الاثنين ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
بقلم ماهر طلبة

الإطار

حلم الطفولة

كانت كلما غلبتها مشاعر واحاسيس الطفولة، اشتاقت لزمن حضن الأم وثديها؛ ذهبت باتجاه مرآتها.. نزعت بهدوء ذهبها الذى يقيدها.. اذنها، فمعصمها، واخيرا سلاسل رقبتها.. ثم واصلت نزع ملابسها قطعة قطعة حتى تصير عارية كلحظة الميلاد.. عندها تلتصق بالمرأة.. تتلمس الثدى البارز بأناملها المرتعشة.. تمرر عليه اليد برفق وحنو الطفولة، تحرك الحلمة فى اتجاه فمها و تكمل زمن الطفولة بها.

صورة نجم

كانت صورته تحتل الحائط الرئيسى فى حجرتها، حين لمحته ذات مساء - كانت فيه تمارس عادتها اليومية فى استعادة لحظة ميلادها الأولى – يتأمل تفاصيل جسدها العارى، ويتحسس بأصابع مرتعشة ظلها الساقط عليه، فضحكت لأنها ادركت أن حبسها له فى الإطار أنقذها من جنون رغبته.

إطار فارغ

الإطار الفارغ على الحائط اشار إلى الحادث بقوة.. كانت غارقة فى نومها، حين احست فجأة بعين تتلمس المساحة العارية من جسدها وتكمل رحلة التعرية، استدارت – مستدفأة بالنوم- معطية نافذة حجرتها المفتوحة ظهرها.. جذب انتباهها الإطار الفارغ – لصورته- الذى يواجهها.. اسرعت بقايا النوم هاربة.. صرخت باعلى صوتها.. أفزعه الصوت، فألقى بنفسه من نافذتها.. طار كما تطير كل الأوراق، وما يزال لم يلمس الأرض بعد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى