الثلاثاء ٥ تموز (يوليو) ٢٠١٦
بقلم
باللهِ يا رمضانُ سلّمْ
أنا المواطنُ العربيُّموءودٌ بشرعِ قبيلتيوكذا، شرعُ اللهِ موءودٌبشرعِ قبيلتيفهلْ في بلدي مِنْ سائلٍ عنّي؟!أنا المواطنُ العربيُّفي بلدييتيمٌ ...أسيرُ في شوارعهاعارياً حافيترفضُ الدنيا احتوائيأو بقائيإذا ما سِرتُ يوماًفي شوارعِهارافعاً رأسيفكلُّ شرائعِ الأقزامِ ...والحمقىتُقيّدُنيتُهدّدُنيوتريدُني عبداً ...ذليلًا في شوارعِهاومنتظراًبصبرٍ خارقٍ،قدري ...متى يحملْإلى ظهريَ العاريسوطَ جلّاديأو إلى صدريَ المنخورِبروائحِ الغازِ،خنجراً صَدِئاًأو إلى رأسيَ المرفوعِ ...رصاصةً ...وكلُّ ذنوبيَ العظمىأحْلُمُ ...في زمنِ الطغاةِوحكّامِ المهانةِوالعسكرْ،برفعِ الرأسِ، لا أكثرْ!أنا المواطنُ العربيُّفي بلدي ...جوازيَ مدموغٌ بشرعتهم:"هذا الكافرُ الزنديقُممنوعٌ منَ السفرِ"فلا أطيرُولا أسافرْولكنَّ رفيقتي ...حقيبةُ سفريفيها شهادةُ موتيَ المؤجّلِلا شهادةَ دفنيفي بلادي ...للدفن طقوسه الأخرىيحتاج شهادة كبرىلا يحتاجها مثليفهل يُدفنُ موءودٌ؟!وأنا الموءودُ ...بشرعِ قبيلتيوهذا العيدُ بعدَ الألفِقادمْولا يمرُّ بحيّنامنذُ عقودٍ ...لا يعرفُ ساحةَ بيتِنا ...باللهِ عليكَ يا رمضانُكيفَ تأتي إلينابلا عيدٍ؟!أينَ العيدُ يا رمضانْ ...يا شهر فضائل الرحمنْ؟!باللهِ عليكَ يا رمضانُإنْ صادفْتَهُ ...سَلِّمْأقرئهُ السلامَ منْ أهليومنْ طفليقل له:أنا المواطنُ العربيُّمنذُ عقودٍ ...في "بلادُ العُرْبِ أوطاني"منذُ استبدلَتِ استعمارَهمباستعمارِنا الوطنيِّواستبدلَ الحكّامُشرع اللهبرايةٍ خضراءَذليلةْحبرُها العلنيُّ يشهدُلا ... وأنَّ ...وحبرُها السرّيُّ يفرضُ ..."شرعَ زعرانِ القبيلةْ"منذُ عقودٍ يا رمضانُلم نقطعْ صلاةَ التراويحِولم يُؤذِّنِ العيدُ في مساجدِ حيِّناوأنا ...قبلَ التراويحِ ...وبعدَ التراويحِ ...صائمْعنْ لحومِ الضانِ صائمْوعنْ موائدِ الخرفانِ صائمْوالصومُ يا رمضانُللسماءِيقولُ أجداديفهل في السماءِ من هاديلا يدين بشرع قبيلتي؟!أم أنَّ بؤسي ...وفقري ...وأعجبُ لِمَنْ ... ...هي الهادي؟هي الهادي!أنا المواطنُ العربيُّيا رمضانُ ...أحذّركمْسأظلُّ أحلمُبرفع الرأس حتىيأذنَ الهادي ...وحتماً ...في يومٍ ربيعٍ مشرقٍ ناديأزهاره بلونِ دمي ...سيأذنُ الهادي!