الخميس ١١ شباط (فبراير) ٢٠١٦
بقلم
كنت قد ناجيتها
ناجيتها مرةً فصارت تناجينيأغنياتٍ لصبيحة العيدفراشاتٍ للندى وخضرة الغمامتناديني كلما اشتهت قبس الكلام ِكلما حفتها الذكرياتوكلما أسرتها الفراسةفلماذا أناجي بوحها ؟لماذا لا تناجيني ؟هي سربٌ من الخيول المحجلةتحلق عالياً بأجنحة النشوةنجمةٌ في سماء الابتهاجعصفورةٌ تحاكي الأغصان والنسائمتحصد الماء من عيون السهولمحفوفة بأيدي الأرضبخضرتها كعيون العشيقةبزرقتها ككيمياء السماء بنكهة الفرح .خذوا من سرة الأرض مناسك الرفضواصعدوا في فضاء المدنإلى ملكوت الحكمة في طقوس القرابينواعبروا معي في أيقونة الحلمفي عذابات الكروم وفي صمت الأديرةسألقاك هناك في فلوات الصلاةفي خزائن النهاروعند سلال القطاف ." هو أنت ثانيةً "تحررت منك الخطاياوانبثقت من دمك شقاوة النرجسعدت مليكة المدنمتوجةً بالغارمتوجةً بالشاطئ المتسربليحرس البحر وشوق العيون .تنثال ألحاني وتصخب بالعنفوانتشرين يا وجعييا جراح أيامي الجسيمةالفقر على أرصفة الجوعوحيداً بين بقايا الخيام وصفائح الهلاكوالحرمان سكاكين العجزتذبح أحلاميتأخذني إلى ملكوت الغربة ومتاهات النسيان .في الصمت وحديظلالي مناجم الموت وقمصان الأشباحوجنوني يتخذ الضوء والماء صديقينصخب المعاركهبوب الزوابع فوق ارتباكيفوق المدى جراحا ندّيةً وبقايا قوافل .صدقت الوعد حينما ناجيتها وكانت تناجينيلم أعد غريباً كما كنتفي طيّ النسيانبعيداً عن عيون مائهاعن حصادها الأثير في موسم البيدرعدت فارسها وليل أحلامهاعدت صهيلها وبوح خيولهاعدت لها دمعة ً أو غيمة ًعدت إلى عهدها والى نهرها المتدفق بالصفصاف .