الخميس ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
الذكرى السنوية الأولى
بقلم عبد العزيز زم

لرحيل الشهيد (يحيى ابراهيم زم)

ابن
الشهيد يخاطب أباه قائلاً :
عامٌ مضى يا قدوتي
أشعلــتَـها ناراً بقلبِ الطفلِ في صدري
صقلتَ جوارحي
فاعشوشبت شهقات حلقي
أزهرتْ وردَ الشقائقِ
في فمي كي أذكركْ
عامٌ مضى يافكرتي
أسرعتُ في طيّ الطفولة باكراً
كي أفهمكْ
أصبحتُ أهلاً أن أقولَ بكلّ فخرٍ
وارتجالٍ
أنني إبن الشهيدْ
لستُ اليتيمَ المزدرى في وضعهِ
فدماكَ تكفي كي تغذّي
ألفَ جيلٍ ثائرٍ حتى الوريدْ
ودماكَ تكفي كي تكونَ منارةً
تستنهضُ الأحرارَ
في ليلِ الزمانِ
تضيءُ في ساحِ الجهادِ كما تريدْ
كلّ القضية يا أبي
أني كبرتُ بداخلي كي أشكركْ
كل القضية يا أبي
أني على كتفيكَ
كنتُ أعانقُ العلياءَ منفرداً بها
واليومَ أسمو للسماءِ بمفردي
كي أحضنكْ
أنت القضية يا أبي
أنت الجمالُ سئمتَ من قبحِ الحياة
رأتكَ عينُ الألمعيِّ بذوقهِ
أغرتكَ قالتْ "هيتَ لكْ"
من شوقها لم تكتفي من مرّةٍ
لتنالَ قلبكَ
مرّتينِ دنتْ لصدركَ قـبّـلـتـكْ
ورحلتَ محبوباً يعانقُ
من أحبَّ عناقهُ
لله درّكَ يا أبي
ما أجملكْ
وصرعتَ إغراءَ الحياة
بجولةٍ
لله درّكَ يا أبي
ما أشجعكْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى