مع قرائه، وأن تجربته تستفيد من تجارب غيره من الشعراء سواء القدماء أم رواد القصيدة المعاصرة أم الشعراء الشباب..

وتجد الإشارة إلى أن اللقاء حضره عدد غفير من طلبة وأساتذة ومثقفي مدينتي مرتيل وتطوان، مثل الروائي والأكاديمي عبد الرحيم جيران، والباحثة والدكتورة سعاد مسكين والروائي عبد الجليل الوزاني، والشاعر والروائي محسن أخريف، والقاص عماد الورداني، والقاص حسن اليملاحي، والباحث أحمد بنعياد، والقاص محمد بروحو، والفاعل الجمعوي مصطفى استيتو، والشاعرة نهاد المودن، والكاتب والمترجم عبد اللطيف البازي....
وختم اللقاء بقراءة الشاعر محمد الشيخي لقصيدته "ذاك الربيع..!" من ديوانه الأخير "فاتحة الشمس" الذي صدر سنة 2015.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى