الثلاثاء ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠١٦

خبر من إيطاليا

ضمن منشورات العصرية للنشر والتوزيع، صدر حديثا باللغة العربية (آب 2016)، في العراق (بابل)، كتاب نقديّ جديد للناقدة والمترجمة الدكتورة أسماء غريب تحت عنوان (الأمانة العظمى في الدّفاع عن تراث وتاريخ الأمم، المُحقّقُ علي عبد الرضا عوض أنموذجاً). والكتاب عبارة عن دراسة نقدية شاملة وافية تناولت بالدرس والتحليل معظم إصدارات المؤرّخ العراقي علي عبد الرضا عوض بما فيها (رسالة إلى أهل الجزائر لصاحبها أحمد بن محمد بن فهد الحلّي)، وكذا (أعلام المترجمين في بابل).

تصدّرت الكتاب توطئة بقلم أسماء غريب، تقول فيها: «... والحِلّةُ الفيحاءُ، هيَ بيْنَ هذهِ المُدُنِ واسطَة العِقْدِ الفريدِ، وكيفَ لا تكونُ كذلكَ وهيَ سليلةُ دِجلةَ؛ سُلطانةَ الشّعرِ والقصائدِ، وابنةُ الفُراتِ؛ سيّدَ العُلماءِ والعُرفَاءِ، وأبَاهُمُ الأوّل والأخير! هذا النّهرُ والغوثُ الأعظمُ الّذي سعى إليّ باحثاً عنّي في الغيْبِ قبلَ الشُّهود، وطرقَ بابي بيَدِهِ المُباركة، منذُ أزيد مِنْ عشرة أعوامٍ مَضَتْ، ففتحتُ لهُ مُبتهِجةً بطارق الخَيْرِ والجُودِ والكرمِ، وما إن أجلستُه إلى مائدةِ حرفي، وسقيتُه كأسَ المودّةِ من جرّتي، وإكسيرَ الوصْلِ والوصال من جُبّة إيماني ويقيني، حتّى أخرجَ مِنْ صُرّتهِ الخضراء الكبيرة أوراقَهُ العتيقة الصُّفْر، وخرائطَهُ الحُمْر، وبهَا ومنها بدأَ يُحَدِّثُنِي عنِ الحلّةِ قُرّةَ عينهِ وسُويداءَ روحِه، وحينما بدتْ لهُ منّي علاماتُ النّجابة والجدّ والمُثابرة، سمعتُ الحِلّةَ بينَ يدَيْهِ تقولُ: إنّي لكِ، فَهِمْتُ بِها وَهَامَتْ بِي، وبُحْتُ لهَا بأسراري، وَنَثَرَتْ لي فوقَ سجّادة الحضرةِ حُزَماً لا حصرَ لها من خُزامى تاريخِها العَطِر الفوّاح بطيبِ الأذكارِ والسِّيَرِ والأخبار، فتجلّى لي مقامُهَا العظيمُ في التراث الإسلامي العريق، وبانَتْ لي مكانَتُهَا الحضارية في العالم بأسرهِ، فهي اليدُ الرّاعيةُ للكثير من الفعاليات الدينية والفكرية والاجتماعية، والاقتصادية والسياسية والتَثَاقُفِيّة التي أثْرَتْ وماتزالُ كافّةَ الحضاراتِ عبْرَ احتضانِهَا لأهَمِّ وأكْبَرِ حوزة علميّة كانت ولمْ تزلْ لليوم الرّجُلَ الخيميائي الذي يبحثُ في مَناجِم التاريخِ عن حَجَر العُلوم الأحمَرِ، ليكشفَ بهِ الطّاقاتِ الكامنةِ في قلوب وعقول أبنائِها النُّجباء القادرين على الانبعاثِ كالعنقاءِ من بين الحطامِ والأنقاضِ، ممّا أدّى إلى ظهور بعضِ الأُسَرِ الحِلّيّةِ المعروفة باهتمامها بأهلِ العلم والثقافة والآداب كأُسْرَتَي آل القزويني، وآل السّيد سليمان، وأُسرة آل العذارى، وآل طاووس الحلّية الحسنيّة «التي كانت تاجاً مرصّعاً فوق رؤوس جميع العلماء والفقهاء والأدباء والعارفين»، ناهيكَ عنِ العديد من العلماء الذين أعلوا رايةَ العِلم في الحلّة على مرّ العصور بمن فيهم بعض من الأسماء التي أثْرَتِ المشهدَ الثقافيّ الحِلّي الحديث والمُعاصر بالعديدِ من أمّهات الكُتب أمثال الدكتور صباح نوري المرزوك (رحمه الله)، والشيخ محمد علي اليعقوبي والدكتور محمد مهدي البصير، والدكتور أحمد سوسة والسّيد طه باقر وغيرهم كثيرون منَ الأوفياء الذين أسهموا في نهضة الحلّة الأدبية والثقافية والدّينية، ويعملون لليوم جاهدينَ للحفاظ على تراث هذه المدينة لتبقى مناراً وقِبلةً تحجُّ قلوبُ العُلماء والمُثقّفينَ إلى مجالسِها ومدارسِها ومراكِزِها ومَتاحفِها التي لا يوجدُ مثلُها في البلاد».

صدرت للمحقّق علي عبد الرضا عوض كتب عدّة في مجال تخصصه، يُذْكَرُ منها (مكتبة آل طاووس)، (معجم المحققين في الحلّة)، وكذا (الرسالة الفخرية في معرفة النية لصاحبها فخر المحققين محمد بن الحسن المطهر الحلّيّ). أمّا الدكتورة أسماء غريب فصدرت لها في مجال النقد العديد من الدراسات والأبحاث وقريبا يرى كتابها النقدي الجديد النور والذي كرست فيه جهودها لأهمّ أعلام الرواية والشعر في المشهد العربي والعالمي المعاصر. أمّا عن إصداراتها الحديثة في مجال الشعر والترجمة فهناك ديوانها (مالمْ تبُحْ به مريم لأحد، ويليه متون سيّدة)، وقد صدر في العراق عن دار الفرات للثقافة والإعلام، وكذا ترجمتها الإيطالية لديوان الشاعرة العراقية د.وفاء عبد الرزاق (من مذكرات طفل الحرب)، وقد رأت النّور في إيطاليا عن دار أريانّا للنشر والتوزيع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى