السبت ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم نوزاد جعدان جعدان

ثلاثة نصوص للشاعر الكردي شاهين بكر سورَكلي

الشاعر الكوردي شاهين بكر سورَكولي من مواليد مدينة كوباني في سورية عام 1946، يعيش في أستراليا منذ عام 1968 ، عمل كمدرّس وصحافي ومذيع كما أنتج دروساً عن أصول تعلم اللغة الكردية وكتب مقالات كثيرة عن مواضيع مختلفة وبعدة لغات نشرها في مئات الدوريات العالمية، يتقن اللغات الكردية والعربية و الإنجليزية والألمانية والتركية و له عدة إصدارات أدبية بالكردية بما في ذلك عشرات القصص القصيرة والقصائد الشعرية، كما في مخزونه روايتان " الضياع " و " العودة ". نقتطف من ديوانه " ألم السنوات السبع " الذي صدر عام 1990 ؛ هذه القصيدة المعنونة ب الطفل والنجمة الهاوية.

الطفلُ والنجمة الهاوية

نجمةٌ هوتْ
من حبل السماء وقعتْ
ولا بالآهِ نطقتْ
لا لم تصرخْ العلياء
بقيت كما هيَ
عالية وبهية
النجمةٌ أشعّتْ
جاءت وجاءت
ثم جاءت
لكنها بعد حينٍ في العلا
فُقدَتْ
عينا الطفل بحثتا
عن نجمة ضاعت
تبحث عيناه عنها
تدور وجذلى تدور
لكنها في الفلك ذابت
كما الملحُ في الماء يذوب
على سطح بيتٍ من الطين
بكى الطفل على فراشه سراً
دون صوتِ أنين
على النجمة التي سقطت
ونام بقلب مفعم بالحزن والحنين
لكنه قبل أن ينام
تضرّع إلى اللهِ خالق الأنام
ألا تكون النجمة في الضياع
قد عانت من الآلام و الأوجاع


الفتاة الكردية

يصف الشاعر في هذه القصيدة الفتاة القروية البسيطة التي لا تحظَ بمستوى لائق من التعليم والمدنية اللازمة، تمتاز القصيدة بغنائية عالية ولغة جزلة.

أنا زهرةٌ ملوّنة
وحيدة
مُهمشّة دون أهمية
لا هوية لي في هذا العالم
مُهشمّة خجلى
كفتاة يتيمة
***
أنا قِبرةٌ بيضاء
تراني باكية
لا جناح لي
أرغب جداً بالحرية
ولكن زرد السلاسل يقيدني
***
أنا غزالة بائسة
أرتشف الكثير من الأوجاع
وأعاني من وطأة القروح
ولكن ما الحل؛
فأنا مجروحة الروح
***
أنا عنقاء فوق هضاب بلادي
باسلة شجاعة
أريد أن أطير ؛
لي رغبة عارمة
لكني لا أستطيع
فالجرح غائر وعميق
***
أنا حُسن الريف وجماله
في الربيع أقصد المراعي
و قطيع الأغنام لأحلبه
مرادي أن أرتقي وأرى
لكن الجهل مستفحل
يتركني أميّة وسط الجهلة
***
أنا بلبل لا صوت له
في ربوع كردستان الجميلة
عاشقة للتحرر ولِهة
ولكن ما العمل
لي قلب مسكون بالألم ..
يعود تاريخ كتابة القصيدة لعام 1980

وطننا كوردستان

إخوتي وأخواتي الكرام
هبّوا وقوموا كالضرغام
لا للتبعية
ولنقضي على العبودية
و ننادي بالاستقلال والحرية
****
يا قوم الكورد قاطبة
خلّو العالم كله منصتا
انزلوا للساحات كالنمور
وازأروا في الميادين
العدو لا يعرف الإخاء
***
يا أختاه
و يا أخي الجميل
عمالاً وفلاحين
سلّوا أنفسكم من تكونون ؟!..
لمَ الجوع والبؤس بنا مسكون !
***
نحن أبناء «كاوا»
لا يصبح العدو أخاً
طلبنا منه الإخاء ألف عام
وما حصدنا سوى الآخ ..
***
نحن الكورد قلوبنا ناصعة البياض
هيهات أن يفهم ذلك الأنداد
دعونا نرفع علم الوطن إلى العلياء
ونحرر كوردستان من الأعداء
***
هذه هي أرضنا كوردستان
بقراها ومدنها والتلال
وها هم البيشمركة الأبطال
قادمون
من خطا أقدامهم تهتزُ الجبال

كتبت القصيدة عام 1981


"كاوا الحداد" البطل الكوردي الأسطوري الذي أنهى ظلماً تعرض له الكورد على يد ملك ظالم يدعى زوهاك وأوقد على سفح الجبل شعلة الانتصار إيذانا بانتهاء حقبة الاستبداد وبداية جديدة.
يمتاز شعر شاهين بكر سورَكلي بالروح الثورية القومية النضالية والمفردات الجزلة التي تناسب الحالة الشعورية والتصاعد الدرامي في النص، اتسمت حقبة الثمانينات بالشعر النضالي المقاوم نظرا لما تعرضت له المدن الكوردية في كل من العراق وإيران وتركيا من اضطهاد وظلم وتعسف على أيدي الأنظمة الشوفينية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى