السبت ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
بقلم عبد الجبار الحمدي

رسالة الى إمرأة

أفصحي يا عمري ترى ما الذي جنيت؟ افصحي عن عيوبي التي بها ابتعدت ثم الى البعيد انويت، كم هي الأيام والليالي التي شهدت حبي لك، كم سرحنا؟ كم لهونا،؟ كم لعبنا، أين هو احساسك الذي تبخر فجاة، أراني وحيدا يا الله يا خيبة رجائي كم انتِ قاسية ترمينني بالهجر واقف بين يدي الله داعيا عليك ثم اجثو له طالبه ان يعيدك بين يدي يا لهوسي بك أراني لا ارغب الحياة بعدك

أرجو قفي لحظة قبل انت تتخذي قرارك فأنا دونك لا حياة لي، بل انت ليس لك حياة دوني ، لا اخاف على نفسي بل خوفي كله عليك، صدقتي من الناس حديث يبيع ويشتري فيك، أذكرك بقولك بأني خيمة الظل الوارف الذي تسكنين إليه حين شدة حر، بل وصفتني بنبع الماء حتى ترغبين الارتواء منه،

لا تتركيني يا عمري فأنا منك وإليك، لماذا تبتعدين؟ لم تأخرتي حتى الآن بصدك هذا، أين كانت غائبة منك هذه الهواجس؟ وقد قت ان مشاعرك كلها تبيت على صدري تحتضنه عمدت في مرة قائلة: غابت سنيني في متاهة البحث حتى التقيتني وألفيتني طيف الذي تبحثين، راودك الضياع مرات عديدة حتى ادمنته ليلك ونهاء سواء عتمة في عتمة لم يغفو لك جفن حتى اوراقك لم تورد إلا حين اطبقت شفاهك على شفاهي ، اثمرتي كوردة يانعة لم تذبل ابدا، كيف لي ان لا ألومك او اعذرك أين كنت بنواياك كل تلك السنين.

عكفت وحالي الى الجنون، خالني الموت بسيفه على انفاسي مطبقا بنصله مصيري بابتعادك، ما عاد لي اي انسان الجأ إليه أحياه غيرك انت، ام تراك خططتي لان يكون نهاية مصيري بمصيرك، كم شعرت برعشات الحب قبل ألمس فيها خصلات شعرك ، اتنفسك حتى ألتقيك،

يا لجنونك بالهجر حبيبتي ترومين الغربة تبحثين عن الامس البعيد الذي تركتي حين تهتِ بين موانيء وشطآن بحثك عني، هل عاوك الأمل الكذاب ذاك الذي أحاط بك مدن من الخذلان والبحث المضني، كم هي ليالي الاحزان التي عشتي معها بجروح لم تندمل، كم عيون ضائعة تنشد قلبك اغاني الغياب.. ام تراك رجعت ترممين بقاياك التي بعثرتي في نسيانك نفسك ..
قلت لك: لا يهمني ما فات أني اراك حلمي وحياتي، فبرغم أنك علمتني ان احبس دموعي بوجعك ارخيت وشاحك على وجهي شممت انفاسك ودموعي تحاكي فرحي بحزن، ربما كانت تعلم بهجرك هذا ام تراك مثل تلك الاساطير التي اكذب، كثرت طعناتك لي، لم أشعرك بذلك لم احدثك عن جروحي النازفة من تصرفاتك، ابتلعت سم غرورك كشربة ماء رغم مرارته، عسى ان امتص سم الغربة والهجر من داخلك، حتى حين رغبتي فيك كادت ان تنطفىء لم اركن إليها بل احتويت النور الهافت بين أضلعي لأبقيه متقدا أُسمعه نبضات قلبي وهي تعزف لك أنات الحب الذي اكنه لك..

ماذا أكتب لك يا عمري.. سامحيني على ذنب لم اقترفه بحقك، سامحيني على حبي لك، سامحيني كون عبثت ربما لحظة بمشاعرك لكي أثير الأنثى بداخلك، بماذا تريدينني أن اعترف؟ بجنوني، بشغفي، أم اقول لك جرحتني دون احساس، طعنتني مرات ومرات، صدقيني تلك لم تكن طعناتك الأخيرة، فقد اشبعتني طعنا كوني لا استطيع البعاد عنك، اثقلت عليك بحبي ربما، كرهتِ ملازمتي لك كظلك ربما، مللتِ صورك المتناثرة في كل اركان قلبي ربما، أم تراني حلما سعيت له في البحث والمتاهة وما ان اكتفيت من الركون عنده قررت الابتعاد غير عابئة بما خلفتي من رماد نيران اوقدتيها دفئا في لياليك الباردة الموحشة الوحدة، كل شيء توقعته منك إلا الغدر.. اشكوك الى موانئك شطآنك وحدتك العمياء بأن تلعنك الى الابد، لا عتاب لك عندي ربما خَدَعَتني همساتك، لمساتك، دموع الآهات التي اسكبتي على صدري، لا يمكنني سوى ان اقول لك اذهبي بعيدا، هيا ابحثي عن ملاذ غير ملاذي، ابحثي عن جمرات من النار تمسكيها لتطفئي غرورك المبتل وحشة ووحدة.

ستصلك رسالتي هاته وإن كان لا يوجد ورق او بريد، ستعيشين حياتك وحيدة بوحشة مقيتة، اما انا سأعيش حياتي وحيدا الى جانب ذكريات اغمس فيها لقمة ايامي الباقية بعسلها الذي جنيت الى الابد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى