الأربعاء ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١٦

اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين

يُشاركون في "مؤتمر الإبداع العربي الفلسطيني" في جامعة حيفا.

قام قسم اللغة العربية وآدابها بالاشتراك مع كليّة الآداب ومدرسة الفنون في جامعة حيفا، بتنظيم مؤتمر للإبداع العربي الفلسطيني، تضمّن عرض إبداعات فلسطينية في الفنّ، الموسيقى، الأدب، الشعر والمسرح. عُقد المؤتمر يومي الإثنين والثلاثاء، 16-17/5/2016، في قاعات مدرسة الفنون في جامعة حيفا، وقد شارك في المؤتمر نخبة من المبدعين الفلسطينيين في الحقول المذكورة، حيث قدموا عروضا موسيقية ومسرحية، ومحاضرات أدبية شملت الشعر والسرد والنقد. وقد تميّزت كل العروض الفنيّة والأدبية باهتمامها بالهمّ الفلسطيني على المستوى المحلّي الخاص، وعلى المستوى الفلسطيني العام.

ومن الجدير بالذكر أنّ ثلاثة من أعضاء اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين، هم الباحث في مجال اللغة والأدب، البروفيسور إبراهيم طه، والناقد د. محمد هيبي، والكاتب الأستاذ فتحي فوراني، شاركوا في اليوم الثاني للمؤتمر، في جلسة جمعت بين ثلاثتهم، أدارتها كلّ من د. عرين سلامة قدسي ود. كلارا سروجي شجراوي، وهما محاضرتان في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا.

افتتحت الجلسة د. عرين سلامة قدسي الجلسة فقدّمت البروفيسور إبراهيم طه الذي قدّم محاضرة قيّمة تحدّث فيها عن تطوّر الرواية الفلسطينية منذ النكبة وحتى يومنا هذا. ومما جاء في محاضرته: "لقد عاينت في ورقتي تطوّر الرواية الفلسطينيّة في إسرائيل منذ النكبة عام 1948 حتى اليوم على ثلاثة مستويات: كمّيّ وفكريّ وجماليّ. لقد قسّمت هذا التطوّر في ثلاث مراحل مفصليّة: 1948 - 1967، 1967 - 1987، 1987 - اليوم. أظهرت المعاينة والمتابعة المستمرّة لهذا الأدب أنّ المرحلة الأخيرة تشهد تبدّلات وتغيّرات مستمرّة بوتيرة عالية وسريعة على كلّ المستويات المذكورة".

ثم قامت د. كلارا سروجي شجراوي بتقديم د. محمد هيبي الذي تحدّث بدوره، حول "الرقابة الإسرائيلية على الأدب الفلسطيني، في الداخل وفي الأرض المحتلة"، فقال: "اعتمدت في دراستي هذه على ستّ حالات من الأدب الفلسطيني، ثلاث منها من أدب الداخل تمثّلت أولا بمسرحية "الزمن الموازي" التي عرضها مسرح الميدان وحاولت الوزيرة ميري ريغيف منع عرضها بسبب مضمونها الذي يفضح الممارسات العنصرية للسلطة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين. وثانيا، الكاتب المحامي وليد الفاهوم، الذي فضح في أعماله الأدبية الممارسات القمعية والعنصرية للسلطة. وثالثا، الشاعر شفيق حبيب الذي خاض معركة مع السلطة، فقد صادرت ديوانه، "العودة إلى الآتي" الصادر عام 1990، متّهمة إيّاه أنّه يحتوي على تحريض يخرق "أمر مكافحة الإرهاب"، رقم 33، لعام 1948. أمّا الحالات الثلاث من أدب الأرض المحتلة، فهي: أولا، الشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح، الذي يتميّز شعره كأدب مقاومة، خاصة وأنّه أصدر سبع مجموعات شعرية في ظلّ الاحتلال، حيث كتب الكثير من قصائده وهو قابع في سجون الاحتلال. ثانيا، الكاتب معتزّ الهيموني، الأسير المحكوم بستّة مؤبدات وعشرين عاما، الذي كتب في السجن روايتين هما: "فراشة النور" (2012) و"تحت عين القمر" (2014)، حضّ فيهما على التحرّر من التخلّف وسجن المجتمع كشرط للتحرّر من الاحتلال. وثالثا، الكاتب باسم خندقجي، الأسير المحكوم بثلاثة مؤبّدات، والذي كتب في السجن روايته "مسك الكفاية"، التي استلهم فيها التاريخ العربي المنتصر، ليسقطه على الواقع الفلسطيني والعربي الراهن المهزوم.

وبعد ذلك قدّمت د. سروجي شجراوي الكاتب الأستاذ فتحي فوراني، رئيس اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين، والذي تحدث بدوره حول تجربته في كتابة سيرته الذاتية فقال: "لم يخطر ببالي إطلاقًا أن أكتب "سيرة ذاتية"، إلى أن جاءت "بنت الكلب"! هي المسؤولة الأولى ... وهي "المحرّض" الرئيس لميلاد السيرة "بين مدينتين"! فلولاها لما كانت "السيرة"، ولربما كانت ستولد وتصدر بعد سنوات يعلم الله عددها! وقد يسأل سائل مستغربًا: من بنت الكلب هذه!؟ ولا يلبث الجواب أن يأتي مهرولا، فيميط اللثام عن وجهها قائلا: "بنت الكلب" هذه، ما هي إلّا الاسم الحركي ... "للسكتة الدماغية" التي تربّصت بي وأوقعتني فكدت أروح في داهية، غير أنني قمت في عافية، وأنا "أمرّ عودًا وأصلب مكسرًا". كفاكم الله شرّها وشرّ أمثالها من "بنات الكلاب"!

وفي نهاية الجلسة، دار حوار بين المتحدّثين والجمهور، أثرى الجلسة وبيّن تعطّش الحضور للثقافة ومدى اهتمامهم بهموم شعبنا التي يحملها على كاهله جيلا بعد جيل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى