الخميس ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

تأبين خليل كلفت بالأعلى للثقافة

شهد المجلس الأعلى للثقافة تأبين المترجم والأديب خليل كلفت وذلك بالتعاون مع ورشة الزيتون والمركز القومي للترجمة وبمشاركة الشاعر شعبان يوسف ود.أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ود.أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة والكاتبة سحر توفيق وأمير سالم ومحمد بكر ومحمد فرج، وشوقية الكردي وغيرهم من رفاق خليل كلفت.
قدم شعبان يوسف للاحتفالية متحدثًا عن تاريخ المترجم خليل كلفت في الساحة الثقافية بدءًا من مجلة جاليري 86 ومجلة الآداب حيث مقالاته المهمة عن خليل حاوي والبياتي وأوضح أن كلفت له باع في الكتابة السياسية بالإضافة إلى الترجمة التى نبغ فيها وأن خليل كلفت قد قدم مع زملائه ماركيز لأول مرة بمصر من خلال مجلة "الطريق".

أما الدكتورة أمل الصبان فقد أكدت أن كلفت قد استطاع أن يقدم حضورًا بارزًا في الثقافة المصرية عبر مقالاته وكتاباته وترجماته التي بدأت مبكرًا من خلال المجلات المهمة مثل جاليري 68 والآداب البيروتية وعلى سبيل المثال لا الحصر رده الشهير على أدونيس وغالي شكري وأشارت إلى مقالاته في جريدة الانتفاضة مما جعل منه مناضلاً كبيرًا توازي مكانتة المهمة في الترجمة والأدب وبخصوص الترجمة أضافت الدكتورة أمل أن كلفت كان ولعًا بها وبحث ونقيب وراء اللفظ وهذا ما أثار لديه اهتمامه بالمعاجم وكانت له آراؤه في الترجمة التي بين أيدينا وما تشمله من ضعف بسبب عدم الفهم الكامل للمترجم لما يترجمه وأيضًا بسبب جمود اللغة العربية التي تفتقر إلى الديناميكية مما جعل اللغة العربية في حالة ركود يتطلب البحث عن مخرج له.

وعن الترجمة تحديدًا وعن الدقة والجهد والمثابرة أضاف الدكتور أنور مغيث أن كلفت كان نموذجاً في الجدية وفي السعي في كل لفظ وكأنه يطارده من أجل الوصول للمعنى الصحيح له وليس أدل على ذلك من ترجمته للكتاب الصعب "الثورة الفرنسية والنظام القديم" وأضاف أن كلفت كان حريصًا على الإلمام بكل الأدبيات الثورية في العالم وأن تأثير خليل كلفت سيظل واضحًا سواء على من عاصروه أو على الأجيال اللاحقة عليه وأن هدف كلفت من الترجمة كانت تكمن في رغبته للوصول إلى التنوير وأيضًا نتيجة قلقه الداخلي والرغبة في المعرفة وطموحًا في الوصول إلى إجابات الأسئلة الكبرى داخله ثم أوضح أنه كان متنوعًا في حقل الترجمة ما بين الترجمة عن الأطفال والأدب والثورة.

عن الجانب الإنساني تحدثت الكاتبة سحر توفيق وأكدت أنه كان يهتم بالآخر حتى في أيام مرضه كما أشار أمير سالم عن الجانب المخلوط بالثقافة في حياة كلفت وكيف أنه مع مجموعة كبيرة من الكتاب مثل بهاء طاهر وأصلان وسيد حجاب وإدوارد الخراط وإبراهيم منصور قد استطاعوا نقل المثقف من الحلم إلى أرض الواقع.

يذكر أن المترجم والأديب خليل كلفت توفي ظهر يوم الاثنين 9 نوفمبر 2015 بعد صراع مع المرض وهو ناقد أدبي وكاتب قصة قصيرة ومؤلف ومفكر سياسي واقتصادي ولغوي ومعجمي ومترجم مصري ومن مواليد 9 أبريل عام 1941 في النوبة وترجم العديد من إبداعات المبدعين الإنجليز والفرنسيين وشارك في تشكيل وصياغة اتجاهات الفكر السياسى العالمي وانشأ عددا من القواميس والمعاجم اللغوية المهمة والتي لا غنى عنه لأى باحث وأشهرها إلياس وهاراب التجاري ومعجم تصريف الأفعال وغيرها.

يعتبر خليل كلفت في المجال اللغوى حجة قوية وإسهاماته العديدة في هذا الأمر ترشحه لذلك وقد نشرها في مجلات قضايا فكرية وابن عروس وهي دراسات عن الازدواج اللغوى بين الفصحى والعامية وتجدد النحو وتطويره وتخليصه من كافة المعوقات التي تعرقل تطور ونمو اللغة ذاتها ويجعلها متأخرة عن كل اللغات الأخرى الحية.

يضاف إلى ذلك أن خليل كلفت بدأ حياته ناقدا حصيفا وواعيا ونشر دراساته ومقالاته في جريدة المساء التي كانت تصدر صفحة شبه يومية وكان يشرف عليها الراحل الكبير عبد الفتاح الجمل وكتب خليل عن الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي مجموعة مقالات صدرت في كتاب مستقل بعد ذلك في السبعينيات وكتب عن الشاعر الفلسطيني توفيق زيادة وبشر بأدباء المجلة وكتب مقالا كبيرا عنهم قبل أن يصبحوا كتابا كبارا وأبرزهم سعيد الكفراوي وجار النبي الحلو ونشر أيضا بعض دراساته وإبداعاته الشعرية والقصصية في مجلة جاليرى 68 وهو يعتبر أحد الأعمدة النقدية الكبيرة في ذلك الوقت وفى عام 1982 صدر له كتاب الكارثة الفلسطينية منتقدا بعض الأفكار السياسية التي رآها آنذاك مدمرة للقوة الباقية للمقاومة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى